القانون المفقود في الطب وعلاج الجذور الحرة.The missing law in medicin

اكتشاف السبب الحقيقي في إصابة الإنسان والحيوان بجميع أنواع الأمراض ومؤسس جذورالمرض الحرة في جسم الانسان ( Dragon Virus ) وهو. ذو طاقة حارة شديدة. ليدمر كل النظريات المضللة والأسباب الكاذبة المنتشرة عالميا حول أسباب الأمراض المختلفة.
 


 

 القانون في الطب تحليل. 4

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Mohamed M
التنسيق العام
Mohamed M


ذكر

المساهمات : 1024

تاريخ التسجيل : 12/05/2012


القانون في الطب تحليل.  4 Empty
مُساهمةموضوع: القانون في الطب تحليل. 4   القانون في الطب تحليل.  4 Emptyالجمعة 15 يونيو 2012 - 10:00

فصل في الفواق

الفواق حركة مختلفة مركبة كتشنج انقباضي مع تمدد انبساطي كان في فم المعدة أو جمع جرمها أو المرّيء منها يجتمع إلى ذاتها بالتشنج هرباً من المؤذي إن كان مؤذٍ واستعداداً لحركة دافعة قَوية يتلوها مثل ما يعرض لمن يريد أن يثب فإنه يتأخر ثم يثب و قد يشبه من وجه وأما إن لم يكن مؤذٍ بل كان على سبيل إفراط من اليبس فإن اليبس يحرك إلى شبيه بالتشنج والطبيعة تحرك إلى الانبساط فإنها لا تطاوع ذلك وتتلافاه .
وأكثر ما يعرض يعرض لفم المعدة لسبب مؤذ كما يعرض لفخ المعدة اختلاج لسبب مؤذ خصوصاً إن كانت المعدة يابسة فلا يحتمل فمها أدنى لذع .
وقد يعرض بالمشاركة وقد يحدث الفواق عقيب القيء لنكاية القيء لفم المعدة ولتركه خلطاً قليلاً فيه لم يندفع بالقيء كما أنه قد يكون الفواق عقيب القي لنكاية القيء لفم المعدة ولتركه خلطاً قليلاً فيه لم يندفع بالقيء كما أنه قد يكون الفواق بسبب حبس القيء والمصابرة عليه فهذه الحركة الاختيارية .
وأكثر حركة القيء من حركة المعدة لا حركة فمها لشدة حسه وقوة تأذيه بالمادة الهائجة .
وقد قال بعضهم : إن حركة الفواق أقوى من حركة القيء لأن القيء يدفع شيئاً مصبوباً في تجويف والفواق يدفع شيئاً يابساً وليس كذلك فإنه ليس كل قيء وتهوع يكون عن سبب مصوب .
ولا أيضاً ما دفع شيئاً يجب أن يكون أضعف مما لا يدفع ومما يحاول أن يدفع فلا يقدر بل حركة الفواق أضعف من حركة القيء وكأنه حركة إلى القيء ضعيفة ولذلك في أكثر الأمر قد يبتدئ الفواق ثم يصير قيئاً كأن الحركة عند مسّ سبب الفواق تكون أقل لأن السبب أقل نكاية فإذا استعجل الأمر اشتدت الحركة فصارت قيئاً .
فأما تفصيل ما يحدث الفواق بسبب أذى يلحق فم المعدة فنقول : أنه قد يكون ذلك إما عن شيء مؤذ لفم المعدة ببرده كما يعرض من الفواق والنافض وفي الهواء البارد وفي الأخلاط المبرّدة وعن برد آخر مستحكم في مزاج فم المعدة يقبضه ويشنجه .

وكثيراً ما يعرض هذا للصبيان والأطفال .
والبرد يحدث الفواق من وجوه ثلاثة : أحدها من جهة لزوم مادته والثاني : من جهة أذى برده ومضادته بكيفيته المجاوزة للاعتدال والثالث : من جهة تقبيضة وتكثيفه المسام فيحتبس في خلل الليف ماء من حقه أن يتحلل عنه .
وإما عن شيء مؤذ بحرّه كما يعرض في الحميات المحرقة من التشنّج في فم المعدة وإما عن شيء مؤذ بلذعه مثل ما يعرض من شرب الخردل والفلافلي وانصباب الأخلاط الصديدية وشرب الأدوية اللاذعة كالفلافلي مع شراب وخصوصاً على صحة من حس المعدة أو ضعف من جوهر فم المعدة .
ومن هذا القبيل الغذاء الفاسد المستحيل إلى كيفية لاذعة .
والصبيان يعرض لهم ذلك كثيراً .
وكذلك ما يعرض من انصباب المرار إلى فمّ المعدة وكما يقع عند حركة المرار في البحارين إلى رأس المعدة لتدفعه الطبيعة بالقفف إما عن ريح محتقن في فم المعدة وفي طبقاتها أو في المريء تولد عن حرارة مبخّرة لا تقوى على التحليل وإما عن شيء مؤذٍ بثقله كما يكون عند وأما الكائن عن اليبس فإنه قد يكون عن يبس شديد مشنج كما يعرض في أواخر الحمّيات المحرقة والاستفراغات المجففة والجوع الطويل وهو دليل على خطر .
وقد يكون عن يبس ليس بالمستحكم فينتفع بأدنى ترطب ونزول .
وأما الكائن بالمشاركة فمثل ما يعرض لمن حدث في كبده ورم عظيم وخصوصاً في الجانب المقعر أو في معدته أو في حجب دماغه أو هو تشرف العروض في حجب دماغه كما يعرض عند شجّة الآمة والصكة الموجعة يصكّ بها الرأس ومثل ما يعرض في الحمّيات في تصعّدها وفي علامات البحران فإن ذلك سبب شركة البدن وقد خمّن في استخراج السبب القريب لحدوث الفواق في ورم الكبد فقال بعضهم لأنه تنصبّ منه مرار إلى الاثني عشري ثم إلى المعدة ثم إلى فمها .

وقد قيل أن السبب فيه ضغط الورم وقد قيل السبب فيه مشاركة الكبد فم المعدة في عصبة دقيقة تصل بينهما وإذا كان بإنسان فواق من مادة فعرض له من نفسه العطاس أنحل فواقه .
وكذلك إن قاء وقذف الخلط فإن قاء ولم ينحلّ فواقه دلّ إما على ورم في المعدة أو في أصل العصب الجائي إليها من الدماغ أو الدماغ وقد يتبع ذنيك جميعاً حمرة العين ويفرّق بينهما بأعراض أورام الدماغ وأعراض أورام المعدة .
والفواق الذي يدخل في علامات البحران ربما كان علامة جيدة وربما كان علامة رديئة بحسب ما نوضحه في بابه في كتاب الفصول وأنه إذا لم يسكن القيء الفاق وكان معه حمرة في العين فهو رديء يدل على ورم في المعدة أو في الدماغ .
وقيل في كتاب علامات الموت السريع أنه إذا عرض لصاحب الفواق ورم في الجانب الأيمن خارج عن الطبيعة من غير سبب معروف وكان الفواق شديداً خرجت نفسه من الفواق قبل طلوع الشمس وفي ذلك الكتاب من كان مع الفواق مغص وقيء وكزاز وذهل عقله فإنه يموت قطعاً .
العلامات : كل فواق يسكن بالقيء فسببه شيء مؤذٍ بثقله أو كيفته اللاذعة على أحد الوجوه المذكورة وكل فواق أعقب الاستفراغات والحميات المحرقة ولم يسكّنه القيء بل زاد فيه فهو عن يبوسة .
وأما الكائن بسبب المزاجات بمادة أو بغير مادة فيعلم من الدلائل المذكورة في الأبواب الجامعة والكائن عن الأورام المعدية أو الدماغية أو الكبدية فتدلّ عليه أعراض كل واحد منها المذكورة في بابه .
المعالجات : القيء أنفع علاج فيما كان سببه من الفواق امتلاء كثيراً وشيئاً مؤذياً بالكيفية وكذلك كل تحريك عنيف وهز وصياح وغضب وفز يقع دفعة وغم مفرط ورشق ماء بارد على الوجه حتى يرتعد بغتة والحركة والرياضة والركوب والمصابرة على حبس السعال الهائج والمصابرة على العطش .

