ام خالد السادة الأعضاء
المساهمات : 1037
تاريخ التسجيل : 08/09/2012
العمل. : الطب
| موضوع: فحص الأدوية بين القديم والحديث الثلاثاء 22 أبريل 2014 - 7:12 | |
| فحص الأدوية بين القديم والحديثبواسطة noooooooooooor في السبت يونيو 02, 2007 2:02 am فحص الأدوية بين القديم والحديث للدكتور محمد زهير البابا
كلنا يعلم أن الإنسان البدائي حاول منذ أن وجد على سطح الأرض الاستفادة من جميع المواد والكائنات من حيوانية ونباتية ومعدنية ليحصل على غذائه ودوائه. وكان عالم النبات أغنى المصادر التي استفاد منها للحصول على متطلباته.
قام الإنسان منذ القدم بتصنيف النباتات بالاستناد إلى تأثيرها في ثلاث زمر: أغذية- أدوية- سموم- فكل نبات استطاع أن يتناول منه كمية كافية لسد جوعه فهو غذاء. وكل نبات لا يمكن تناوله بكمية كبيرة ولا لفترت طويلة، ويحدث له راحة أو اضطرابا فهو دواء، وكل مادة لا يمكن تناولها ولو بكميات ضئيلة، لأنها تحدث فيه تأثيرا ضارا، اعتبرها من السموم ، ولم يتجرأ الإنسان على الاستفادة من السموم كمواد دوائية إلا في وقت متأخر جدا.
لقد لعبت حواس الإنسان وذاكرته دورا كبيرا في حفظ حياته، فبواسطة حاستي الذوق والشم تمكن من التفريق بين النبات النافع والنبات الضار أو الخطر، ذلك لأن النباتات المؤذية قد زودتها الطبيعة غالبا بطعم مر أو لاذع أو مغث ، أو جعلتها نتنة الرائحة فتنبذ أو جميلة الرائحة فتستلطف، كذلك بواسطة ملاحظة الصفات الخارجية لأقسام النبات تمكن الإنسان ابن التفريق بين أجناس النبات، ولما اشتدت ملاحظته وتدقيقه في تلك الصفات تمكن من التفريق بين الأنواع المنتمية لكل جنس. وبهذه الصورة استطاع الإنسان العاقل المفكر أن يربط بين الاستعمال الغذائي والدوائي لأجناس النباتات وأنواعها وبين صفاتها الخارجية المحسوسة.
وحينما تكونت لدى الإنسان فكرة واضحة عن التأثير الدوائي لبعض المواد الطبيعية (أي العقاقير) أخذ يسعى لتحويلها إلى شكل يسهل به تناولها أو حفظها. وقد ثبت لعلماء الآثار والتاريخ أن الأدوية التي استعملتها الشعوب القديمة كانت بسيطة التركيب ، سهلة التحضير، لا تحوي أكثر من مادة دوائية واحدة مع سواغ مائي أو زيتي غالبا، كما أن عدد العقاقير المعروفة والمستعملة كان ضئيلا جدا بالقياس إلى ما نعرفه اليوم.
ولما قام الإسكندر المقدوني بفتوحاته المشهورة اصطحب بعض العلماء، فاطلعوا على منجزات الشعوب ذات الحضارة العريقة، كما اطلعوا على ما لديهم من عقاقير وأدوية.
وقد استفاد اليونانيون بصورة خاصة من الطب المصري قبل وبعد تأسيس مدينة الإسكندرية، وأخذوا عنهم كثيرا من الوصفات التي ذكروا أنهم عثروا عليها في المعابد. وفي العصر الروماني ازداد عدد العقاقير المعروفة، المحلية منها والمجلوبة، كما تطورت طرق تحضيرها. وأ صبحت الأدوية المركبة تضم عددا كبيرا من العقاقير المتشابهة أو المتكاملة بالتأثير، ويعتبر ترياق ميتريدات Mithriidate وترياق اندروماخس Andromachies خير مثال على تلك المعاجين التي شاع استعمالها في ذلك الحين، علما بأن عدد العقاقير في الدواء الأخير مثلا كان (70) عقارا.
إن جمع هذا العدد الوافر من العقاقير في دواء مركب واحد نجم عنه عدة محاذير.
أولا:+ صعوبة التحضير، و أصول المدة اللازمة لذلك.
ثانيا:صعوبة تدارك تلك المواد، وخاصة أن أكثرها مستورد ونادر الوجود وبالتالي غالي الثمن.
ثالثا: كثيرا ما تتفاعل المواد الداخلة في تحضير الدواء مع بعضها، أو تتأثر بالعوامل الخارجية، أو بالوعاء المحفوظة فيه فيحصل فيها تخمرات وتغيرات في الصفات الخارجية والداخلية، لذلك فإن صافات الدواء المركب وخصائصه العلاجية تتغير مع الزمن ومع طريقة الحفظ.
إن تحضير الدواء كان يتطلب أحيانا بضعة شهور، لذلك سعى الأطباء إلى إيجاد صنيع لأدوية تمكنها من أن تفيد في عدد كبير من الأمراض، شافية وواقية، وبذلك ظهرت فكرة تحضير الترياق، التي ظلت أساسا من أسس المداواة مدة تقرب من ألفي عام .
رابعا: لقد اهتدى الإنسان، منذ زمن الفراعنة، إلى فائدة العسل في حفظ المواد العضوية، فاستعمله سواغا في جميع المعاجين الدوائية، واستفاد منه في إكساب تلك الأدوية الكريهة غالبا طعما حلوا ورائحة مقبولة.
خامسا: نظرا لفقدان كثير من العقاقير المجلوبة في الأسواق فقد شاعت نظرية الإبدال Quiproquo التي قال بها الطبيبان روفوس وجالينوس وفي تنص عام إمكان استبدال عقار بعقار آخر يساويه بالقوة وبدرجة التأثير. وقد نتج عن هاتين النظريتين، أي نظرية الإبدال ونظرية قوى الأدوية والأغذية فوضى في تركيب الأودية خلال القرون الوسطى، مما جعل الأدوية المركبة خلال تلك الفترة غير ثابتة في مواصفاتها ومدة حفظها.
