السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة متزوجة منذ سبع سنوات، وعمري 28 سنة، وتحاليل زوجي سليمة، وقد حملت بعد زواجي بسنةٍ كاملة بدون علاج، واستمر حملي إلى الشهر الخامس ثم توفي الجنين -وكان ذكراً- داخل الرحم، ثم عملوا لي طلقاً صناعيّاً حتى خرج الجنين، ثم عملوا لي عملية تنظيف -كحت- مباشرة بعد الولادة، والآن لي خمس سنوات ونصف ولم أحمل، علماً أن الدورة عندي منتظمة شهرياً.
وقد ذهبت إلى عدة مستشفيات وأجروا لي جميع التحاليل والأشعة عدة مرات وكانت النتيجة سليمة، وعملوا جميع الطرق التي تساعد على حدوث الحمل بعد إذن الله، وكنت مستجيبة بطريقة ممتازة وكرروها لي عدة مرات ولم يحدث حمل، فهل سبب تأخر الحمل عندي طبي أم نفسي أم يمكن أن أكون مصابة بالعين؟ وإذا كنت مصابة بالعين كيف أعرف ذلك؟ وما هي علامات خروج العين وما نصيحتكم لي؟!
ثانياً: يظهر على جلدي بقع حمراء وزرقاء قبل موعد الدورة، وأحياناً تظهر في أوقات أخرى، فما تفسير ذلك؟ وما هو العلاج بالعقاقير لو كانت مشكلتي نفسية في عدم الحمل؟
ثالثاً: كنت قد أرسلت استشارة سابقة، وقد ذكرت لي الدكتورة أن أقطع حبوب دستنكس بعد ستة أشهر، وأفيدكم بأني إذا تركتها فإن هرمون الحليب يرتفع، فهل الاستمرار عليها فيه مشكلة؟ علماً أني آخذ نصف حبة في الأسبوع، وما هو الأفضل لحالتي: الحقن المجهري أم طفل الأنابيب؟ وما نسبة نجاح الحقن المجهري؟!
وجزاكم الله خيراً على نفعكم للمسلمين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبالنسبة لأسباب تأخر الحمل فيما ذكرتيه من تحاليل، فالظاهر أنه لا سبب واضح لديك، وهذه الحالة تسمى بإعاقة حمل مجهولة السبب، والحالة النفسية لا يمكن أن تُلام في إعاقة الحمل، وإن كانت من الممكن أن تؤثر على انتظام الدورة، وأنت كما ذكرت فإن الدورة لديك منتظمة، فلا خوف إذن من تأثير الحالة النفسية على الحمل، ولا علاج لذلك الوضع سوى بالتوكل على الله وحسن الظن به، والصبر على هذا الابتلاء من فقد للجنين وإعاقة الحمل، عسى الله أن يعوض صبرك خيراً.
وأما بالنسبة للبقع الحمراء والزرقاء فلا علاقة للدورة بها، ولا علاقة أيضاً للدوستينكس بها، ولكن من الأفضل إجراء فحص للدم لنسبة الصفائح الدموية وسيولة الدم، ويمكنك أخذ فيتامين C لتقوية الشعيرات الدموية.
وأما بالنسبة للجزئية الأخيرة فقد تمت الإجابة عليها في استشارة سابقة لك برقم (270176) فارجعي إليها.
والله الموفق.
نهاية اجابة الدكتورة سامية.
وبعد استشارة المستشار الشرعي أفاد بالتالي:
فإن الله سبحانه: ((لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا))[الشورى:49-50]، فسبحان من لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، والسعيد في الناس من يرضى بقضاء الله وقدره، وكل شيءٍ عند الله بأجلٍ معلوم، والكون ملكٌ له سبحانه، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وما عند الله من الخير والتوفيق لا يُنال إلا بطاعته، والدعاء مفتاح الخيرات، وكان الفاروق يقول: (أنا لا أحمل همّ الإجابة لأن الله تكفل بها ولكني أحمل همّ السؤال) والبخيل من بخل على نفسه بالدعاء، فأكثروا من اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، وقد قال نبي الله زكريا عليه الصلاة والسلام: ((رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ ))[آل عمران:38-39].
وأكثروا من الاستغفار فإن الله سبحانه يقول: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا))[نوح:10-12]، وكان السلف إذا رغبوا في الولد استغفروا الله ويتأولون الآية المذكورة.
كما أرجو أن تسعوا في حاجة الضعفاء والمحتاجين، فإن المسلم إذا كان في حاجة إخوانه كان الله في حاجته، وعليكم بتقوى الله فإنها مفتاح الخيرات وبها تنكشف الكربات، قال رب الأرض والسموات: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3] والولد من الأرزاق.
وعليكم بالحرص على سلامة الصدر والصلة والبر؛ فإنها مجلبة للأرزاق والبركات.
ولا شك أن موضوع الحمل والإنجاب بيد الواحد الوهاب، والزواج ما هو إلا فعل للسبب والمؤمن لا يعول على السبب ولكنه ينتظر هبة الوهاب الذي أمره بين الكافر والنون.
وأرجو أن تعلموا أن الراحة النفسية لها آثارها العظيمة على الإنجاب وغيره، كما أن الرضى بقضاء الله وقدره سبب لراحة البال ومجلبة للخيرات والعيال.
فحافظوا على أذكار المساء والصباح، وأكثروا من تلاوة القرآن فإن في ذلك حماية من العين والسحر والشياطين والشرور، وفي الأذكار والتحصينات الإلهية علاجٌ للسحر والمس إذا كانت بالفعل موجودة، وقد أشار لهذا الشيخ بن باز رحمة الله عليه.
أما بالنسبة للعلامات التي قد تدل على الإصابة بالعين أو المس فهي كما يلي:
1- الصدود عن ذكر الله.
2- الصداع الذي لا يعرف له سبب.
3- الشرود الذهني.
4- كثرة النسيان.
5- الشعور بالقلق والاكتئاب.
6- الأرق في النوم.
7- حب العزلة والابتعاد عن الناس.
8- النفور من الأهل أو التعامل معهم بعنف.
9- حصول تغيرات سلبية كبيرة كالرسوب، ورفض الدراسة.
10- الأمراض التي لا يعرف لها سبب.
إلى غير ذلك من العلامات التي قد يختلف الناس حولها، والصواب أنه لا توجد علامات محدودة يجزم بها في التشخيص، كما أن للتجربة والخبرة دور في معرفة ذلك وهي في العموم حالات تذكر للاستئناس بها.
والعلاج يكون بالرقية الشرعية بضوابطها الشرعية، ونحن ننصحك أختي الكريمة بالمواظبة على الأذكار وقراءة الرقية على نفسها، وإذا احتجت لراقٍ فلابد من التمسك بالآداب والضوابط في ذلك، مع ضرورة أن تكثري من الدعاء واللجوء إلى فاطر الأرض والسماء.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ونسأل الله أن يسهل أمرهك وأن يغفر ذنبك.
وبالله التوفيق والسداد!