وللعطاش في قلع المادة الفاعلة للفواق تأثير عظيم ومما يزيله أيضاً طول إمساك النفس لأن ذلك يثير الحرارة ويحرّكها إلى البروز نحو المسام طلباً للاستنشاق فيحرك الأخلاط اللحجية ويحللها .
والنوم الطويل شديد النفع منه وشد الأطراف ووضع المحاجم على المعدة بلا شرط وعلى ما بين الكتفين وكذلك وضع الأدوية المحمّرة .
ومن المعالجات النافعة للفواق اللحوجي الامتلائي أن يبدأ صاحبه فيتقيأ ثم يشرب أيارج فيقرا وعصارة الأفسنتين يأخذ منهما مثقالاً ومن الملح الهندي دانقين ثم بعد ذلك يستعمل الهليلج المربى .
فإن كان السبب لحوجاً وجب أن يقصد في علاجه تأدية أمور ثلاثة : تحليل المادة وتقطيعها بمثل السكنجبين العنصلي والثاني : تبديل المزاج حتى يعتدل إن كانت إنما تؤذي بالكيفية والثالث : إخدار حسّ فم المعدة قليلاً حتى يقلّ تأذيه باللذع وقد حمد أقراص ما نحن واصفوه : يؤخذ قسط وزعفران وورد ومصطكي وسنبل من كل واحد أربعة مثاقيل أسارون مثقالان صبر مثقال يعجن بعصارة بزرقطونا ويسقى منه نصف مثقال .
البزرقطونا والأفيون يخدران والسنبل يقوّي ويحلّل والأسارون يميل الرطوبات إلى جهة مجاري البول ويخرجها منها والصبر يميلها إلى جهة مجاري الثقل فيخرجها منها والقسط والزعفران منضّجان مقوّيان مسخّنان .
فلهذا صار هذا القرص نافعاً جداً في الفواق الشديد وتقلّب النفس .
وإن عتق وأزمن نفع منه دهن الكلكلانج .
والشربة ملعقة بماء حار .
ومما ينفع منه طبيخ الزنجبيل في ماء الفانيد وإذا اشتدّ وأزمن احتيج إلى المعاجين والجوارشنات مثل الكموني بماء فاتر بل ربما احتيج إلى المعاجين الكبار جداً أو إلى الترياق وللفلونيا منفعة عظيمة في ذلك لما فيه من التخدير مع التقوية والتحليل والدفع .
وينفعه من الحبوب مثل حبّ السكبينج وحبّ الاصطمحيقوق .
وأقراص الكوكب شديدة المنفعة .

والأدوية النافعة في علاج الفواق الكائن عن مادة باردة أو قريبة منها السذاب والنطرون يسقيان بشراب وكذلك ماء الكرفس وخل العنصل وحبق الماء والأسارون والناردين والمرزنجوش والانجدان حتى إن شمه يسكّن الفواق والزراوند والدوقو والأنيسون والزنجبيل والراسن المجفف وعصارة الغافت والساذج والقيصوم مفردة ومركبة ومتخذة منها لعوقات فإنها أوفق على المعدة وألزم لها مما يشرب وينحط إلى القعر دفعة واحدة .
وللجندبادستر خاصية عجيبة فيه وقد يسقى منه نصف درهم في ثلث اسكرجة خل وثلثي اسكرجة ماء .
ومما ينفع منه منفعة شديدة إذا سقي منه سلاقة القيصوم والفوذنج الجبلي والمصطكي يؤخذ أجزاء سواء ويلسق في ماء وشراب وأيضاً يطبخ مصطكي ودارصيني وعنصل ثلاثة أواق في قسط من الخلّ ويسقى منه قليلاً قليلاً أياماً .
وأيضاً للرطب البارد نطرون بماء العسل .
وأيضاً يعجن الخولنجان بعسل ويسقى منه غدوة وعشية مقدار جوزة وأيضاً دواء بهذه الصفة وهو أن يؤخذ قسط وصبر وأذخر ونمام يابس وفوذنج نهري نعنع وسذاب وبزر كرفس وكندر وأسارون من كل واحد درهمان أفيون نطرون ورد يابس من كل واحد نصف درهم .
وقد حمد الكبر المخلل في ذلك .
وقد يعين هذه الأدوية استعمال الأدوية المعطشة فإن كان البرد ساذجاً فالأدوية المذكورة نافعة منه يسقى بخلّ وماء ويطلى بها العنق واللثة وما تحت الشراسيف أو يطلى بها العنق واللثة بزيت عتيق أو بدهن قثاء وكذلك الأدهان الحارة كلها وحدها نافعة وخصوصاً دهن البابونج أو دهن طبخ فيه جندبادستر وكمون وأنجدان أو يؤخذ من الجندبادستر والقسط من كل واحد نصف درهم فطراساليون درهم يسقى بماء الأفسنتين أو بمطبوخ الفوذنج والأنيسون والمصطكي أو يؤخذ القشر الخارج الأحمر من الفستق مع أصل الأذخر ويطبخان في الماء ويشرب من طبيخهما .
وقد ذكر بعضهم أن قشور الطلع إذا جفّفت وسحقت وشرب منها وزن مثقال بماء الرازيانج وبزر السذاب كان نافعاً جداً .