فحص العقاقير والأدوية فى عهد اليونان والرومان: مما لا شك فيه أن العقاقير والأدوية، نظرا لغلاء ثمنها ، أو لندرتها أو لجهل أوصافها الحقيقية، أو سوء حفظها، كثيرا ما تتعرض للغش أو الإبدال أو الالتباس أو الفساد. ومن أقدم الطرق الكيميائية التي وصلتنا في فحص العقاقير تلك التجربة التي ورد ذكرها في كتاب الطبيعة للعالم الروماني بلينى الكبير Pliny. واستعملها للتفريق بين الزنجار Verder (وهي خلات النحاس) وبين الزاج Vitriol وذلك بعرض الزنجار على الحرارة، فإذا احتفظ بلونه كان نقيا، وإذا تحول للون الأحمر كان مغشوشا. ويعتبر كتاب ديسقورياس في، المادة الطبية أول مؤلف له صفة علمية، ظهرت فيه أوصاف كثير من العقاقير النباتية والحيوانية والمعدنية مع طرق تحضيرها وحفظها وكشف غشها أحيانا.
ولما كان الأفيون من أهم العقاقير المستوردة في ذلك الحين وأغلاها ثمنا وأكثرها غشا، لذلك فقد أسهب ديسقوريدس في المقالة الرابعة من كتابه في وصف الأفيون، كما عدد أنواع الغش التي يتعرض لها (كإضافة خلاصة نبات الماشيا أو الخس البري) واستند في فحصه على حل الأفيون بالماء وملاحظة اللون أو الرائحة أو الطعم الناتج.
ومن الأدوية المركبة التي كانت معرضة للغش أو الفساد الترياق، ولكن نظرا لأن الترياق كان يحضر بكل اعتناء من قبل الطبيب الذي يقوم بتقديمه لمرضاه، لذلك فقد حرص الأطباء على انتخاب العقاقير الجيدة وتحضيرها وحفظها بأنفسهم، إلا أن الترياق، كما ذكرنا، تتغير صفاته مع الزمن، لهذا قالوا بأنه كالكائن الحي، يمر بأدوار الطفولة والشباب والشيخوخة وأخيرا يموت. ويبلغ الترياق أقصى قوته حينما يبلغ العشرين وبعدها تنحط. وكان أندورماخس ينهى عن استعماله قبل بلوغه عشر سنين، وقيل يجوز استعماله في السنة السابعة والخامسة. أما جالينوس فقد استقر رأيه على استعماله بعد ستة أشهر، حيث يكون شديد الحرارة ويصلح عندئذ للتخلص من السموم والأمراض الباردة. ويتمتع الترياق بقدرة شافية لجميع السموم والأمراض بصورة عامة، كما يتمتع بتأثير واق من لدغ الأفاعي ولسع الحشرات السامة.
ولفحص الترياق ومعرفة قديمه من حديثه ذكر جالينوس الطريقة الآتية: يصاد ديك بري ويرسل عليه أفعى، سامه ، ثم يسقى الترياق، فإن عاش فالترياق جيد، وكذلك يمتحن على من يسقى أفيونا أو مشوكرانا أو دواء مسهلا، هذا امتحان للقدرة الشافية الموجودة في الترياق.
ومن الممكن إجراء تجربة مشابهة لفحص القدرة الواقية للترياق وذلك بإعطاء الديك مقدارا قليلا من الترياق ثم إرسال الأفعى السامة عليه وملاحظة التأثير، فإذا سلم الديك كان الترياق جيدا.
فحص العقاقير والأدوية في الطب العرب: بدا العرب بالاهتمام بالعلوم بصورة عامة، وعلم الطب بصورة خاصة منذ القرن الثامن للميلاد ثم ظهر بعد ذلك مجموعة من المؤلفات الطبية العربية المترجمة أو المصنفة، اعتمدت في كثير من بلاد العالم ، حتى عصر النهضة.
لم يكن العرب قبل الإسلام يستعملون العقاقير والأدوية على نطاق واسع لعدة أسباب: أولا: لطبيعة بلادهم الحارة والجافة، مما لا يساعد على انتشار كثير من الأمراض الجرثومية والفطرية.
ثانيا: لطبيعة غذائهم، الذي كان قليل الكمية غالبا، محدود الأنواع، لا يتجاوز لحوم الإبل وألبانها مع التمر وقليل، من الحبوب والخضراوات النيئة.
ثالثا: فقرهم الذي لم يسمح لهم باستهلاك العقاقير الغالية الثمن، والتي كانوا يتولون نقلها بقوافلهم .
رابعا: انتشار الأمية بينهم على نطاق واسع، وخاصة في القبائل الضاربة في بطن الصحراء.
ولما خرج العرب من جزيرتهم مسلمين فاتحين، استوطنوا بعض المناطق المجاورة لهم ، فتبدلت حياتهم وتعددت أنواع أطعتهم، وازدادت تعقيدا فكثرت الأمراض بينهم، ومن ثم أصبحوا بأشد الحاجة لمن يعتني بصحتهم ويداوي أمراضهم، لذلك لجأوا إلى الأطباء السوريين (السريان) أولا ثم الهنود وشجعوهم على مزاولة المهنة في جميع البلاد التي انتشر فيها الإسلام ، كما شجعوهم على الترجمة والتأليف.
كانت مهنة الطب في سوريا ، خلال القرنين الخامس والسابع للميلاد محتكرة من قبل الأطباء المسيحيين وقليل من الأطباء اليهود. وأكثر من اشتهر بممارسة الطب هم الرهبان النساطرة ، ممن تلقوا العلم في مدرسة جنديسابور في بلاد فارس،.كذلك الرهبان اليعاقبة ممن درسوا في مدينة الإسكندرية.
