الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الأسباب إما ظاهرة, يعلم فيها العلاقة بين السبب والمسبب, وهذه يجوز الأخذ بالجائز منها مع توكل القلب على الله –عز وجل-، كالطعام والشراب والأدوية المعروفة عند الأطباء.
وإما باطنة لايعلم وفق السنن الكونية علاقة بين السبب والمسبب فهذه لا تعلم إلا من جهة الشرع، وقد تكون محرمة كالحسد، أو مباحة كالرقى وهذه أيضا يؤخذ بالجائز منها مع توكل القلب على الله.
وأما ادعاء ثبوت سبب عن طريق ثالث فهذا كذب على الشرع وكذب على القدر حيث لا تثبت الأسباب إلا عن طريقهما.
وهذا محرم وقد يكون شركا أكبر إن اعتقد أن هذا الشيء بذاته ينفع أو يضر، وقد يكون شركا أصغر إذا اعتقد أنه مجرد سبب وهذا هو الغالب على من يفعل ذلك من المسلمين.
وبناء عليه ينظر إذا كانت هذه الأسورة ينصح بها الأطباء وبناء على تجارب يغلب على ظنهم نفعها كوجود موجات مغناطيسية أو نحوها كما يقولون فهي سبب ظاهر كسائر الأسباب يجوز الأخذ به.
وإن لم يكن وجه نفعها معلوما لدى الأطباء فهي تدخل في باب التعلق بهذه الأسباب الوهمية التي التعلق بها شرك أكبر أو أصغر حسب الحالة وتدخل تحت قوله –صلى الله عليه وسلم- (من تعلق تميمة فقد أشرك).
والذي نراه الاحتياط في استخدام هذه الوسائل حتى يتضح أمرها سدا للذريعة، وأيضا صيانة لأموال المسلمين أن تنفق في أسباب يغلب على الظن حتى من الناحية الظاهرية عدم نفعها. والله أعلم.
منق...........ول