وما أظنه ينفع البارد .
وإن اشتد وأزمن لم يكن بدّ من وضع المحاجم على المعدة بلا شرط واتباعها الأدوية المحمّرة .
وأما الكائن من ريح محتبسة على فم المعدة أو فيها أو فيَ المريء فينفع منه استعمال الحمّام وتناول شيء من الكندر مسحوقاً في ماء ثم يجرع الماء الحار عليه قليلاً قليلاً والراسن المجفف غاية في ذلك .
وأما إن كان لخلط لاذع متولد هناك أو منصبّ إليه حمل صاحبه على القيء إن أمكن بماء يقيء مثله أو يسهل بمثل الأيارج بالسكنجبين ومثل شراب الأفسنتين وربما كفى شرب الخلّ والماء ويجرع الزبد أو يجرع دهن اللوز بالماء الحار ويفزع إلى النوم ويطيله ما أمكن .
وكذلك ماء الشعير ينفعه منفعة شديدة وخصوصاً مع ماء الرمان الحلو أو المزّ إلى الحلاوة وماء الرمانين أيضاً مما ينفع بتنقيته وتقويته معاً .
وأما إن كان السبب هذا يبساً عارضاً فإن العلاج فيه الفزع إلى سقي اللبن الحليب والمياه المفرة مع دهن القرع ثم ماء الشعير وماء القرع وماء الخيار واللعابات الباردة وكذلك يمرخ بها من خارج وتمرخ المفاصل ويستعمل الآبزن ونحوه .
وأما الكائن عقيب القيء فإن أحسّ العليل بتقيئة خلط يلذع ويكون معه قليل غثيان فعطّسه عطسات متواترة بعد أن تعطيه ما يزلق ذلك الخلط مثل رب الإجاص والتمر هندي وخصوصاً إذا كنت أمرته بمبلول التمر هندي فإن لم يحس بذلك بل أحس بتمدد ضمّدت فم المعدة بالمراهم المعتدلة وحسيته الاحساء اللينة التي لا تغثية فيها بل فيها تغرية مثل لباب الحنطة وتسكين ما مثل دهن اللوز وتقوية مثل ماء الفراريج وتطييب مثل الكزبرة وأما الكائن عن ورم الكبد أو غيره فيجب أن يعالج الورم ويفصد إن احتيج إلى فصد وتعدّل المعدة وفمها فمثل ماء الرمان وماء الشعير وماء الهندبا والأضمدة .
فصل في أحوال تعرض للمراق والشراسيف

قد يعرض في هذه النواحي اختلاج بسبب مواد فيها وربما كانت رديئة وتتأدى آفتها إلى الدماغ فيحدث منه المالنخوليا كما قلنا والصرع المراريان وقد يكون من هذا الاختلاف ما يكون بقرب فم المعدة أو فيه بعينه ويشبه الخفقان وقد يحدث لها انتفاخ لازم وثقل فيكون قريب الدلالة من ذلك وقد يدل على أورام باطنة فإن أحس بانجذاب من المراق والشراسيف إلى فوق فربما دل على قيء وفي الحميات الحادة قد يدل على صداع يهيج ورعاف أو قيء على ما سنفصله في موضعه وعلى انتقال مادة إلى فوق وإذا كان انجذابه إلى أسفل ونواحي السرة دل على انتقال إلى أسفل وإسهال . ويؤكده المغص وتمدد الشراسيف إلى فوق مما يكثر في الحميات الوبائية .
وقد يكون بسبب يبس تابع لحر أو برد وقد يكون تابعاً لأورام باطنة وإن كانت في الأسافل أيضاً .
وأما التي في الأعالي فتمددها إلى فوق بالتيبيس وبالمزاحمة معاً .
وهذا الانتفاخ في الأمراض الحارة رديء ويصحب اليرقان الكبدي وقد يحدث بهذه الأعضاء أي الشراسيف والمراق أوجاع لذاعة وأوجاع ممددة بسبب أمراض الكبد وأمراض الطحال وأورام العضل وفي الحميات والبحرانات .

القانون
القانون
( 42 من 70 )

الفن الرابع عشر الكبد وأحوالها
وهو أربعة مقالات
المقالة الأولى كليات أحوال الكبد
فصل في تشريح الكبد
نقول : إن الكبد هو العضو الذي يتمم تكوين الدم وإن كان الماساريقا قد تحيل الكيلوس إلى الدم إحالة ما لما فيه من قوة الكبد والدم بالحقيقة غذاء استحال إلى مشالكة الكبد التي هي لحم أحمر كأنه دم لكنه جامد وهي خالية عن ليف العصب منبثة فيها العروق التي هي أصول لما ينبث منه ومتفرقة فيه كالليف وعلى ما علمته في باب التشريح خصوصاً في تشريح العروق الساكنة وهو يمتص من المعدة والأمعاء بتوسط شعب الباب المسماة ماساريقي من تقعيره وتطبخه هناك دماً وتوجهه إلى البدن بتوسط العرق الأجوف النابت من حدبتها وتوجه المائية إلى الكليتين من طريق الحدبة وتوجه الرغوة الصفراوي إلى المرارة من طريق التقعير فوق الباب وتوجه الرسوب السوداوي إلى الطحال من طريق التقعير أيضاً .
وقعر ما يلي المعدة منه ليحسن هندامه على تحدب المعدة وجذب ما يلي الحجاب منها لئلا يضيق على الحجاب مجال حركته بل يكون كأنه يماسه بقرب من نقطه وهو يتصل بقرب العرق الكبير النابت منها ومماستها قوية وليحسن اشتمال الضلوع المنحنية عليها ويجللها غشاء عصبي يتولد من عصبة صغيرة يأتيها ليفيدها حساً ما كما ذكرناه في الرئة .
وأظهر هذا الحس في الجانب المقعر وليربطها بغيرها من الأحشاء وقد يأتيها عرق ضارب صغير يتفرق فيها فينقل إليها الروح ويحفظ حرارتها الغريزية ويعد لها بالنبض .

وقد أنفذ هذا العرق إلى القعر لأن الحدبة نفسها تتروح بحركة الحجاب ولم يخلق في الكبد للدم فضاء واسع بل شعب متفرقة ليكون اشتمال جميعها على الكيلوس أشدّ وانفعال تفاريق الكيلوس منها أتم وأسرع وما يلي الكبد من العروق أرق صفاقاً ليكون أسرع تأدية لتأثير اللحمية إلى الكيلوس والغشاء الذي يحوي الكبد يربطها بالغشاء المجلل للأمعاء والمعدة الذي ذكرناه ويربطها بالحجاب أيضاً برباط عظيم قوي ويربطها بأضلاع الخلف بربط أخرى دقاق صغيرة ويوصل بينها وبين القلب العرق الواصل بينهما الذي عرفته طلع من القلب إليها وطلع منها إلى القلب بحسب المذهبين .
وقد أحكم ربط هذا العرق بالكبد بغشاء لب ثخين وهو ينفذ وكبد الإنسان أكبر من كبد كل حيوان يقارنه في القدر .
وقد قيل أن كل حيوان أكثر أكلاً وأضعف قلباً فهو أعظم كبداً ويصل بينها وبين المعدة عصب لكنه دقيق فلا يتشاركان إلا لأمر عظيم من أورام الكبد .
وأول ما ينبت من الكبد عرقان أحدهما من الجانب المقعر وأكثر منفعته في جذب الغذاء إلى الكبد ويسمى الباب .
والآخر في الجانب المحدب ومنفعته إيصال الغذاء من الكبد إلى الأعضاء ويسمى الأجوف .
وقد بينا تشريحهما جميعاً في الكتاب الأول .
وللكبد زوائد يحتوي بها على المعدة ويلزمها كما يحتوي على المقبوض عليه بالأصابع .
وأعظم زوائدها هي الزائدة المخصوصة باسم الزائدة وقد وضع عليها المرارة وجعل مدها إلى أسفل .
وجملة زوائدها أربع أو خمس .