وقد وضع بعض هؤلاء الرهبان، أمثال اهرن الإسكندراني وسرجيوس الرأسفي مؤلفات في الطب استمدوا مادتها من كتب أبقراط وجالينوس، التي قام باختصارها الأطباء المتأخرون من مدرسة الإسكندرية.
وأني الحصر العباسي استطاع المسلمون، عن طريق بيزنطة، الحصول على كثير من مؤلفات الأطباء اليونان أمثال: روفوس- أوريباسيوس- ديوسقوريدس بولس، بالإضافة إلى مؤلفات أبقراط وجالينوس الأصلية. وقد قامت مدرسة. حنين بن اسحق بنقل هذه الكتب إلى اللغة العربية.
وفي نفس الوقت ورد إلى بغداد كتب أخرى دونت بالهندية أو الفارسية كان من أشهرها ما ألفه الطبيبان الهنديان مسروطا وتشاركا وغيرهما، وقد نقلت إلى العربية أيضا.
كانت المؤلفات الطبية، بالنسبة للشعوب القديمة، تعتبر من الأسرار التي لا يجوز اطلاع الغرباء عليها، وخاصة ما يحوي منها الوصفات الدوائية والعقاقير ومقاديرها وفوائدها. وقد شاع بين عامة الناس قصص غريبة عن الكيفية التي تم بها انتقال تلك المعرفة إلى عقول وأذهان الكهنة والأطباء، حتى أنها اعتبرت نوعا من الإلهام الإلهي الذي لا يتجلى إلا للنخبة المختارة من الناس.
ونظرا لهذه القداسة التي أحيطت بالوصفات الدوائية، فقد امتنع أكثر الأطباء قديما عن إجراء أي تعديل فيها كيفا أو كما، وخاصة الترياقات والأيارجات وغيرها من الأدوية المركبة، علما بأن كلمة الأيارج تحني الدواء المتقدم.
إلا أن أكثر العقاقير التي وردت في تلك الوصفات القديمة غير متوفرة دائما في الأسواق التجارية، كما أن الأطباء من سريان وعرب، حينما قاموا بترجمة الكتب اليونانية، وخاصة كتاب ديوسقوريدس في الأعشاب لم يعرفوا ما يقابل بعض تلك الأسماء بلغتهم، لذلك أهملوا استعمالها أو استبدلوها بعقار يعتبر بديلا عنها.
مر عصر الترجمة في تاريخ الطب العربي خلال القرن التاسع، وقد تم فيه تعريب كثير من المصطلحات اليونانية والفارسية والهندية والسريانية أو إيجاد ما يرافقها باللغة العربية.
وظهر إثر ذلك مجموعة من المؤلفات الطبية باللغة العربية، وكان من أشهرها كتاب الحاوي والمنصوري للرازي- وكتاب كامل الصناعة لعلي بن العباس المجوسي- والقانون لابن سينا- وكتاب التصريف للزهراوي.
فحص الأدوية في كتب كامل الصناعة: يعتبر هذا الكتاب من أوائل الكتب العربية التي ترجمت إلى اللغة اللاتينية على يد قسطنطين الأفريقي، الذي أطلق عليه اسم الكتاب الملكي Liber re gius أو الكامل Pentegni وقد طيع في مدينة البندقية عام 492 ا م وقد خصص مؤلف هذا الكتاب جزءا منه للكلام عن المداراة بالأدوية المقررة، كما خصص فصلا منه للكلام عن طرق امتحان العقاقير.
من أراد المداواة بالأدوية المقررة فعليه أن يكون عارفا بطبائعها وقوتها ومنافعها. وتقسم قوى الأدوية إلى ثلاثة أقسام:
1 - القوة الأولية (Forces primairs) وتعرف بالأفرجة أو الطبائع وهي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة . ولككل قوة منها أربع درجات : فإذا لم يؤثر الدواء في البدن أثرا محسوسا فقوته في الدرجة الأولى ( الأغذية) ـ أما إذا أثر ولم يضر فهو في الدرجة الثانية وإذا أثر ولم يبلغ ، أي لم يحدث ، فهو في الدرجة الثالثة وإن بلغ ذلك فهو في الدرجة الرابعة ، ويسمى الدواء السام .
2 - القوى الثواني (F. Secondairs) : وهي كثيرة العدد ، لا يختص بها عضو معين ، ذكر منها صاحب كتاب كامل الصناعة عشرين صنفا ، وذكر منها ابن سينا في كتابه القانون أربعين صنفا وأهم هذه القوى :
المنضجة Murissante المليتة Emolliente المصلبة Durcissante المسددة Obstructive الفتاحة للسدد Debouchante الجاذبة Attractive الدافعة Revulsive الجلاءة Fluidifiante المخلخلة Rarefiante الملطفة Adoucissante المكثفة Epaississante المعفنة Corruptive المفتحة للعروق Vaso-dilatateur المحرقة Brulante المضيقة للعروق Vaso-construscteur المرملة Cicatrisante المسكنة للألم Analgesique منقصة للحم Maigrissante المخلصة Theriacale منبتة للحم Grossissante
3 - القوى الثوالث (F. tertlalrs) : وهي المتتة للحصى - المدرة للبول - المدرة للطمث - المدرة للبن - المولدة للمني والقاطهة له - المنقية للصدر .
الطرق المؤدية لمعرفة القوى الأولية للعقاقير:
وهي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة: تقسم الطرق المستعملة في معرفة قوى الأدوية والأغذية إلى قسمين: أ- طرق تستند إلى التجربة Methodes experimentales ب- طرق تستند إلى القياس Methodes syllogistiques
(أ) الطرق التي تستند إلى التجربة: يقول أبقراط في كتابه الحكم Aphorismesالعمر قصير- والصناعة طويلة- والتجربة خطرة. ويقصد بذلك أن الإنسان من خلال عمره القصير عاجز عن اكتساب الخبرة في الطب، عن طريق التجارب المطبقة على جسم الإنسان لأنها خطرة وتحتاج إلى وقت طويل. وكل ما توصل إليه الإنسان من خبرة في علم الطب ناتج عن جهود من سبقه من الأطباء.
