اتمنى أن يفتح «بريد الأهرام» حوارا موسعا مع الممارسات الطبية غير السوية التى زادت بصورة ملحوظة فى السنوات الأخيرة مما يعكس حالة الانفلات والفوضى والتسيب واللامسئولية التى سادت مجتمعنا وقبل أن أسرد أهم هذه الممارسات أنوه إلى أن غالبية أطبائنا بخير ويعملون فى مناخ صعب وظروف اجتماعية خانقة أرجو أن تتحسن قريبا من أجل الحفاظ على أطبائنا الشبان ـ أغلى ما نملك ـ وعلى صحة المواطن المصرى ولكن يتبقى أن بقعة سوداء واحدة فى الثوب الأبيض كافية لتشويه الثوب كله.
أولا: افتقاد التواصل المطلوب بين المريض والطبيب.. مع انه من أهم عوامل نجاح الطبيب فى مهمته السامية.. وقد تعودنا فى كليات الطب أن نركز فى السنوات الأولى لطالب الطب فى المرحلة الاكلينيكية على كيفية أخذ التاريخ المرضى بالتفصيل والذى قد يستغرق بعض الوقت على أساس أن هذه هى البداية الحقيقية للوصول إلى التشخيص النهائى للمرضي.. ولكن وصلت بنا الحال إلى أن بعض الأطباء يرفضون ذلك ويكلفون مساعديهم بهذا الأمر وبذلك تنقطع الصلة الإنسانية بين الاثنين على الرغم من أنها من أهداف مهنة الطب.
ثانيا: يهمل بعض الزملاء فى عملية الكشف على المريض ـ كما تعلمنا من قبل فى كلية الطب، ويكتفون بإلقاء نظرة سريعة على الجزء المشكو منه، وأحيانا لا يوقعون الكشف الطبى على الاطلاق.
ثالثا: الاستخدام غير الرشيد للوسائل المساعدة مثل التحاليل الطبية، والأشعات بأنواعها.. وعمل المناظير، والقسطرة القلبية دون مبرر قوي، وأحيانا دون أى مبرر على الإطلاق وهى جريمة حقيقية فى حق المريض..
رابعا: كنتيجة منطقية لما سبق ذكره فإن التشخيص فى هذه الحالات يكون خاطئا أو غير مكتمل والمريض هو الضحية
خامسا: استخدام الكثير من الأدوية دون مبرر طبى واضح لمحاولة تهدئة بعض الأعراض بعيدا عن العلاج
الحاسم للمرض مع ما يترتب على ذلك من أعراض جانبية للأدوية من ناحية، والتفاعلات الجانبية بين الأدوية وبعضها من ناحية أخري.. وأيضا فإن المريض هو الضحية.
هذه بعض الأمثلة من الممارسات الطبية الخاطئة التى يدفع ثمنها المريض ومن هنا فإننى أطالب مسئولى التعليم الطبى فى مصر، ونقابة الأطباء، ووزارة الصحة بأن يقوموا بدورهم كل فى مجاله من أجل إصلاح
المنظومة العلاجية فى مصر.. ويشمل ذلك على سبيل المثال إصلاح التعليم الطبى جذريا، واحكام الرقابة على الممارسات الطبية فى المستشفيات والعيادات وغيرها، والتعليم الطبى المستمر لشباب الأطباء، وتسهيل حصولهم على كل ما هو جديد فى عالم الطب الذى يتغير بسرعة مذهلة لكى يستطيعوا اللحاق بركب الطب الحديث.
اننا لا نملك إلا الثروة البشرية، والصحة هى أغلى ما يملكه الإنسان، وهى منحة من الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نحافظ عليها وأن نضمن استمرارها كما وهبنا اياها.. وهى أمانة لو تعلمون عظيمة.. فهلا اديناها قبل أن نحاسب عليها?.
د.صلاح الغزالى حرب
محرر «بريد الأهرام»: هذه القضية خطيرة، وقد فتحنا ملفاتها من قبل مرات عديدة وفى كل مرة يدلى الأطباء أصحاب الشأن بدلوهم ويفندون الممارسات الخاطئة فى العيادات والمستشفيات، ولكن لا أحد من المسئولين يتخذ خطوة واحدة فعلية إلى الأمام وها نحن نعيد فتح القضية ونرجو أن تسفر عن تحرك ايجابى من جانب وزارة الصحة.
رابط دائم: