غذاؤك هو سر قوتك أو ضعفك .. وحتي سعادتك وتعاستك تحددها الأطعمة التي تتناولها .. وإذا كانوا قد قالوا قديمًا "العقل السليم في الجسم السليم" إلا أنه ومع تطور العلم وأبحاث المتخصصين أصبح العقل والجسم وحتى الحالة النفسية والمزاجية في تناولك للغذاء الصحي والسليم. هذا ما تؤكده د. شريفة أبو الفتوح "أخصائية التغذية العلاجية" في الحوار التالي معها، الذي يستعرض سبل التغذية السليمة والأطعمة المثالية...
- تبنيت كثيرًا فكرة "جدد حياتك" في كتبك وبرامجك التليفزيونية.. كيف يمكننا البدء في ذلك؟
* هناك علاقة كبيرة بين التغذية والحياة؛ فتغير أسلوب الحياة يعتمد بشكل كبير على تغيير أسلوب التغذية، بحيث يكون صحيًا أكثر وأمثل، فمن يريد تجديد حياته لابد وأن يجدد تغذيته، ولكي نبدأ حياتنا بشكل صحي لابد أن نتخلى عن عادات غذائية كثيرة خاطئة نقع فيها، مع الاهتمام بأغذية المناعة التي تزيد من مقاومتنا للأمراض. فنجد مثلا أن تناول الأطعمة المحفوظة بكثرة، والسكريات والدقيق أو ما يطلق عليها التغذية الفارغة لا تحافظ على الصحة ولا تمنحنا الطاقة، فمعها لا يستطيع الجسم مواجهه التلوث والأمراض، والأوبئة الخارجية، ويضعف جهازنا المناعي، الذي ينمو ويقوى بفعل نوعية الطعام الذي نتناوله والقيمة الغذائية التي يحتوي عليها.
- هل هناك وسائل طبيعية تكافح الخمول والكسل؟
* بالتأكيد كلما اتجهنا إلى الطعام الصحي، كلما زادت قدرتنا على مواجهة تلك المشاعر المحبطة منذ بدايتها، وأكبر عامل مساعد يجلب الخمول والكسل هو "الأنيميا"، فالكثيرون لا يعلمون أنهم مصابون بنقصان بعض المعادن التي يحتاجها الجسم، ولا يشعرون بأثر ذلك على صحتهم، مما يجعلهم يقعون فريسة للمرض دون وعى منهم. ليبدأ في الشعور بالخمول والكسل تدريجيًا، وللتغلب على ذلك؛ لابد من العناية بالصحة العامة، وتناول الوجبات الصحية، والخضروات الطازجة والفواكه باستمرار، مع إجراء كشف دوري بسيط بصورة منتظمة كل فترة وأخرى.
- وهل حقا هناك أغذية تقضى على الاكتئاب وأخرى للسعادة؟
*بالطبع هناك الكثير من الأغذية المرتبطة بتحسين المزاج والحالة النفسية للجسم، وهى تتمثل في مجموعة الكربوهيدرات المعقدة؛ فالنشويات والسكريات البسيطة بصورة عامة تجلب السعادة فتناولنا للشيكولاتة مثلا يزيد من مستوى الرضا ويحسن من الحالة المزاجية ليبدأ الشخص في الشعور بالسعادة، إلا أنها سعادة مؤقتة ترتفع لأقصى معدلاتها، ثم تزول فجأة، لارتباطها بهرمون "السيروتونين"، و حمض "التربتوفان" ويساعد تناول النشويات هذا الحمض على أن يصل إلى المخ ويكون له تأثير فعال مما يمنحنا الشعور بالراحة، أما الشعور بسعادة دائمة بعيدًا عن الاكتئاب، والمشاعر السلبية، فعلينا أن نهتم بتناول النشويات المعقدة، التي تحتوي على الألياف؛ وهي متوفرة في البليلة، والفواكه، والشوفان، والمكسرات النيئة.