وإذا أراد الطيب أن يتوصل لمعرفة وكمزاج وقوة دواء ما فلا يقدم عام تجربته على البدن قبل أن يفحصه أولا بالطرق المستندة إلى، القياس- وإذا أستدل الطبيب على أن الدواء خالي الضرر للحيوان أمكنه أن يجربه على الإنسان ، ضمن بعض الشروط وهي:
ا- أن يكون العقار نقيا خاليا من أية مادة غريبة. 2- أن تجري على أجسام معتدلة القوة. 3- ألا تكون المادة الدوائية أقوى من العلة التي يراد معالجتها بها ولا أضعف منها. 4- أن يجرى التجربة على علل متضادة للتأكد من التأثير النوعي للمادة الدوائية وفي أيها أنفع. 5- أن يتأكد من تأثير الدواء قي كل بدن وفي كل وقت.
(ب) الطم ق التي تشند إلى القياس: وعددها ثلاثة: 1- تجربة سرعة استحالة الدواء وعسره: يعرض العقار على النار فإذا استحال بسهولة إلى طبيعة النار فهو حار وإلا كان باردا .
2- تجربة سرعة الانجماد وعسره: يعرض الدواء على برودة شديدة، فكلما كان أسرع انجمادا كان أكثر برودة.
3- يمتحن الدواء بطعمه ورائحته ولونه: إن طعم الدواء يخبر عن مزاجه وجوهره وكثير من فعله. وكل طعام يحدث عند تناوله لذة فهو ملائم لطبيعة الجسم ويشابه مزاجه. والأطباء يعتبرون الطعوم تسعة أنواع، واحد منها لا صفة له وهو التفه (كالماء) وهذه الطعوم أربعة منها حارة وأربعة باردة كما يلي:
الحلو حار Doux الدسم بارد Gras
المر حار Amere الحامض باردة Aigre الحريف حار Acre القابض بارد Astringeant المالح حار Sale العفقي بارد Tannant
ملاحظة: إن أساس المعالجة عند الشعوب القديمة من يونان وعرب ليستند إلى المبدأ الضرري Allopathie أي إذا كان المرض مصابا بالحرارة (حمى) فيعالج بأدوية باردة، بشرط أن تكون قوة برودة الدواء المستعمل تعادل قوة الحرارة في جسد المريض.
وتد قام جالينوس بتصنيف الأدوية المفردة بحسب قواها، كما صنفت جداول بالأدوية البديلة على هذا الأساس، مما سمح للصيادلة أن يقوموا باستبدال دواء بآخر عند فقدانه، ويكون عملهم قانونيا لا يحاسبون عليه.
مراقبة الأدوية وكشف غشها: منذ أوائل ظهور الإسلام في القرن السابع للميلاد، اشتهرت طائفة من المحتسبين، عرفوا باسم جماعة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وكان هؤلاء المتطوعون يطوفون في الأسواق، داعين الناس إلى الالتزام بأحكام الدين في معاملاتهم. فإذا رأوا أحدا يخالف ذلك تقدموا إليه بالنصح والإرشاد فإن لم يرتدع رفعوا أمره إلى القاضي ليحاكم ويعاقب إذا لزم الأمر.
ولما انتقل الحكم إلى مدينة دمشق في العصر الأموي، تعقدت الحياة الاجتماعية بالنسبة للعرب المسلمين، وأصبح رجال الأمر بالمعروف- أمام مشاكل جديدة يجب عليهم أن يجدوا حلولا لهـا- ومن هذه المشاكل زيادة عدد المهن- واختلاف المقاييس والأوزان والمكاييل بين مدينة وأخرى وقطر وآخر- ووجود أنواع مختلفة من العملة في الأسواق منها الناقص الوزن أو المغشوش والخ..
وفي العصر العباسي ازداد عدد الأطباء، وكان منهم المتعلم الماهر والأمي الجاهل. وقد حدث في سنة (931 م) أن أخطأ طبيب في معالجة مريض بارز، مما أدى إلى وفاته- فشاع الأمر بين الناس، كما شاع أن أكثر الصيادلة كانوا يغشون أدويتهم، لذلك أوعز الخليفة المقتدر بالله إلى طبيبه سنان بن ثابت بن قرة أن يقوم بامتحان الأطباء الصيادلة وعينه محتسبا، أي رئيسا لجماعة الأمر بالمعروف، الذين أصبحوا موظفين لدى الدولة. وقد قام سنان بذلك العمل، ومنح كل من "نبتت لديه كفاءته شهادة ليسمح له بمزاولة المهنة.
اكتسب بعض رجال الحسبة خبرة واسعة بعملهم، من جراء مراقبتهم لمختلف المهن، فوضعوا مؤلفات شرحوا فيها الشروط التي يجب أن تتوافر في رجال الحسبة. أولها الإلمام بالفقه الإسلامي والتقيد بالدين والأخلاق ومعرفة أسرار المهن المختلفة. وكان من بين هذه المهن التي يجب مراقبتها بيع العطور والأدوية- ونظرا لعدم توافر المعرفة لطرف التحليل في ذلك العصر، فقد اعترف رجال الحسبة بصعوبة معرفة أنواع الغش التي يلجأ إليها الصيادلة.