واعلم أنه ليس جرم الكبد في جميع الناس مضاماً لأضلاع الخلف شديد الاستناد إليها وإن كان في كثير منهم كذلك وتكون المشاركة بحسب ذلك أعني مشاركة الكبد لأضلاع الخلف والحجاب ولحمة الكبد لا حسّ لها وما يلي منها الغشاء يحسّ بسبب ما يناله قليلاً من أجزاء الغشاء العصبي ولذلك تختلف هذه المشاركة وأحكامها في الناس وقد علمت أن تولد الدم يكون في الكبد وفيها يتميز المرار والسوداء والمائية وقد يختل الأمر في كلتيهما وقد يختل في توليد الدم ولا يختل في التمييز وإذا اختل في التمييز اخِتل أيضاً في توليد الدم الجيد .
وقد يقع الاختلاف في التمييز لا بسبب الكبد بل بسبب الأعضاء الجاذبة منها لما تميز .

وفي الكبد القوي الأربع الطبيعية لكن أكثرها ضميتها في لحميتها وأكثر القوى الأخرى في ليفها ولا يبعد أن يكون في المساريقا جميع هذه القوى وإن كان بعض من جاء من بعد يرد على الأولين فيقول : أخطأ من جعل للماساريقا جاذبة وماسكة فإنها طريق لما يجب ولا يجوز أن يكون فيها جذب وأورد في ذلك حججاً تشبه الاحتجاجات الضعيفة التي في كل شيء فقال : أنه لو كان للماساريقا جاذبة لكان لها هاضمة وكيف يكون لها هاضمة ولا يلبث فيها الغذاء ريثما ينفعل قال ولو كانت لها قوة جاذبة وللكبد أيضاً لاتفقا في الجوهر لاتفاق القوى ولم يعلم هذا الضعيف النظر أن القوة الجاذبة إذا كانت في المجرى التي تجذب الأمعاء كان ذلك أعون كما أن الدافعة إذا كانت في المجرى الذي يدفع فيه كونها في المعاء كان ذلك أعون وينسى حال قوة الجاذبة في المريء وهو مجرى ولم يعلم أنه ليس كثير بأس بأن يكون في بعض المنافذ قوة جاذبة ولا يكون هاضمة يعتدّ بها إذ لا يحتاج بها إلى الهضم بل إلى الجذب ونسي أن الكيلوس قد يستحيل في الماساريقا استحالة ما فما ينكر أن يكون السبب في ذلك قوة هاضمة قي الماساريقا وأن يكون هناك قوة ماسكة تمسكه بقدر ما وإن لم يطل ونسي أن أصناف الليف للأفعال المعلومة مختلفة واستبعد أن يكون فيما يسرع فيها النفوذ هضم ما وليس ذلك ببعيد فإن الأطباء قالوا أن في الفمّ نفسه هضماً ما ولا ينكرون أيضاً أن في الصائم قوة دفع وهضم وهو عضو سريع التخلية عما يحويه ونسي أنه قد يجوز أن تختلف جواهر الأعضاء وتتفق في جذب شيء وإن كان سالكاً في طريق واحد كجميع الأعضاء ونسي أن الجذب للكبد أكثره بليف عروقها وهو مجانس لجوهر الماساريقا غير بعيد منه فكم قد أخطأ هذا الرجل في هذا الحكم .

وأما الذي يذكره جالينوس فيعني به الجذب الأول القوي حيث فيه مبدأ حركة يعتد بها وغرضه أن يصرف المعالج والمقتصر على علاج الماساريقا دون الكبد والدليل على ذلك قوله لمن أقبل في هذه العلة على علاج الماساريقا وترك أن يعالج الكبد أنه كمن أقبل على تضميد الرجل المسترخية من آفة حادثة في النخاع الذي في الظهر وترك علاج المبدأ والأصل والنخاع فهذا قول جالينوس المتصل بذلك القول وأنت تعلم أن الرجل ليس تخلو عن القوى الطبيعية والمحركة والحساسة التي في النخاع والمجاري إنما الفرق بين قوتها وقوة النخاع أن القوة الحساسة والمحركة والحساسة التي في النخاع والمجاري إنما الفرق بين قوتها وقوة النخاع أن القوة الحساسة والمحركة لأحدهما أولاً وللآخر ثانياً .
وكذلك حال الماساريقا فإنها أيضاً ليست تخلو عن قوة وإن كان مبدؤها الكبد وكيف وهي آلة ماء والآلات الطبيعية التي تجذب بها من بعيد لا على سبيل حركة مكانية وكما في العضل فإنها في الأكثر لا تخلو عن قوة ترى فيها وتلاقي المنفعل حتى أن الحديد ينفعل منه عن المغناطيس ما يجذب به حديداً آخر وكذلك الهواء بين الحديد والمغناطيس عند أكثر أهل التحقيق .
فصل في الوجوه التي منها يستدل على أحوال الكبد
قد يستدل على أحوالها بلقاء المس كما يستدل على أورامها أحياناً ويستدلّ أيضاً بالأوجاع التي تخصّها ويستدل بالأفعال الكائنة منها ويستدل بمشاركات الأعضاء القريبة منها مثل المعدة والحجاب والأمعاء والكلية والمرارة ويستدل بمشاركة الأعضاء التي هي أبعد منها مثل نواحي الرأس ومثل الطحال .
ويستدل بأحوال عامة لجميع البدن مثل اللون والسحنة واللمس .
وقد يستدل بما ينبت في نواحيها من الشعر وما ينبت منها من الأوردة ومن هيئة أعضاء أخرى وما يتولد منها وينبعث عنها وبالموافقات والمخالفات ومن الأسنان والعادات وما يتصل بها .

تفصيل هذه الدلائل : أما المثال المأخوذ من اللمس فهو أن حرارة ملمس ناحيتها يدلّ على مزاج حار وبرودته على مزاج بارد وصلابته على جساء الكبد أو ورم صلب فيها وانتفاخه على ورم أو نفخة فيها وهلالية ما يحس من انتفاخه على أنه في نفس الكبد واستطالته وكونه على هيئة أخرى على أنه في غير الكبد وأنه في عضل البطن .
وأما المثال المأخوذ من الأوجاع فمثل أنه إن كان تمدد مع ثقل فهناك ريح سدّة أو ورم أو كان بلا ثقل فهناك ريح وإن كان ثقل بلا ولا نخس فالمادة في جرم الكبد وإن كان ورماً أو سدة أو كان مع نخس فهي عند الغشاء المغشّى لها .
وأما الاستدلال المأخوذ من الأفعال الكائنة عنها فمثل الهضم والجذب والمخ للدم إلى البدن وللمائية إلى الكلية وللمرار إلى المرارة وللسوداء إلى الطحال ومثل حال العطش .
فإذا اختلّ شيء من هذه ولم يكن بسبب عضو مشاركة للكبد فهو من الكبد .
وأما الاستدلالات المأخوذة من المشاركات فمثل العطش فإنه إن كان من المعدة فكثيراً ما يدل أحوال الكبد ومثل الفواق أيضاً ومثل الشهوة أيضاً والهضم ومثل سواء التنفس فإنه كان لسبب الرئة والحجاب فقد يكون بسبب الكبد ومثل أصناف من البراز وأصناف من البول يدل على أحوال الكبد يستعملها ومثل أحوال من الصداع وأمراض الرأس وأحوال من أمراض الطحال يدلّ عليها ومثل أحوال اللسان في ملاسته وخشونته ولونه ولون الشفتين يستدلّ منه عليها .
وقد يجري بين القلب والكبد مخالفة وموافقة ومقاهرة في كيفياتهما سنذكرها في باب أمزجة الكبد .
وأما الاستدلال بسبب أحوال عامة فمثل دلالة اللون على الكبد بأن يكون أحمر وأبيض فيدل على صحتها أو يكون أصفر فيدل على حرارتها أو رصاصياً فيدل على برودتها أو يكون كمداً فيدل على برودتها ويبوستها ومثل دلالة اليرقان عليها .

