الايمان بالله تحت المجهر
الايمان هو التصديق بلا منطق وبلا دليل .. فمن يؤمن بشيء يضيع منه المنطق ويضيع منه الدليل ويبقى فقط ما اصبح به مؤمنا دون الحاجة لشاهد او برهان او دليل .
لا احد يستطيع اثبات وجود الله بالمنطق او بالدليل .. وكل من يدعي ان الله قد عرفناه بالعقل انما هو واهما او هم متعمدا ايهام الاخرين لغاية في نفسه .
نحن كمسلمين قد امنا بالله وبرسوله وبالقران الكريم ليس نتيجة لتحليلاتنا المنطقية .. او لوجود ادلة وبراهين قاطعة تثبت ذلك .. انما نحن قد امنا بكل ذلك نتيجة للايحاءات المستمرة التي نسمعها ونقرؤها من محيطنا الاسلامي .. يعني اننا لو كنا قد ولدنا في وسط مجتمع يعبدون البقر لاصبحنا نعبد البقر ما لم يكن لنا ابوين يوحون لنا باستمرار باننا مسلمون ونؤمن بالرب الواحد وبخاتم الانبياء وبالقران الكريم .
اذا ان الايمان بالله قد حصل عندنا نتيجة الايحاء وليس بادلة منطقية او براهين ملموسة كما يصورها لنا مغالطة بعض الفقهاء .
ان الايمان باي شيء يعتبر علميا انه مصدر قوة .. وما دمنا قد اصبحنا نؤمن بالله وبرسوله وبالقران الكريم فنحن اذا بهذا الاتجاه اقوياء بايماننا .. وعلينا ان نحافظ على قوتنا هذه ونديمها .. ولنرى كيف :-
لقد ورد ت في القران الكريم بعض الرموز او العبارات الغامضة التي منها على سبيل المثال لا الحصر (( ك ه ي ع ص )) .
نعم ان هذه الحروف قد وردت في القران الكريم وعند جمعها تشكل لنا كلمة (( كهيعص )) .. وهي كلمة لا نعرف لها معنى في لغتنا العربية القديمة والحالية اطلاقا .. واظن ايضا انها لا معنى لها باي لغة اخرى .. فكيف ينظر غير المسلم لهذه الكلمة المطلسمة .. وكيف ننظر لها نحن المسلمون .
غير المسلم ياسادتي سيسخر من هذه الكلمة ولا يصدق انها من كلام الله وينتهي به الحال الى هذا القرار .
اما نحن المسلمون فننظر لهذه الكلمة المطلسمة طبقا لايماننا انها من كلام الله وانها لها غايات ومعاني عظيمة ومهمة ولكننا لا نفهمها حاليا لان الخلل فينا نحن بسبب جهلنا لمقصد الله سبحانه في هذه الكلمة المطلسمة ذات المعاني العظيمة والمهمة .. ونحن في هذا مستندين الى قوله تعالى الموحى لنا به ايضا والذي هو ..
(( وما اؤتيتم من العلم الا قليلا ))
نجد هنا اننا لا نملك دليلا او تفسيرا منطقيا لهذه الكلمة المطلسمة .. ولكننا كمسلمين نؤمن انها من كلام الله ولذلك فاننا حتما سنجد لها مبررا حتى وان افتقر للمنطق السليم الا ان تبريرنا هذا يحافظ على استمرارية ما اوحي لنا ان نؤمن به والذي اصبح الان مصدر قوتنا .. فنقول مبررين هذه الكلمة المطلسمة ان الاجيال بعد قرون طويلة قد تتبين معناها من ما سيجده الله سبحانه لهم في دنياهم من جديد الامور والوسائل .
ودليل اخر على ان الايمان هو التصديق بلا دليل ويفتقر للمنطق والبرهان .. هو اننا لو ناقشنا منطقيا قول الله سبحانه ..
(( قل خيره وشره من عند الله تعالى ))
طيب .. اننا لو احتكمنا بالمنطق هنا عن هذه الاية الكريمة نجد انه ليس هنالك اي مبرر لمعاقبة الفاسقين والكافرين والمجرمين في الاخرة .. لانهم استنادا الى هذه الاية غير مسؤولين عن شرورهم ما دام الخير والشر من عند الله تعالى .
ولكننا كمسلمين نؤمن ان هذا هو كلام الله وكذلك نؤمن بنقيظه في القران الكريم ما دام ضمن حدود ايماننا بكلام الله .. ومن اجل الحفاظ على ايماننا الذي هو مصدر قوتنا فاننا سنستند الى كلام الله ايضا في القران الكريم الذي قال فيه انه اعد للكافرين والفاسقين والمجرمين عذابا اليما في الاخرة .. وعندها سنقول مبررين هذا الذي يظهره المنطق تناقضا .. سنقول عنه ان هذه هي ارادة الله الذي نؤمن به ونحن عبيده وليس لنا حق في الاعتراض على كلام الله سبحانه .
اما غير المسلم ياسادتي فانه سيرى في تبريرنا هذا مغالطة مقصودة وغير معقولة ولا يهمه ما نؤمن به فالمنطق قد حكم ان هذا تناقضا لا يمكن القبول به عقليا .
واخيرا اقول بثقة .. ليستمر كل من يؤمن بالله سبحانه او يؤمن باديانه او يؤمن باي شيء اخر غير الله واديانه .. نعم ليستمر كل على ما يؤمن به لان هذا من حقه حتى في قراننا الكريم فجميع البشر من خلق الله ولهم ان يؤمنوا بما قدر الله لهم استنادا لقول الله في القران الكريم
(( ولكل منكم جعلنا شرعة ومنهاجا ))
اي ان الله سبحانه قد قدر لخلقه ان يكون هذا مسلما .. وهذا يهوديا .. واخر مسيحيا .. وغيره كافرا .. واخر ملحدا .. وغيره يعبد الاصنام .. ولا حق لنا ان نتصرف خارج حدود ما امرنا الله به واوضحه لنا في القران الكريم حيث قال :-
(( لكم دينكم ولي دين ))
اما من يدعي ان هذه الاية قد نسخت استنادا لعلم الناسخ والمنسوخ فانه واهم ومخدوع بهذا العلم لانه علم الاحتيال والتحريف وليس له اي سند قراني انما هو من ابتكار تجار الدين وقد كتبت انا في ذلك اكثر من مقال .
تحيتي ومحبتي واحترامي لكل مؤيد ولكل رافض لمقالي هذا او بعضه
نهاد كامل محمود
منقول .
رابط الموضوع :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=489404