ومن أشهر المؤلفات التي عالج يتبع
| |
|
ام خالد السادة الأعضاء
المساهمات : 1037
تاريخ التسجيل : 08/09/2012
العمل. : الطب
| موضوع: رد: فحص الأدوية بين القديم والحديث الثلاثاء 22 أبريل 2014 - 7:14 | |
| ومن أشهر المؤلفات التي عالجت هذا الموضوع كتاب وضعه طبيب سوري عاش زمن السلطان صلاح الدين الأيوبي (القرن الثاني عشر) اسمه عبد الرحمن الشيزري، وأطلق على كتابه اسم (نهاية الرتبة في طلب الحسبة). وسأكتفي فيما يلي بذكر أسماء بعض العقاقير التي كانت تتعرض للغش مع الطرق المستعملة في كشف ذلك:
ا- الأفيون: ويغش بعصارة ورق الخس البري، أو المامثيا أو الصمغ. ولكشف غشه يحل في الماء فإذا ظهرت له رائحة الزعفران كان مغشوشا بالمامثيا، وإذا كانت رائحته ضعيفة وقوامه خشنا، كان مغشوشا بورق الخس ، وإذا أعطى محلولا صافي اللون كان مغشوشا بالصمغ.
2- الراوند: ويغش براوند الدواب (رايونتيك) وهو نبات ينمو بسوريا ويصفه البياطرة في مداواة الحيوانات، والراوند الجيد لونه أحمر، رائحته خفيفة، إذا نقع بالماء لونه بأصفر.
3- اللبان الذكر: يغش بالقلفونة والصمغ غشه بالقلفونه أنه إذا طرح في النار التهب بسرعة وفاحت منه رائحة القلفوزة.
4- وقد يغشون خلاصة الخفقي Lycium بعكر الزيت ومراثر البقر- ومعرفة غشه إن طرح منه شيء في النار فإن الخالص يلتهب، ثم إذا أطفيته بعد الالتهاب يصير له رغوة كلون الدم. وما لا يلتهب ولا يرغي يكون مغشوشا.
5- وقد يغشون القسط Costus سن بأحول الرأس Inula، والقسط له رائحة خاصة، وإذا وضع على اللسان يكون له طعم بعكس الرأس.
6- ويغشون الزنجار بالرخام أو القلقتد (الزاج) ومعرفة غشه أن تحمي صفيحة على النار، ثم يذر عليها من المادة فإن أحمر فهو مغشوش بالقلقند، وإن أسود فهو خالص.
7- إن جميع الأدهان الطبية تغش بدهن الخل (زيت السمسم)، بعد أن يغلى على النار- ويطرح فيه قليل من الجوز واللوز المرضوض ، لكي تزال رائحته وطعمه، ثم يمزجونه بتلك الأدهان.
والدهن (العطري) الخالص إذا قطر مع الماء ينحل ويصير فيه قوام اللبن. أما الدهن المغشوش فيطفو مثل الزيت، ويطفو على شكل كواكب (أي قطرات) على رجه الماء.
8- ونظرا لأن الزعفران من العقاقير التي كانت تستعمل كثيرا في الطب العربي، نظرا لندرته وغلاء ثمنه، فهرمن أكثر العقاقير تعرضا للغش. وقد ذكر مؤلف هذا الكتاب عدة طرق لكشف غشه نذكر منها:
أ- تؤخذ صدور الدجاج أو لحم البقر، وتسلق جيدا ثم تفرش وتقدد وتصبغ بالزعفران- ومعرفة هذا الغش أن يأخذ المحتسب منه شيئا وينقعه في الخل- فإذا تقلص وانكمش فهو مغشوش باللحم- كما أن لونه يتغير بالخل بينما الزعفران الخالص يبقى محتفظا بلونه.
ب- يؤخذ ساق الكشوث ويقطع قطعا قصيرة كالزعفران، ثم يطبخ مع البقم ويضاف إليه شيء من ماء الزعفران والسكر المدقوق ليثقل ويلتصق بعضه ببعض. ربيان غشه أن تأخذه في فيك فإن كان حلوا فهو مغشوش.
ج- ومنهم من يطحن الزعفران المغشوش ناعما لئلا يظهر غشه. وبما أن الزعفران المغشوش إذا طحن ابيض لونه، لذلك يخلط معه عند الطحن دم الأخوين ليبقى لونه على ما كان. ولمعرفة غشه يكفي أن يلقي شيء من مسحوقه هذا في قدح ماء، فإن رسب منه شيء فهو مغشوش وإن طفا كله فهو خالص .
من المعلوم أن لكل بلد، في الماضي والحاضر، عقاقير وأدوية التي اعتاد على استعمالها- ولما انتشر الإسلام في بلاد الشرقين الأوسط والأدنى بدأت تنهال عقاقير تلك البلاد على مدينة بغداد، يحملها تجارها وباعتها الذين كانوا يقومون أحيانا بوظيفة الطبيب والصيدلي، فكثر التدجيل وشاع الغش. ويقول الشيزري في كتابه إن كحالي الطرقات لا يوثق بأكثرهم ولا ينبغي لأحد أن يركن إليهم ، لأن منهم من يضع أشياخا أصلها من النشا والصمغ، وبصبغها بألوان مختلفة، فيصبغ الأحمر بالأسريقون، والأخضر بالكركم والنيل، والأسود بالقاقيا، والأصفر بالزعفران.
كما ذكر بأن بعض الجراحين كانوا يلجأون إلى صنع مراهم من الكلس المغسول مع الزيت، ثم يقومون بصبغ هذا المرهم بلون أحمر بواسطة المغرة أو بلون أخضر بواسطة الكركم والنيل، أو بلون أسود بالفحم.
فحص الأدوية في الأقرباذينات العربية: الأقرباذين كلمة يونانية الأصل جاءت إلى اللغة العربية عن طريق السريانية وهي تعني الرسالة أو الكتب بالأصل، أما باللغة العربية فتعني كتاب الأدوية Fomulaires .