- ما هي أغذية الطاقة، والتي يسميها البعض "السوبر فوود"؟
* "السوبر فوود" هي الأغذية المحتوية على مضادات الأكسدة، مثل الخضروات خضراء اللون، وسميت بالسوبر لقدرتها على مكافحة "الشقوق الحرة" التي تصيب الجسم نتيجة للتلوث والعوامل الخارجية، وقد تتسبب في الإصابة بالسرطان، وللتغلب عليها ينصح بتناول الخضار والفاكهة، والمأكولات المحتوية على "الأوميجا3"، المتوفرة في الأسماك خاصة الماكريل والتونة والسالمون، والمكسرات.
- ما هي حقيقة العلاقة بين الطعام والسعادة الأسرية والزوجية؟
*أشارت العديد من الدراسات الأمريكية إلى أن الطعام سر من أسرار سعادة البيوت. ونوعية الأطعمة أحيانًا تكون سببًا في الخلافات الزوجية والأسرية، وقد تمنحهم السعادة والتفاهم وتخلق جوًا من الألفة والهدوء بين أفراد الأسرة؛ فمثلا نجد أن الزوج الذي يتناول طعامًا دسمًا، ومشبعًا بالدهون يشعر بالضيق، والتعب بعد تناول غذائه؛ لان الكبد يكون في تلك الحالة مجهدًا للغاية، وهو ما يجعله أكثر عرضة للتوتر من أقل مثير، وكذلك الزوجة تكون متعبه بعد تناول الطعام غير الصحي فلا تقوى على القيام بواجباتها المنزلية كما ينبغي، وهذا الجو عمومًا يمثل بيئة خصبة لنشوب الخلافات الأسرية والزوجية. كما أن الأولاد كذلك إذا ما تناولوا وجبات غير صحية واعتمدوا على الوجبات السريعة، فإن ذلك يصيبهم بالعصبية المفرطة، والنشاط الزائد.
- كثيرًا ما يشعر البعض بإرهاق مزمن دون أسباب واضحة.. كيف يمكننا التخلص منه؟
* قد يكون السبب في ذلك هو الإصابة بمرض مناعي، ولكننا بشكل علم يمكننا بالأغذية تقليل ذلك الإرهاق بل والتخلص منه ومن أعراضه. ولكن علينا أن نحذر من تناول الكافيين واللحوم الحمراء، مع التركيز على الخضار والفاكهة والشوفان، وتناول النشويات المركبة والبقوليات.
- ما هي الأغذية التي تقوي الذاكرة؟
* الأطعمة الغنية بـ "الأوميجا3" هي الأقدر على تقوية الذاكرة وتنشطها، وهى متوفر بصورة كبيرة في الأسماك، والمكسرات، والسوداني؛ وهو مشهور بتنشيط الذاكرة وتقويتها، وهناك كذلك البيض والتونة. كما يساعد "الفول" على ذلك وهذا عكس الشائع عنه؛ فهو ينقى الذهن ويصفيه، ويزيد من نسبة التركيز، ويفيد الذاكرة بصورة كبيرة، وذلك إذا ما تناولناه بكميات مناسبة ومحددة.
- هل هناك أغذيه تحد من الأرق وتساعد على النوم الهادئ؟
*التعود على الغذاء الصحي الخفيف في وجبه العشاء يساعد على النوم الهادئ دون مشاكل، وأفضل هذه الأغذية هي الغنية بالكالسيوم كمنتجات الألبان والتي يجب تناولها في وجبة المساء وقبل ساعات قليلة من النوم.
- كيف تحمي حواء نفسها من الشيخوخة وأعراضها المبكرة؟
* تناول المياه بصورة كبيرة يحمى حواء من شبح الشيخوخة، فالمياه سر الحياة. وعليها كذلك أن تتبع نظامًا غذائيًا يعتمد على الخضار والفاكهة فقط أسبوعيا، وهو ما يسمى بنظام "الديتوكس" فتخصص يوما في الأسبوع تتناول فيه الخضروات والفاكهة الطازجة، التي تطرد السموم من الجسم، وتحافظ عليه بصورة جيدة. كما أن الاعتماد على تلك الأغذية في ذلك اليوم يجنبها عواقب الأخطاء الغذائية التي وقعت فيها طوال الأسبوع.