وأيضاً مثل دلائل السمن اللحمي فيدلّ على حرارتها ورطوبتها والسمن الشحمي فيدل على برودتها ورطوبتها ومثل القضافة فيدلّ على يبوستها ومثل عموم الحرارة في البدن فيدل إن لم يكن بسبب شدّة حرارة القلب على حرارتها .
ويتعرف معه دلائل حرارتها المذكورة .
وأما الاستدلال من هيئة أعضاء أخرى فمثل الاستدلالات من عظم الأوردة وسعتها على عظمها وسعة مجاريها ومن قصر الأصابع وطولها على صغرها وكبرها .
وأما الاستدلال من الشعر النابت عليها فمثل الاستدلال منه في أعضاء أخرى وقد ذكرناه .
وأما الاستدلال مما ينبت منها - وهي الأوردة - فهي أنها إن كانت غليظة عظيمة ظاهرة فالمزاج الأصلي حار وإن كانت رقيقة خفيفة فالمزاج الأصلي بارد .
وأما حرارتها وبرودتها ولينها وصلابتها فقد يكون لمزاج أصلي وقد يكون لعارض .
وأما الاستدلال مما يتولّد فيها فمثل أن تولد الصفراء يدل على حرارتها والسوداء على حرارتها الشديدة أو على بردها اليابس على ما تعلم في موضعه .
وتولد الدم الجيد دليل على صحتها والذي ينتشر منها الدم الجيد دليل على صحتها والذي ينتشر منها دم جيد يتشبه بالبدن جداً فهي صحيحة والتي دمها صفراوي أو سوداوي أو رهل - وتبين ذلك مما ينتشر منه في البدن أو مائي غير قابل للاتصال بالبدن كما في الاستسقاء اللحمي - فهي عليل بحسب ما يدل عليه حال ما ينتشر عنها .
وأما الموافقات والمخالفات فتعلم أن الموافق مشاكل للمزاج الطبيعي مضاد للمزاج العارض .
وأما السن والعادة وما يجري معها فقد عرفت الاستدلال منها في الكليات وأما مخالفة القلب الكبد في الكيفيات فاعلم أن حرارة القلب تقهر حرارتها قهراً ضعيفاً ورطوبته لا تقهر يبوستها ويبوسته ربما قهرت رطوبتها قليلاً .
وحرارة الكبد تقهر برودة القلب قهراً ضعيفاً ورطوبتها تقهر يبوسته قهراً ضعيفاً وبرودتها أقلّ قهراً لحرارته ويبسها قاهر دائماً لرطوبته .

وبرد القلب يقهر حرارة الكبد أكثر من قهر يبوسته لرطوبتها وحرارة القلب تقهر رطوبة الكبد أكثر من قهر يبوستها لرطوبته وتقهر برودتها أيضاً قهراً تاماً .
المزاج الحار الطبيعي علامته سعة الأوردة وظهورها وسخونة الدم والبدن إن لم يقاومه القلب فإن حرارة القلب تغلب برودة الكبد قهراً قوياً وكثرة تول الصفراء في منتهى الشباب والسوداء بعده وكثرة الشعر في الشراسيف وقوة الشهوة للطعام والشراب .
المزاج البارد الطبيعي : علامته أضداد تلك العلامات وبرودة القلب تقهر حرارة الكبد دون قهر حرّه لبردها ولأن دم صاحب هذا المزاج رقيق مائي وقوته ضعيفة فكثيراً ما تعرض فيه الحمّيات .
المزاج اليابس الطبيعي : علامته قلة الدم وغلظه وصلابة الأوردة ويبس جميع البدن وثخن الشعر وجعودته والقلب برطوبته لا يتدارك يبوسة الكبد تداركاً يعتد به .
بل لا يقهرها قهراً أصلاً لكن يبوسة الكبد تقهر رطوبة القلب جداً وحرارة القلب تقهر رطوبة الكبد قهراً بالغاً .
في المزاج الرطب الطبيعي : علامته ضد تلك العلامات والقلب بيبوسته ربما تدارك رطوبة الكبد قليلاً جداً لكن رطوبتها تقهر يبوسة القلب قهراً قوياً .
والمزَاج الحار اليابس الطبيعي : علامته غلظ دم وكثرة شعر أسود عند الشراسيف وسعة أوردة مع امتلاء وصلابة وكثرة تولد الصفراء والسوداء في آخر الشباب وحرارة البدن وصلابته إن لم يخالف القلب .
المزاج الحار الرطب الطبيعي : يدل عليه غزارة الدم جداً وحسن قوامه وسعة الأوردة جداً مع اللين وكون اللون أحمر بلا صفرة والشعر الكثير في الشراسيف دون الذي في الحار اليابس وليس في كثافته وجعودته ونعومة البدن لحرارته ورطوبته .
وإن كانت الحرارة غالبة بقي البدن صحيحاً وإن كانت الرطوبة أغلب أسرع إليه أمراض العفونة .
المزاج البارد اليابس الطبيعي : يدل عليه قلة الدم وقلة حرارة الدم والبدن وضيق العروق وخفاؤها وصلابتها وقلة الشعر في المراق ويبس جميع البدن .