إن أول أقرباذين ظهر باللغة العربية في أواخر القرن التاسع الميلادي، ويدعى مؤلفه سابور بن سهل الكوسج. كان صاحبه طبيبا ملازما في بيمارستان جنديسابور. يتألف هذا الكتاب من سبعة عشر بابا، وخصص كل باب للكلام عن أحد أشكال الصيدلة. ثم ظهر بعد ذلك عدة أقرباذينات ، منها أقرباذين ابن التلميذ (ص 12) وأقرباذين السمرقندي (ق 13) ويعتبر أقرباذين ابن التلميذ نسخة معدلة عن أقرباذين سابور وقد زاد عدد الأشكال الصيدلية فأصبحت (20) أما أقرباذين السمرقندي فقد صنف في الأدولة بحسب تأثيرها الدوائي.
لم يرد في هذه المؤلفات شيء عن فحص الأدوية إلى أن جاء صيدلي مصري يدعى (أبو المنى داوود بن أبي النصر) فوضع كتابا دعاه منهاج الدكان ودستور الأعيان Programme de lofficine on codex deselits وهو لا يختلف بموضوعه وترتيبه عن الأقرباذينات السابقة، إلا بشيء واحد، وهو أن مؤلفه أضاف له في آخره بابا (هو الخاص والعشرون)، ضمته الأمور الآتية:-
ا- امتحان الأدوية المقررة والمركبة وذكر ما يستعمل منها وما لا يستعمل. 2- امتحان العصارات المتخذة من النبات. 3- أعمار الأدوية.
أولا: جاء في هذا الكتاب ذكر لفحص العقاقير والأدوية المركبة الآتية: اللازورد- الحجر الأرمني- المحمودة- مسك- كاريقون- غير- صندل- عود- كافور- ترياق- دهن البلسان- دهن اللوز- خولان- مامثيا- زنجبيل مربى- إهليلج كابن، مربي.
ثانيا: لست عنوان امتحان العصارات ورد طرق فحص المواد الآتية: - عصارة الغافث- الأفستين- القننطوريون- لحية التيس- قثاء الحمار. - الراوند بأنواعه- ماء الورد- الأفيون- دم الأخوين- خرزة البقر- زعفران- الآدن. - الزنجار بأنواعه- الأسفيداج- قليميا الذهب- التوتيا- زئبق. - القاقيا- الجندبارستر- الصبر- القنبيل- المقل الأزرق - الميعة- الكهرباء- الترنجين. - الشيرخشك- البنج الأبيض- الفلفل الأبيض- الكندس- الزراوند. - الشيطرج- العفص- العفصون- بزر القثاء- بزر البقلة- بزر الثقاثق- بزر الغاسول. - أ فستين- القيصوم- الأ فتيمون- لسان الثور. - دهن النارجيل- التربد- خيار شيز- المازريون- السنا- الحندقوقا- ا لحماض. - القراحيا- جوز مائل- الكباية- القاقلة- الحماما- النباشت- علك الصنوبر- الشقرديون.
ثالئا: أعمار الأدوية، وقد صنفها إلى حشائش أو أعشاب وأزهار وذات جذور صغيرة ويستحسن أن تستعمل حديثة الجني لأن حفظها يؤدي إلى استحالة ألوانها وصغر أجرامها. أما العقاقير ذات القوام الصلب فمنها ما يسرع إليه التسوس والفساد ومنها ما يمكن حفظه مدة طويلة - ومن الزمرة الأولى ذكر الشيطرج البظافلن والبهمين ، ومن الزمرة الثانية ذكر الدرونج والزراوند- ثم تكلم بعد ذلك عن المياه المقطرة وكيفية حفظها وإصلاحها، وكذلك عن الدهون.
وفيما يلي بعض النماذج من طرق فحص الأدوية كما جاء في كتاب منهاج الدكان:- أ- امتحان اللازورد :- Lapls Lazuli
تجعل منه قطعة عك ثوب أبيض وتمسح به ثم ينفض، فإن صبغ التوب في اللازورد فهو مغشوش أو يجعل شيء قليل من اللازورد في الماء ويدعك، ويترك ساعة حتى يرسب فإن رسب وبقى الماء صافيا كان الحجر) خالصا وإن صبغ الماء فهو مغشوش.
أو يجعل قليل من فوق صفحة نحاس أو على ظهر جمرة ، فإن اسود واحترق كان مغشوشا وإن بقى أزرق فهو خالص.
2- امتحان الزئبق: الخالص منه هو الأبيض الدائم الحركة إذا غمز بالإصبع لا يتفوق وإذا وضعته في الكف لا يؤثر فيها، عديم الرائحة وهوى أثقل من جميع المعادن وجميع المعادن تعوم فوقه إلا الذهب فإنه يغرق فيه.
3- امتحان الأسفيداج : منه رومي ومنه مغربي والجميع هو الرصاصي المعفن بالخل والخالص منه شديد البياض لا يميل إلى زرقة وإذا فركته وجدته ناعما ثقيل الوزن والمغشوش ضد ذلك.
4- امتحان المسك: المسك أصناف والمعروف منها خمسة: الهـندي- الصيني- التبتي- العراقي- مسك اليد- فأما الهندي فهو أسود اللون إلى حمرة يسيرة والردي منها أسود بلا حمرة… والمغثموش من المسك هو الذي إذا قعد (أي حفظ) حمي ودور. وإظهار غشه بأن تسحقه بماء ورد، وتخليه (تتركه) حتى يهدأ فإن رسب وبقى الماء أبيض أو معكرا كان خالصا هـان اتسخ الماء ولم يرسب فيه شيء فهو مغشوش .
5- امتحان العنبر الخام: تجعله على النار فإن غلي فهو مغشوش وأما من جهة ملمسه فإن الخفيف منه خالص والرزين مغشوش.
