مرض عضال ينهش في جلد شقيقين سعوديين ويحول حياتهما إلى عذاب
الاحساء - صالح المحيسن
وقف أحمد ينظر من خلف الباب إلى أقرانه الأطفال يلهون ويلعبون فأثار ذلك كله الاسى والحسرة في نفسه كونه لا يستطيع لبس ما يلبسون أو اللعب كما هم أقرانه يفعلون، ولكن لا لكونه لا يملك ما يشتري به ثوب العيد، ولكن ما حال بينه وبين ذلك اللهو البريء هو مرض عضال قد مزق الجزء الأكبر من جلده وحرق ما تبقى منه، فلم يعد قادراً معه على لبس الثياب في كثير من أيامه! وفي غمرة تفكير من أحمد وتأمل في لعب أولئك الأطفال وإذا بشقيقه هلال يقف خلفه وينظر في عينيه ليرى فيها دمعة مترقرقة تريد أن تسيل على ذلك الوجه الذي مزقه المرض حتى بدا وكأن ناراً قد احرقته! ولتزيد تلك الدمعة من ألم ومعاناة شقيقه، فأمسك بيد أخيه ليشد منه وليقوي من عزيمته وليقول له لست وحدك في مرضك فأنا مثلك مصاب بذات المرض.
وبلوعة ومرارة تتجدد في كل عام نظرت الأم لهما لكنها سرعان ما أدارت وجهها لكي لا يرى طفلاها الاسى بادياً على مُحياها.
الأب لجأ إلى (الرياض) ليحكي معاناته ومعاناة أبنائه أحمد وهلال مع المرض الفتاك عله يجد من يدخل البسمة على طفولة معذبة لم يترك المرض لها بابا للسعادة الا واغلقه.
بصوت يملأه الرضى بما كتبه الباري سبحانه وتعالى لابنائه تحدث جابر هلال الخلف والد الطفلين عن معاناته مع المرض فقال: قبل 16 عاماً وضعت زوجتي طفلي الاول (أحمد) فذهبت إلى المستشفى مسرعاً أود رؤيته فاستقبلني الطبيب مهنئاً وليخبرني بأن طفلي مصاب بمرض جلدي وانه يحتاج إلى التنويم لفترة بسيطة وهكذا مر أسبوع فطلب مني نقله إلى مستشفى الدمام المركزي، وهنا بدأت رحلتي مع مرض ابني في التنقل من مستشفى إلى آخر لكن دون جدوى فلم أجد العلاج الناجع له!.
وبعد مضي نحو عام تقريباً شارفت زوجتي على انجاب طفل آخر ففرحت كثيراً كوني سأرزق بطفل سليم يريحني مما عانيته مع طفلي الاول، وهكذا وما أن وضعت زوجتي حتى ذهبت مسرعاً للمستشفى فرحاً أريد رؤية فلذة كبدي (هلال) الا أن فرحتي تلك تبددت حينما علمت بانه كذلك مصاب بذات المرض اللعين.
(ماهية المرض)
وحول ماهية المرض وما الذي يحدثه في طفليه واصل جابر حديثه مشيراً إلى أن المرض يتمثل في فقاعات كبيرة في الجلد منتشرة في كافة انحاء الجسم وتكون متعددة الانواع والاحجام فيكون بداخلها صديد أو دم، وأحياناً في داخلها هواء، فيقوم الدكتور أو نحن في المنزل بشرطها بالمشرط ونزيل ما بداخلها، كما يصاحب تلك الفقاعات ارتفاع في درجة حرارة الجسم ولا تنخفض الحرارة إلامع ازالة تلك الفقاعات! كما يصاحب تلك الفقاعات آلام شديدة ومبرحة وكم عانينا من بكائهما بصورة متواصلة طيلة اليوم ونشعر بالألم كوننا نرى فلذات كبدنا يبكون من شدة الألم ولكننا لا نملك حتى ما يخفف تلك الآلام! واضاف جابر: لقد وصل الأمر بأحمد ولمدة سنة ونصف السنة انه كان ملفوفاً بأكمله بالشاش الطبي ولم يبق منه سوى رأسه وذلك بسبب انتشار الفقاعات على كافة أنحاء جسمه.
ويقول والد الطفلين اتمنى أن يكون هناك مركز يتبنى حالة ابني ويتابعهما اولا بأول فقد تعبت كثيراً وانفقت مبالغ كبيرة جداً رغم ظروفي المادية المتواضعة، وأتمنى أن أجد من يقف معي لوضع حد لمعاناة ابنائي اللذين عذبهما المرض بآلامه المبرحة، كما انني ووالدتهما نعاني كما هم يعانون تماماً فالأب والأم ليس بالأمر الهيّن عليهم رؤية ابنائهم يموتون كل يوم وهم ينظرون اليهم ولا يستطيعون مساعدتهم، وأنا واثق من الطب في الدول المتقدمة سيكون طريقاً لعلاج ابني من هذا المرض اللعين، وأنا كلي أمل في أصحاب القلوب الكبيرة أنها ستعيد البسمة لشفاه ابني.
وللمساعدة الاتصال على الجوال (0505934642
منقول.