الجنف… 80 بالمئة من حالاته مجهولة السبب
طرطوس-سانا
يصاب بعض الأطفال خلال مرحلة نموهم بالجنف أو انحناء العمود الفقري وهو مجهول السبب في 80 بالمئة من الحالات وأكثر انتشاراً بين الإناث ويظهر ويتطور عادة في المرحلة العمرية بين 10 إلى 16 عاماً ويتراوح علاجه من المراقبة إلى الجراحة وفق درجة الإنحناء وعمر المصاب.
ويوضح الدكتور طارق عكاشة اختصاصي أمراض العمود الفقري أن الجنف يصنف ضمن أربعة أنواع حسب الأسباب النوع الاول عصبي عضلي ويحدث نتيجة حالة مرضية تؤثر على العضلات أو الأعصاب أو الحبل الشوكي ومنها حالات الضمور العضلي وشلل الأطفال والشلل الدماغي والورم العصبي الليفي.
أما النوع الثاني وفقاً لعكاشة فهو الجنف العظمي ويحدث نتيجة خلل في العظم والنوع الثالث الجنف الخلقي وفيه لا يتشكل العمود الفقري بشكل صحيح أثناء تطور الجنين أما الرابع وهو الأكثر انتشاراً وقد تصل نسبته إلى 80 بالمئة وهو الجنف مجهول السبب.
ويشير عكاشة إلى أن الجنف يحدث بشكل تدريجي دون ألم ويمكن للخفيف والمتوسط أن يتطور دون ملاحظة الأهل ليكتشف خلال فترة المراهقة ومع تطور الحالة قد يسبب الانحناء ألماً وخللاً في العضلات وإذا أصبح أكثر شدة يصبح التشوه واضحاً.
ويشخص الجنف وفقاً للاختصاصي عبر الفحص السريري من قبل الطبيب المختص وتجرى أحيانا صورة شعاعية لتقييم زاوية الانحناء ودرجة الجنف وصورة طبقي محوري ورنين مغناطيسي للعمود الفقري للتأكد من عدم وجود أسباب ثانوية له.
وفيما يخص العلاج فيوضح الدكتور عكاشة انه في حال كانت التقوسات الثابتة أقل من 20 درجة مئوية يحتاج إلى مراقبة فقط أما إذا زاد عن ذلك فتبرز الحاجة للمشدات لدعم وتقوية العمود الفقري وهي مشدات بلاستيكية يستطيع المريض إخفاءها تحت ألبسته.
ويذكر الدكتور عكاشة أن الجراحة تصبح ضرورية ولابد منها في حالة زيادة التقوس عن خمسين درجة مئوية ويكون مستمراً في تطوره وعمر الطفل المصاب أكثر من 12 سنة أما إذا كانت درجة التقوس أقل من 40 درجة مئوية وتوقف النمو عند الطفل فنلجأ إلى استعمال الأجهزة الطبية والتمارين العلاجية أما إذا توقف الطفل عن النمو وكانت زاوية التقوس اكثر من 50 درجة فنضع احتمالاً بأن تزداد درجة التقوس وهنا يفضل إجراء العمل الجراحي.
ديمة الشيخ
.................................................
مرض صامت وأسبابه المباشرة مجهولة. "المياه الزرقاء"
عصام زروق
احتفل العالم خلال الأسبوع المنصرم بالأسبوع العالمي لمكافحة مرض (الجلوكوما) أو ما يسمى بـ”المياه الزرقاء”، حيث يعتبر من أهم أمراض العيون ويتسبب بفقدان البصر.
وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 2 بالمائة من البالغين (فوق سن 40 سنة) يعانون من هذا المرض على مستوى العالم، وانتشار المرض يأخذ بالازدياد مع تقدم السن ليبلغ 10 بالمائة من الناس فوق سن 65 سنة.
ويقدر العلماء أنه بحلول العام 2020، سيتعرض أكثر من 80 مليون شخص حول العالم للإصابة بالمياه الزرقاء، 11 مليونا منهم سيصابون بالعمى، ويقولون إنه السبب الرئيس الثاني للعمى على مستوى العالم بعد مرض “المياه البيضاء”. وللتحسيس بخطورته تم خلال عام 2008 تخصيص أسبوع عالمي لهذا المرض يمتد من 9 إلى 15 مارس من كل سنة وهي مبادرة عالمية مشتركة أطلقتها الجمعية العالمية لداء مياه الزرقاء والجمعية العالمية لمرضى داء المياه الزرقاء من أجل تحسيس الناس بهذا المرض وبعواقبه وتوعيتهم بأهمية الكشف المبكر.