وأما المعجون منه فإنك إذا دققته فانسحق ناعما فهو مغشوش وإن انسحق وفيه لدونة فيعمل منه شيء على النار فإن تصاعدت رائحته وبقيت منه بتحية ناعمة كالرماد فهو خالص وإن تجمع كإجماع الشعر إذا أحرق وفي ملمسه صلابة يسيرة فهو مغشوش. يتبع
| |
|
ام خالد السادة الأعضاء
المساهمات : 1037
تاريخ التسجيل : 08/09/2012
العمل. : الطب
| موضوع: رد: فحص الأدوية بين القديم والحديث الثلاثاء 22 أبريل 2014 - 7:15 | |
| امتحان الزعفران:- منه جنوى وهو الإفرنجي ومن الإفرنجي نوع يعرف بالمزيت ، وقيل إن يرش المزيت يوجد في أرضه هكذا وقيل إنه بهـ ش بالزيت (في يد (وزنه) والقول الأول أرجح ومنه المعسل وقيل إنه يوجد في أرضه هكذا وقيل بل يرش بالعسل وهو أيضا عندي محال فإن قيمته أقل من الطيب والجنوى الخالص تكون شعرته حمراء إلى البياض كأنه شيء قد عفن وشعرته طرفها الأعلى غليظ والأسفل منها دقيق إذا جفت ينفرك سريعا وإذا مضغ كان لا طعمه مرارة يسيرة وقبض.. رائحته قوية وصبغه قوي وصفرته إلى حمرة خفيفة.
والمغشوش ثقيل الوزن وشعرته متساوية إذا جفت في الشمس يتقلص ويلين ويتعجن تحت اليد مادام سخنا ثم يعدد بعد ذلك صفات الأصناف الأخرى من الزعفران كالمغربي والعراقي والكركي.
7- امتحان السنا المكي: الذي ينبغي أن يستعمل هو الذي ورقته ملساء الطرفين وخضرته إلى صفرة المنقى من أعواده وقرونه وترابه وهو الذي يجلب من بلاد الحجاج.
وأما الذي يجلب من بلاد الصعيد إلى نواحي مصر والذي يؤخذ من الجبل الذي بظاهر القاهرة فإنه أقل من فعل المكي وهو لبس بالسنابل يسمي العشرق عند أهل الطرق.. وطرف الورقة (في العشرق) مدور ولونها شديد الخضرة.
8- امتحان الكبابة: فيها الصيني والحبشي والهندي ويفرق بينها بالاختلاف في صورها. ذلك أن الصيني حبته صغيرة أكبر من حبة الفلفل بقليل ولها قمع إلى رأسها خفيف إذا كسرت كان داخليا خاويا في طعمها عطرية تحذو اللسان إذا مضغت وهو الذي ينبغي ، أن يستعمل وإذا عرمت (أي فقدت من الأسواق) استعمل الحبشي.
(والنوع الحبشي) حبته رزينة أكبر من الصيني ممتليء الباطن إذا كسر ومكسره أبيض وفيه عطرية.
9- امتحان بذر البقلة: يفرق بين العراقية والبلدية بأن العراقية الخالصة المجلوبة من نواحي حلب وغيرها تكون غليظة الحبة سوداء تميل إلى غبرة رزينة وفي طعمها يسير حلاوة إذا رقت واستحلبت خرج حليبها نقي البياض عالما وجهه رسم ما، أما البلدية فحبتها دقيقة وسوادها شديد إلى حمرة.
10- امتحان العصارات والخلاصات والأدوية المهيأة:
أ) عصارة الغافث Eupatorlum وهي نوعان: أحدهما المجلوب من بلاد اربل وما جاورها وهو مر وفيه قبض يسير إلى ملوحة، والنوع الآخر لا طعم له وهو الذي يعمل في بلاد الشام فيه رائحة الغافث ويسير عفونة.
ب) امتحان القاقياAcacia: الجيد الخالص منها هو الذي يعمل من القرظ الأخضر وهو الذي لونه أحمر إلى سواد ومكسره إلى زجاجية سريع الكسر شديد القبض خفيف الوزن.
ا- المغشوش ضد ذلك وهو الذي يعمل من القرظ اليابس ويكون لونه أسود سريع الكسر.
امتحان ماء الورد: إذا أردت أن تعلم أن ماء الورد النصيي خالص أو مغشوش اجعل منه قليلا في قدح زجاج واسكب عليه الماء العذب، فإن ابيض كاللبن فهو خالص وإلا فهو مغشوش.
امتحان دهن النارجيل Cocos وهو دهن الجوز الهندي يفرق بين الخالص والمغشوش. أن السالم من الغش يجمد في زمن الشتاء ورائحته طيبة أما المغشوش بالحليب فلا يجمد ورائحته أقل من الطيب.
امتحان التريات: إذا أخذ منه شيء وعمل على الدم الجامد أذابه وإذا عما مقطرة على اللبن جمده.
تحضير الأدوية وفحصها في أوربا قبل عصر النهضة. ظهر في أوربا منذ العصر الروماني باعة متجولون أطلق عليهم اسم العشابين Herbouri كانت مهمتهم جمع الأعشاب الطبية وتجفيفها وبيعها لعاصمة الشعب أما في مدينة روما فقد ظهرت بعض الحوانيت الخاصة ببيع وتحضير الأدوية ومعالجة المرضى وكانت تعرف باسم الحانات الطبيةTavema medica وكان يعمل بها أطباء يونان بصورة خاصة كما استخدم بعض أباطرة الرومان أطباء لهم من اليونان أيضا وأولوهم ثقتهم كأندروماخس طبيب نيرون (54 - 68).. وجالينوس طبيب مارك أوريان (161- 180) م إلا أن عامة الشعب الروماني كانوا لا يحبون اليونان ولا يحترمونهم باعتبارهم من طبقة الرقيق وكان أكثرهم يفضل الالتجاء إلى الكهنة والسحرة وبائعي الأعشاب لأنهم من الرومان.
