عندما كنت في إجازتي الماضية في أكتوبر وخلال عيد الأضحى المبارك رأيت عدداً كبيرا من الناس وبينهم أطباء يلبسون أساوراً من نحاس ، ورأيت أيضاً البعض من أخواننا الجنوبيين وهم يحملون كميات كبيرة من الأسورة النحاسية بغرض بيعها للناس وكذلك رايت بعض الصاغة في يقومون بصياغة هذا النحاس في أشكال جميلة منها أسورة وحلق للأذنين وسلاسل . ولما سالت عنها عرفت أنها لها ميزات علاجية .
وقد أحضرت سوار نحاسي منها لبنت صديق لي في الإمارات تعاني من آلام رطوبة المفاصل . وقد تحسنت حالتها كثيرا منذ أن أصبحت تلبسها . ولدهشتي وجدت بعض الأساور النحاسية في إحدى الصيدليات بمدينة الشارقة وقد سألت الصيدلي الهندي عن جدواها فقال لي أنها تعالج آلام المفاصل وتخفف نسبة الكلسترول في الدم وتعالج كثيرأ من الأمراض وذلك نسبة للخاصية المقنطيسية القوية التي تتميز بها مادة النحاس.
فقلت سبحان الله ، وقد عرفت سر لبس أخواننا الجنوبيين لهذه الأسورة والحلقات منذ زمن بعيد .
ولزيادة المعلومات عن هذه المادة بحثت في النت فوجدت عددا كبيرا من المواضبع تتحدث عن خاصية النحاس الطبية وقد أقتطفت بعض هذه السطور من موقع شركة Touch Wood copaney المتخصصة في هذا المجال.
أستخدم النحاس فى الطب منذ آلاف السنين وقد سجل اول استخدام له عند قدماء المصرين فى بردية سميث فى النصوص الطبية المكتوبة بين 2600 و 2200 قبل الميلاد . والنحاس اسمه ذو المنشا اللاتينى ( Copper) يرجع الى اسم جزيره قبرص والتى يزعم ان مولد النحاس كان بها ولكن الحقيقة أن استخدام النحاس عرف مبكرا لسهولة الحصول عليه غير مختلط بسواه ويقال ان عصر النحاس ازاح العصر الحجرى فى تاريخ البشرية .
اما قديما فى مصر وسورية كان يوصى بارتداء اساور النحاس للوقاية من لين العظام ومن الصرع ومن الطب الصينى القديم فكان يشار الى استخدام ابرة من المعدن الاحمر اى النحاس للتنشيط وكان الفلاسفة اليونانيون مثل الفيلسوف الطبيب ( انباد وقليس ) يرتدى صندلا من النحاس للوقاية من وباء الكوليرا الذى كان شائعا عالجها والوقاية منها بالنحاس ، كما أن ( ارسطو طاليس ) كان بعد يوم عمل شاق يضع فى راحة يده كرة من النحاس تمتص تعبه .
العلاج بالنحاس كيف ؟
وفى القرنين العاشر والحادى عشر كان ( ابن سينا ) صاحب كتاب ( القانون ) وهو المرجع الرئيسى لاطباء المسلمين حتى القرن التاسع عشر وكذلك ظل الغربيون يستيعنيون به فى حضارتهم لاكثر من خمسمائة عام فقد كان ينصح بتناول مسحوق النحاس عند كسور العظام وكان يضع رقائق النحاس على الجروح المتقيحة حتى تشفى وهذا ما اصبح موروثا فى الطب الشعبى خاصة عند العامة لهذا ظل القرويون والرعاه فى اماكن عديده من الارض يعطون برادة النحاس لحيواناتهم المصابة بالكسور وايضا للحيوانات التى تصاب بالاسهال وتقصف وبهتان لون الفراء وهو ما يعزى الى نقص النحاس كما ان شعوبا كثيرة فى الشرق مازالت تضع ( خلاخيل ) النحاس واساوره فى اقدام وايادى الاطفال لتساعدهم عند التسنين ويمضى الوقت ومع ذلك فائدة النحاس لا تنتهى فبدا الاهتمام بدور النحاس فى الطب المعاصر فى اواخر عشرينيات هذا القرن عندما ثبت انه بدون قليل من عنصر النحاس يعجز الجسم عن تكوين كرات الدم الحمراء حيث يرتبط التمثيل الغذائى للحديد بالتمثيل الغذائى للنحاس كذلك فالنحاس مهم لتكوين الانزيمات اللازمة لنمو العظام كما يعتقد ان النحاس يدخل فى تركيب صبغه الميلانين الملونة للجلد والشعر وكذلك الحامض الريبو النووى والبروتين الداخل فى تركيب كل خلية وهذه الوظائف تحتوى على قدر قليل من النحاس يصل المطلوب منه للانسان البالغ يوميا ما بين 1.5 -2 ملليجرامات ليحافظ على محتوى الجسم من النحاس وقدره 100-150 ملليجراما ، ويكون التركيز الاقصى للنحاس فى المخ والكبد اى فى مركز الادارة العليا للجسم وهذا يشير الى الدور الذى تقوم به هذه الكمية الضئيلة من النحاس فى جسم الانسان مع بداية الثمانينيات زاد الاهتمام بالعلاج بالمعادن الطبيعية فتأسس قسم كامل لدراسة امكانية التوسع فى العلاج بالمعادن وعلى رأسها النحاس وهنا يجب علينا ذكر أسماءأهم العلماء مثل (بايمان_ رايتسيس_ايونينا_روماشوف_فيلكوفر) وهم الذين يدرسون فى غرب أوربا وشرقها مواضيع مثل كهربية الجسم والمستقبلات العصبية الاضافية للجلد .
وللنحاس دور عندما يستخدم فى العلاج الموضعى من الخارج فى صورة رقائق معدنية او اقراص او اساور من اشكال النحاس الاحمر عند ملامسته للجلد أو التدليك أوالوخز الى غير ذلك من الطرق.
فاستخدام النحاس كدور علاجى بملامسته للجلد ليس اكتشافا جديدا ولكن الجديد هوتقنية ذلك واعادة بحثه بمعارف وتقنيات جديدة واجراء دراسات للاستخدام الموضعى لمعدن النحاس وقد ثبت أن مجرد ملاصقة النحاس للجلد يولد تيارا كهربيا دقيقا جدا مثل المتولد فى الحد الفاصل عند تلامس وسطين مختلفين موصلين بالكهرباء ثم تبين ان النحاس على الجلد يعطى شحنة مقوية ومحفزة لانه يعمل كقطب سالب.
منقووووول
دخول
العمل. 