المزاج البارد الرطب : علامته ضد علامات الحار اليابس في جميع ذلك .
فصل في أمراض الكبد
إن الكبد يعرض لها في خاص جوهرها أمراض المزاج وأمراض التركيب والأورام والنفاخات خاصة عند الغشاء ويتفقأ إلى الفضا وغير ذلك مما نذكره باباً باباً .
وقد يحتمل الخرق أكثر من أعضاء أخرى فلا يخاف منه الموت العاجل إلا أن يصحبه انفجار الدم من عرق عظيم . وقد تعرض للكبد أمراض بمشاركة وخصوصاً مع المعدة والطحال والمرارة الكلية والحجاب والرئة والماساريقي والأمعاء فيشاركها أولاً العروق التي تلي تقعير الكبد ثم يتأسّ ضررها إلى الكبد وربما تمكن .
وأما الحجاب والرئة والكلية فتشارك أولاً عروق الحدبة ثم يتأدّى إلى وأكثر ما تكون المشاركة فإنها تكون من قبل المعدة فيفسد الهضم معه ويندفع الطعام غير منهضم إلا أن يكون بسبب آخر والأمراض الحدبية قد يكون اندفاع موادها في الأكثر بإدرار البول وبالرعاف وبالعرق .
وأما الأمراض العقعيرية فيكون ذلك منها بالإسهال والقيء الصفراوي والدموي وبالعرق أيضاً في كثير من الأوقات فاعلم جميع ما قلناه وبيناه .
فصل في العلامات الحالة على سوء مزاج الكبد
سوء المزاج الحار : علامته عطش شديد ولا ينقطع مع شرب الماء وقلة شهوة الطعام والتهاب وصفرة البول وانصباغه وسرعة النبض وتواتره وحميات وتشيط الدم واللحم وتأذ بالحرارات ويتبعه ذوبان يبتدئ من الأخلاط ثم من لحم الكبد ويتبعه سحج قد تيبس معه الطبيعة من غير وجع في الأضلاع أو ثقل ويكثر معه القيء الأصفر والأحمر والأخضر الكراثي ويكون معه البراز المري كثيراً خصوصاً إن كان هناك مع المزاج مادة وإن لم يكن قل الدم وخشن اللسان ونحف البدن .
وقد يستدل على ذلك من العادة والسنّ .
والحرفة والتدبير .
والوسط منه يولد الصفراء والمفرط يولد السوداء وأمراضها عن المالنخوليا والجنون ونحوه .

وإذا ابتدأ الإسهال الغسالي مع سقوط الشهوة فأكثره لضعف الكبد الكائن عن مزاج حار وفي أكثره يكون البراز يابساً محترقاً اللهم إلا أن يبلغ إلى أن يحرق الدم والأخلاط ولحمية الكبد ويسهلها .
وإذا أخذ في إحراق الدم كان البراز كالمردي وإذا كان في الكبد احتراق أو ورم أو دبيلة ثم خرج بالبراز شيء أسود غليظ فذلك لحم الكبد قد تعفن وليس كل شيء أسود يخرج رديئاً وربما أقام الغسالي والصديدي المائي ثم غلظ وصار أسود غليظاً منتناً كما يكون في أصحاب الوباء وربما خرج بعد الصديدي دم ثم سوداء رقيقة .
سوء المزاج البارد : علامته بياض الشفتين واللسان وقلة الحم وعسر جريه وكثرة البلغم وقلة العطش وفساد اللون وذهاب ما به فربما أصفر إلى خضرة وربما أصفر إلى فستقية .
وأيضاً بياض البول وبلغميته وغلظه بسبب الجمود وفتور النبض وشدة الجوع فإن الجوع ليس إنما يكون من المعدة فقط وقلة الاستمراء وإذا بلغ البرد الغاية أعدم الشهوة .
والبراز ربما كان يابساً بلا رائحة وربما كان رطباً لضعف الجذب وكان إلى البياض قليل الرائحة .
وقد يرق معه البراز ويرطب إلا أنه لا يدوم كذلك متصلاً ولا يكثر معه الاختلاف .
وإن كان ابتدائه وعروضه يطول وفي آخره يخرج شيء مثل الدم المتعفن ليس كالدم الذائب وقد يتبع المزاج البارد بعد مدة ما حميات لقبول الدم الرقيق الذي فيه العفونة التي تعرض له وهي حميات صعبة نذكرها في باب الحمّيات .
وربما كان في أولها صديد رقيق ثم يغلظ ويسود وإن كان اختلاف شبيه بغسالة اللحم الطري وذلك مع الشهوة في الابتداء دل على برد .
وإن عرض بعد ذلك سقوط الشهوة فربما كان لفساد الأخلاط أو لسبب آخر من حمّى ونحوها .
وأكثر دلالته هو على ضعف عن برد وفي آخره تعود الشهوة ويفرط في أكثر الأمر ويتشنّج معه المراق .

وقد يدلّ عليه السن والعادة والغذاء والأسباب ماضية مثل شرب ماء بارد على الريق أو في أثر الحمّام أو الجماع لأن الكبد الملتهبة تمتص من الماء حينئذ سريعاً كثيراً وإن كان هناك مادة أحسست بحموضة في الفم ورطوبة في البراز وربما كان إلى السواد الأخضر دون الأصفر والأحمر وقد يتبع المزاج البارد بعد مدة ما حميات ما لقبول الدم الرقيق الذي فيه للعفونة التي تعرض له وهي حميات خبيثة نذكرها في باب الحمّيات بعد هذا .
في سوء المزاج اليابس : علامته يبس الفمّ واللسان وعطش وصلابة النبض ورقة البول وربما إسودّ اللسان .
وإن كان هناك سوداء أو صفراء علمت دلائلهما بسهولة ما علمت في الأصول .
سوء المزاج الرطب : يدل عليه تهيّج الوجه والعين ورهل لحم الشراسيف وقلة العطش إلا أن يكون حرارة تغلي الرطوبة ورطوبة اللسان وبياض اللون وربما كانت معه صفرة يسيرة .
وأما إذا اشتد البرد وغلبت الرطوبة كان إلى الخضرة وربما أضعف البدن لترهيل الرطوبة .
فصل في كلام كلي في معالجات الكبد
إن الكبد يجب فيها من حفظ الصحة بالشبيه ودفع المرض بالضد وفي تدبير مداواة الأورام والقروح وآفات المقدار وفي تفتيح السدد وغير ذلك ما يجب في سائر الأعضاء .
وأجود الأوقات في سقي الأدوية لأمراض الكبد وخصوصاً لأجل سدد الكبد ونحوها الوقت الذي يحدس معه أن ما نفذ من المعدة إلى الكبد وحصل فيها قدر انهضم وتميز ما يجب أن يتميز وبينه وبين الأكل زمان صالح وفي عادة الناس هو الوقت الذي يبن القيام من النوم ومن الاستحمام .
ويجب أيضاً في الكبد أن لا يخلي الأدوية المحللة المفتحة التي ينحى بها نحو أمراض الكبد المادية نحو السدية والورمية عن قوابض مقوية اللهم إلا أن يجد من يبس مفرط ولا يجب أن يبالغ في تبريد الكبد ما أمك فيؤدي إلى الاستسقاء ولا في تسخينها فيؤدي إلى الذبول وكذلك ما يجب أن يكون عالماً بمقدار المزاج الطبيعي للكبد التي تعالجها حتى إذا رددتها إليه وقفت .