ما هو هذا المرض؟
والماء الأزرق هو مرض يصيب العين نتيجة ارتفاع الضغط في العين فيحصل نتيجة ذلك تلف في أنسجة العصب البصري، يتبعه تدريجيا فقد أجزاء من المجال البصري للرؤية، وإذا لم يعالج المرض يحدث تلفا كليا في العصب البصري وبذلك تفقد العين قدرتها على الإبصار.
ويرجع سبب الإصابة بهذا المرض إلى عدم التوازن بين كمية السائل الذي تفرزه العين وبين قدرة قنوات العين الخاصة بتصريف هذا السائل، فينتج عن ذلك تجمع هذا السائل داخل العين والضغط على أنسجة العين الداخلية بما فيها العصب البصري، وهناك أسباب عديدة تؤدي إلى قلة تصريف العين للسوائل، منها انسداد أو ضيق الفتحات الخاصة بالتصريف أو وجود التهابات داخل العين تؤدي إلى ضيق القنوات، كما أن بعض إصابات العين قد تؤدي إلى تلف في أنسجة تلك القنوات.
مرض خفي وصامت
وبمناسبة الأسبوع العالمي لداء مياه الزرقاء، أكد رئيس الجمعية المغربية لمحاربة داء مياه الزرقاء، الدكتور محمد الزوهيري، أن هذا الأسبوع يعتبر مناسبة للتحسيس بمخاطر هذا المرض، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل مكافحته.
وأوضح الدكتور الزوهيري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن داء مياه الزرقاء مرض خفي وصامت ليس له علامات تنبه المصاب به.
وأضاف أنه في غياب الكشف المبكر والعلاج الملائم والمتابعة المنتظمة، يؤدي هذا الداء إلى ضعف في البصر أو يتسبب في العمى، مشيرا إلى أن هذا الداء هو آفة صحة العين التي يجب تضافر جهود كافة المتدخلين في قطاع الصحة العمومية خاصة المهتمة بصحة العين من أجل محاربته.
وأشار إلى أن الأسباب المباشرة للإصابة بهذا المرض لا زالت غير معروفة، مضيفا أن هناك بعض العوامل الخطيرة المتعلقة به، من أهمها خطر ارتفاع ضغط العين الوراثي التي تلعب دورا هاما، وعامل السن، إذ ترتفع نسبة الإصابة به مع التقدم في السن بشكل منتظم.
وواصل الدكتور الزوهيري أن هناك أيضا عوامل أخرى منها على الخصوص قصر النظر القوي، والصداع النصفي، ومرض “رينود”، وعوامل الأوعية الدموية.
وأوضح أن العوامل السوسيواقتصادية، تعمل على تفاقم المرض، موضحا أن الأشخاص المنعزلين أو الذين يعيشون في عزلة وفقر أكثر عرضة لفقدان البصر من غيرهم الذين لديهم تغطية اجتماعية أو القاطنين بالقرب من المراكز الرئيسية بالمدن الكبرى.
وتابع بالقول إن عواقب هذا المرض تظهر بطريقة تدريجية، دون ألم أو احمرار أو دمعان، باستثناء تغير في المجال البصري المحيطي، الذي سيتطور تدريجيا إلى المجال البصري المركزي ومن ثم يؤدي إلى العمى.
ولهذا الغرض، نظم مؤخرا، على الصعيد الجهوي بمستشفى مولاي يوسف بالدار البيضاء، حملة كبرى تحسيسية وللفحص بمشاركة العديد من أطباء العيون المختصين، فضلا عن تنظيم حملة إعلامية من أجل تحسيس العموم بأهمية زيارة الأطباء المختصين بالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة بصفة منتظمة.
وأوضح أن الجمعية المغربية لمحاربة داء المياه الزرقاء، تأسست أوائل 2014 بهدف المشاركة في تكوين أطباء العيون، وتشجيع وتطوير الممارسات الجيدة في هذا المجال، والحث على البحث في ميدان داء المياه الزرقاء بالمغرب والمساهمة في الجهود المبذولة لمكافحة العمى.
ومن الجمعيات الناشطة في هذا المجال أيضا الجمعية المغربية لمحاربة فقدان البصر، وجمعية عيني ونادي روتاري أنوار الدار البيضاء، وذلك من أجل تحسيس العموم بعواقب هذا الداء الذي يسرق حاسة البصر في صمت.
منقول