- كيف لمن يعانون من الأمراض المزمنة تحديد نوعية الأطعمة المناسبة لهم خلال الصيام؟
*نوعية الغذاء المناسب، أو حتى الحميات الغذائية تتحدد وفقًا لطبيعة المرض وحالة المريض، فلا يمكن تعميم نظام غذائي مثلا على جميع مرضى الكبد، أو الكلى، فلكل حالة النظام الغذائي المناسب لها.
- هل يمكننا تنشيط مناعتنا في مواجهة الأمراض؟
* بالفعل يمكننا ذلك بالسعي لبناء جهاز مناعي قوي منذ الصغر، ومن خلال الحرص على تناول الطعام الصحي الخالي من الدهون المشبعة، مع الابتعاد عن الوجبات المحفوظة والأطعمة الجاهزة والسريعة، فهي من أكثر العوامل التي تضر الجهاز المناعي للجسم. مع الحرص على ممارسة الرياضة بشكل يومي ومنتظم.
- ألا توجد طريقة معينة يمكننا من خلالها تحديد السعرات الحرارية التي يجب أن نحصل عليها من الغذاء؟
* من أهم الأمور الصحية أن نعرف احتياجات أجسامنا من السعرات الحرارية حتى نتناول الكمية المناسبة من نوعية الأطعمة التي تمدنا بالطاقة، مع تجنب أي زيادة في السعرات قد تضر بصحة أجسامنا، ويتم حساب احتياجات الجسم من السعرات من خلال معادلة بسيطة؛ بضرب وزن الجسم في "22" والناتج يعبر عن احتياجات الجسم اليومية من السعرات الحرارية.
- ما هو الـ"يويو دايت" وما هي الطريقة المثلي للتعامل معهم؟
* "اليويو دايت" هم الأشخاص الذين اتبعوا ريجيما معينا وأوقفوه ,ثم قاموا بمعاودته مرة أخرى و إيقافه بعد ذلك. ولأن هؤلاء الأشخاص قد أوقفوا عملية الحرق بالجسم يصبح التعامل صعب للغاية، إلا أننا نحاول معهم لنعيد أجسامهم كما كانت من قبل، مع الابتعاد عن الريجيم في البداية، وتدريجيًا يبدأ الجسم في استعادة معدلات الحرق الطبيعية، لنحدد بعدها الريجيم الصحي والمناسب لهم.
- كيف نحمى أنفسنا من التسمم الزئبقي؟
* لابد وأن نراعي تناول الأغذية المحتوية على "السيليينوم" وهو أحد المعادن الهامة الموجود في الأرض، لذلك فالإكثار من تناول الخضروات خاصة البصل والثوم، والتي يتوفر فيها ذلك المعدن بكثرة ,يحمى الجسم من التسمم الزئبقي، كما أصبح من العادات الصحية تناول وجبات الأسماك خاصة التونة أن نتناول إلى جوارها أطباق السلطة حتى يتخلص الجسم من أي أضرار قد تصيبه، لاحتواء هذه الأسماك على الزئبق.
- ما هي أكثر الأخطاء الشائعة التي يقع فيها البعض عند حفظ الطعام؟
* هناك الكثير.. منها إذابة اللحوم ثم إعادة تجميدها مرة أخرى، حيث يعمل هذا على تكاثر البكتريا ونموها، كذلك تجميد الخضار وفكه. وتعتبر أفضل الطرق لحفظ الخضروات والإبقاء على قيمتها الغذائية، هي وضعها في مياه مغليه، ثم في مياه باردة، ثم توضع في أكياس فارغة من الهواء وتحفظ في المبرد.
منقووول
دخول
العمل. 