واعلم أنك إذا أخطأت على الكبد أعدى خطؤك إلى العروق ثم إلى البدن .
ومن الخطأ أن يدر حيث ينبغي أن يسهل وهو أن تكون المادة في التقعير أو يسهل حيث ينبغي أن يدر وهو أن تكون المادة في الحدبة .
والأدوية الكبدية يجب أن ينعم سحها ويجب أن تكون لطيفة الجوهر ليصل إليها كانت حارة أو باردة أو قابضة .
والملطفات من شأنها أن تحد الدم وإن كانت تفتح فيجب أن يراعى ذلك ومثل ماء الأصول من جملة مفتحاتها وملطفاتها قد تولد في الكبد أخلاطاً مختلفة غير مناسبة فيجب إذاً تواتر سقيها يومين أو ثلاثة أن يتبع بشيء ملين للطبيعة .
وأما الإدرار فماء الأصول نفسه يفعل وجميع أنواع الهندبا وخصوصاً المرة التي تضرب إلى الحرارة نافعة من آلام الكبد .
أما للمبرودين فبالسكنجبين وأما للمبرودين فبماء العسل .
وكبد الذئب نافع بالخاصية ولحوم الحلزونات كذلك نافع .
فصل في الأشياء الضارة للكبد
اعلم أن إدخال الطعام على الطعام وإساءة ترتيبه من أضر الأشياء بالكبد والشرب للماء البارد دفعة على الريق وفي أثر الحمام والجماع والرياضة وربما أدى إلى تبريد شديد للكبد لحرص الكبد الملتهبة على الامتياز السريع .
والكثير منه ربما أدى إلى الاستسقاء ويجب في مثل هذه الحال أن تمزجه بشراب ولا تبرده شديداً ولا تغبّ منه غباً بل تمصّه قليلاً قليلاً .
واللزوجات كلها تضرّ بالكبد من جهة ما يورث السدد .
والحنطة من جملة ما فيه لزوجة بالقياس إلى الكبد وليس فيها ذلك بالقياس إلى ما بعد الكبد من الأعضاء إذا انهضمت في الكبد وليس كل حنطة هكذا بل القلة .
والشراب الحلو يحدث في الكبد سدداً وهو نفسه يجلو ما في الصدر .

والسبب فيه أن الشراب الحلو ينجذب إلى الكبد غير مدرج بحب الكبد له من حيث هو حلو ونفوذه من حيث هو شراب فلا يلبث قدر ما يتميز التفل منه لبث سائر الأشياء الغليظة بل يرد على الكبد بغلظه ويجد المسلك إليها مهيأ لأن طرق ما بين المعدة والكبد واسعة بالقياس إلى ما يتجه إليه من العروق المبثوثة في الكبد .
ثم إذا حصل في الكبد لم يلبث قدر التميز والهضم بل يندفع اللطيف في العروق الضيقة هناك لسرعة نفوفه وخلف الرسوب لضيق مسلكه .
وأما في الرئة فالأمر بالخلاف لأنه يرد عليها الشراب الحلو .
وقد يصفى إما من طريق منافذ المريء على سبيل الرشح من منافذ ضيقة إلى واسعة وإما من طريق الأجوف وقد خلف القفل فما بعده وهو صاف ودار في منافذ ضيقة إلى واسعة فيصفّى مرة أخرى .
وكذلك سائر الأحوال الأخرى لا يوجد له بالقياس إلى الرئة .
فصل في الأشياء الموافقة للكبد
ينفع من الأدوية كل ما فيه مرارة يفتح بها أو قوة أخرى تفتح بها مع قبض يقوي به وعطرية تناسب جوهر الروح وتمنع العفونة كالدارصيني وفقاح الأذخر والمر ونحوه وما فيه غسل وجلاء وتنقية للصديد الرديء إذا لم يبلغ في الإرخاء مبالغة الغسل وما فيه إنضاج وتليين وخصوصاً مع قبض وتقوية كالزعفران وما هو مع ذلك لذيذ كالزبيب وسريع النفوذ كالشراب الريحاني لأكثر الأكباد التي ليس بها حرارة شديدة وإذا جمع الدواء إلى الخواص المذكورة اللذة فبالحري أن يكون صديقاً للكبد حبيباً إليها كالزبيب والتين والبندق وأن يكون بالغ النفع فإن كان غير قابل للفساد والعفونة فهو أبلغ والطرحشقوق والهندبا البستانيِ والبري يوافقانها جداً وينفعان من المرض الحار في الكبد بالخاصية والكيفية المضادة معاً .
على أن قوماً يعدون المر الشديد المرارة منه حاراً فينتفع بتفتيحه السدد لمرارته وبالتقوية لقبضه وينفع من المرض البارد لخاصيته ومما فيه من تفتيح وتقوية .

وإذا أفرط البرد في الكبد خلط أيهما كان بالعسل فيقاوم العسل تبريداً ما إن خيف منه ويعينه على سائر أفعاله .
وقد يخفقان ويسقيان بالعسل ومائه أو يطبخان بالعسل أو بماء العسل فينفعان جداً ويفتح ويخرج الخلط البارد بالبول ويوافق الكبد من الأغذية ما كيموسه جيدة .
والحلاوات توافق الكبد فتسمن بها وتعظم وتقوى لكنها تسرع إلى إحداث السدد لجذب الكبد إياها بعنف مستصحب بأخلاط أخرى .
ولذلك يجب أن يجتنب الحلاوات من به ورم في كبده فإنها تستحيل بسرعة إلى المرار وتحدث أيضاً السدّة .
وأضر الحلاوات غليظها لإحداث السدد وحادها لاستحالته إلى المرار .
والفستق نافع لعطريته وقبضه وتفتيحه وتنقيته مجاري الغذاء لكنه شديد التسخين .
والبندق موافق لجميع الأكباد لأنه ليس بشديد الحرارة وهو مفتح وكيموسه جيد وكبد الذئب ولحوم الحلزونات موافقة للكبد بخاصية فيها فاعلم جميع ذلك .
فصل في علاج سوء المزاج الحار في الكبد
يجب أن يتلطف في تبريده فلا يبلغ الغاية وأن يتوقّى فيها الإرخاء الشديد بالمرطبات المائية ويتوقى .
فيها إحداث السدد بالمبرّدات الغليظة ويجب أن يتوقى فيها التخدير البالغ بل يجب أن تكون مبرّداته تجمع إلى التبريد جلاء وتفتيحاً وتنفيذاً للغذاء وقبضاً مقوياً غير كثير وفي ماء الشعير هذه الخصال والهندبا البري والبستاني غاية في هذا المعنى فإن مزاجهما إلى برد ليسَ بمفرط جداً وفيهما مرارة مفتحة غير مسخنة وقبض معتدل مقو بل يبلغ من منفعتهما أن لا يضرا الكبد الباردة أيضاً ويقعان في أدويته كما ذكرنا في الأدوية المفردة في ألواح الأدوية الكبدية .
وقد يؤكل مسلوقاً وخصوصاً مع الكزبرة اَلرطبة واليابسة ويؤكل بالخل .
وللأمبر باريس خاصية عظيمة والتمر الهندي أيضاً وإذا أحس بسدد في الكبد انتفع بما يضاف إليهما من الكرفس فإنه يفتح السدد من أي الجهتين كانت وهو مما يسرع نفوذه وكذلك السكنجبين .