وبعد انتشار الدين المسيحي في أوربا ظهر طب جديد كنسي كان يمارسه رهبان وراهبات في أمكنة ملحقة بالأديرة والكنائس وبالرغم من أن هؤلاء المتدينين كانوا لا يتمتعون إلا بقسط بسيط من معرفة أصول الطب الصحيح فقد مارسوا الطب الروحاني على نطاق واسع بحماس وإخلاص وقد أصاب رجال الكنيسة من ممارسة الطب هدفين:
الأول: بسط نفوذهم الروحي والدنيوي على أفراد الرعية. الثاني: جمع الأموال اللازمة لبناء الأديرة والكنائس وتزيينها.
لقد استفاد المجتمع الأوربي من ممارسة الرهبان للطب في وقت كان بأشد الحاجة للخدمات الطبية.
ولكن لما بالغ الرهبان باهتمامهم بالتطبيب وبيع العقاقير وأخذوا يخرجون من أديرتهم وكنائسهم لجمع المال أصدرت أربعة مجامع كنسية بين عامي (1131- 1163 م) أمرها بمنع ممارسة الطب خارج الصوامع والأديرة.
وعلى كل يمكننا أن نقول بأن الطب الكنسي قد ساد أوربا منذ القرن الخامس حتى القرن الثالث عشر للميلاد.
أما العقاقير التي درج الرهبان على استعمالها فقد كانت محدودة العدد ومحلية غالبا وقد اهتموا بصورة خاصة بزرع بعض النباتات الطبية في حدائق الأديرة وعددها لا يتجاوز (16) عقارا منها المرمرية (1)- الجرجير(2)- الشمر- النعنع- الكرفس- الورد- الحلبة- الذاب- الجعدة (3)- السعتر- حشيشة القمر (4)- حشيشة الدود (5) وكان الرهبان يحضرون غالبا الأدوية منها بأنفسهم لذلك لم يكن ثمة حاجة لفحصها.
هذه هي العقاقير التي كانت تستعمل لتحضير أدوية سواد الشعب بصورة عامة أما الملوك والأمراء وأفراد الطبقة الغنية فكانوا يتمتعون باستعمال أدوية غالية الثمن لأنها تهيأ من عقاقير مستوردة من الصين أو الهند أو إيران أو بلاد العرب ويكفي أن نستعرض أسماء العقاقير الداخلة في تركيب الترياق حتى نستطيع معرفة المجلوب منها والمستورد إلى أوربا في ذلك الحين.
تأثير مدرسة ساليرن في علم العقاقير والأدوية : إن أول مدرسة للطب ظهرت في أوربا خلال العصر الوسيط كانت مدرسة سالرين في جنوب إيطاليا ويقال بأن مؤسسها هو الامبراطور شارلمان (768- 814 م).
ولكن الفضل الأول لشهرتها يعود إلى قسطنطين الأفريقي الذي جاءها يحمل كتب الطب العربية ثم تفرغ بعد ذلك هو وتلاميذه لترجمتها إلى اللغة اللاتينية وقد أحصيت الكتب التي قام في بترجمتها أو تأليفها فبلغت (22) كتابا منها كامل الصناعة لعلى بن العباس وزاد المسافر لابن الجزار والعشر مقالات قي العين لحنين بن اسحق وكتاب الحميات والبول والأدوية المفردة لاسحق بن سليمان الإسرائيلي بالإضافة إلى بعض كتب أبقراط وجالينوس مما نقله حنين بن اسحق من اليونانية إلى العربية.
لقد تم انتقال صفوة التراث العلمي العربي إلى أوربا عن طريق مركزين رئيسيين هما مدرسة ساليرن وبعض مدن الأندلس وخاصة قرطبة وطليطلة ونظرا لأن اللغة اللاتينية لم تكن مؤهلة لاستيعاب المصطلحات والأفكار العلمية الواردة في المؤلفات العربية واليونانية، لذلك فقد مضت فترة طويلة من الزمن قبل أن تظهر باللغة اللاتينية مؤلفات طبية ذات قيمة علمية حقيقية وأصيلة.
وإذا أردنا أن نستعرض المؤلفات الطبية التي شاعت في مدرسة ساليرن منذ ظهورها واشتهارها في القرن الحادي عشر حتى، إغلاقها في مطلع القرن التاسع عشر نجد الكتابين الآتيين هما الأكثر شهرة :
أولا:- "كتاب مدرسة ساليرن والمعروف باسم Schola Salernitana وهو يضم قصيدة تتعلق بحفظ الصحة شاع تداولها في كل أوربا ويكفي أن نقول بأنها طبعت (240) مرة بين عامي ( 1474- 1846 م).
إن أقدم المخطوطات الموجودة لهذه القصيدة لا تعود بتاريخها لأبعد من القرن الرابع عشر وتختلف أبياتها من طبعة لأخرى لا من ناحية عدد الأبيات فقط بل من ناحية الترتيب والمحتوى أيضا.
فمثلا بلغ عدد الأبيات في النسخة الأولى التي نشرهاAmould de Villeneuve (362) بيتا بينما عدد أبيات القصيدة التي نشرها دورنزى de Renzi بلغ (3520) بيتا. تضم هذه القصيدة بالأصل عددا من الأمثال الدارجة على ألسنة الناس والمنسوبة إلى بعض الحكماء كأبقراط وغيره بالإضافة إلى كثير من النصائح الصحية البسيطة التي يتداولها العامة كالاعتدال في الأكل والشرب والنهوض الباكر ونظافة الجسد ونجد في هذه القصيدة فصلا عن الأخلاط والأمزجة ومداواة بعض الأمراض البسيطة بالأغذية والأدوية ويمكن أن نقول بأن مادة هذه القصيدة شبيهه بأرجوزة ابن سينا في حفظ الصحة إن لم تكن مستمدة منها لاسيما وإن ارنولد دوفيل نوف كان إسبانيا وقد قام بترجمة عدة مؤلفات لابن سينا إلى اللغة اللاتينية. يتبع
| |
|
ام خالد السادة الأعضاء
المساهمات : 1037
تاريخ التسجيل : 08/09/2012
العمل. : الطب
| |