ومما ينفع ذلك أن يؤخذ من عصارة الهندبا وعصارة الكاكنج وعصارة عنب الثعلب من كل واحد أوقيتان ومن عصارة الكزبرة الرطبة وعصارة الرازيانج من كل واحد أوقية ونصف يخلط بهما نصف درهم زعفران ويسقى وقد يسقى دهن الورد الجيد ودهن التفاح بالماء البارد فيعدّل حرّ الكبد .
ومما ينفع الكبد التي بها سوء مزاج حار أن يؤخذ من الأسفيوس مثقالان بسكّر طبرزذ وماء بارد وأيضاً أن يسقى عصارة القرع المشوي والقثاء وماء الرمان ومخيض البقر وماء التفاح والكمّثري والفرفير وعصارة الورد الطري .
وإذا لم يكن حمّى نفع ماء الجبن بالسكنجبين كل يوم يشرب مع وزن ثلاثة دراهم إهليلج أصفر ووزن درهم لكّ مغسول ونصف درهم بزر كرفس .
وإذا فرغ منه أسبوعين شرب لبن اللقاح يبتدئ من رطل إلى رطلين وتطرح فيه الأدوية المدرّة المفتحة المنفذة مثل شيء من عصارة الغافت أو من بزر الهندبا وبزر الكشوث .
وربما احتيج إلى شرب فقّاح الأذخر وربما احتيج إلى سقي المخدرات والمعاجين الأفينونية والبنجية والفلونيا .
وأنا أكره ذلك ما وجد عنه مذهب .
والشاب القوي ربما كفاه أن يشرب الماء البارد جداً على الريق .
وينفع منها أقراص الطباشير وأقراص الأمبر باريس الباردة وأقراص الكافور .
ومن الأقراص النافعة لهم قرص بهذه الصفة وهو مجرّب .
ونسخته : يؤخذ ورد الخلاف وورد النيلوفر من كل واحد عشرة دراهم ومن الورد الأحمر المنزوع الأقماع اثنا عشر درهماً ومن الكافور وزن درهمين ونصف ومن الصندل الأحمر ومن اللكّ المغسول بالأفاويه كما يغسل الصبر سبعة سبعة ومن الفوفل ثمانية دراهم ومن الزعفران ثلاثة دراهم ومن الراوند خمسة دراهم ومن الطين القبرسي والمصطكي والبرسياوشان من كل واحد ثلاثة دراهم يعجن بماء عنب الثعلب وماء الهندبا ويتخذ أقراصاً كل قرص مثقال ويسقى منه كل يوم قرص بماء عنب الثعلب .
وقد ينفع من ذلك ضمّاد بهذه الصفة .

ونسخته : يؤخذ الفرفير ويدق ويجعل عليه دهن ورد ويبرد ويضمد به .
أو يؤخذ من الصندلين أوقية ومن الفوفل والبنفسج اليابس نصف أوقية نصف أوقية ومن الورد أوقية نصف ومن الزعفران المغسول نصف أوقية ومن الأفسنتين ربع أوقية ومن الكافور وزن درهمين يجمع إلى قيروطي متخذ بدهن الخلاف ويطلى على شيء عريض وخصوصاً ورق القرع وورق الحماض وورق السلق ويضمّد به .
وقد يضمّد بعصارة البقول الباردة مثل عصارة القرع والقثاء وسائر ما ذكرناه في باب المشروبات ويجعل فيها سويق الشعير وسويق العدس ويصب عليها دهن ورد ويضمّد بها .
وربما جعل فيها شيء من جنس الصندل والفوفل والكافور ولا يبعد أن يجعل فيها شيء من جنس العطريات ومياه الفواكه العطرة وربما رش عليها شيء من ميسوسن فإنه نافع .
في تغذيتهم : وأما الأغذية التي يغذّون بها فمثل ماء الشعير وسلاقات البقول المذكورة ونفس تلك البقول مطبوخة والهندبا مطبوخة بالكزبرة الرطبة والخسّ والسلق المطبوخ والرائب الحامض وماء اللبن الحامض ولحوم الحلزونات ومن الفواكه الزعرور والسفرجل والكمّثري ولا يكثر من ذلك لئلا يفرط في القبض ويولّد السدد أيضاً والتفاح والرَمان المزّ والحصرم الحامض ويكسر قبضه بما فيه تليين والتوت الشامي والريباس مع كسر والخل بزيت المتخذ بماء وحب الرمان قبل الطعام وبعده والبطيخ الذي ليس بمفرط الحلاوة لا سيما الذي يعرف بالرقي والفلسطيني والهندي وما كان من هذه الأدوية فيه مع التبريد قبض فيجب أن لا يواصل تناوله لما فيه من إحداث السدد ولا بأس بالبطيخ الصلب القليل الحلاوة وبالعنب الذي فيه صلابة لحم وقلة وتنفعهم الماشية والقطفية والفرعية والاسفاناخية والعدسية محمّضة وغير محمضة .
ومن الناس من يرخص لهم في الزبيب ويجب أن يكون إلى حموضة .
والبندق ليس فيه تسخين كثير وهو فتاح للسدد جيد للغذاء فيجب أن يخلط بما فيه تبريد ما .

وينفعهم من اللحمان السمك الصغار المطبوخ بأسفيداج أو بالخلّ والمصوصات والقرّيصات المتخذة من اللحمان اللطيفة كلحمان الجداء والطير الخفيفة الانهضام مثل لحم الحجل والورشان الغير المفرط السمن والفاختة وينفعهم بطون طير الماء والأوز والدجاج محمّضة وكذلك العصافير محمضة .
ويضرهم الكبد والطحال والقلب واللحوم الغليظة كلحوم التيوس والكباش والحيوانات العصبية والصلبة اللحم .
وأما لحم البقر الفتي قرّيصاً فينفع قوي المعدة والهضم منهم وينبغي أن يجتنبوا البيض الذي طبخ حتى صلب أو شوي وليجتنبوا الحسومات بإفراط .
ويضرهم الشراب جداً إلا أن يكون لا بد منه لعادة أو ضعف هضم فيجب أن يسقوا القليل الرقيق الذي إلى البياض فإن ذلك ينفعهم .
في تدبير المزاج البارد : مما ينفع هؤلاء شرب شراب الأفسنتين بالسكنجبين العسلي وقد ينفع بارد الكبد أن ينام ليلة على أقراص الأفسنتين والبزور المسخنة المعروفة أشد الانتفاع .
وكذلك ينتفع باستعمال لبن اللقاح الاعرابية لا غير مع وزن خمسة دراهم إلى عشرة دراهم من سكر العشرة فإن هذا يعدّل الكبد ويخرج الأخلاط الباردة إسهالاً وإدراراً ويفتح السدد .
وأقوى من ذلك أن ينام على دواء الكركم أو دواء لك وأثاناسيا وأن يستعمل في الغشي دواء القسط والزنجبيل المربى بماء الكرفس وأقراص القسط واللكّ المذكور في القراباذين ويشرب على الريق من الغافت والأسارون وزن درهمين ثم يشرب عليه الخمر .
ومن المطبوخات مطبوخ القسط والأفسنتين المذكور في القراباذين يشربه بدهن اللوز الحلو وزن درهمين ودهن الفستق وزن درهمين .
وأقوى من ذلك أن يشربه بدهن الناردين .
ودهن اللوز المرّ ودهن الخروع وأيضاً مطبوخ بهذه الصفة .

ونسخته يؤخذ بزر رازيانج وبزر كرفس وأنيسون ومصطكي درهمين درهمين ومن قشور أصل الكرفس وقشور أصل الرازيانج عشرة عشرة ومن حشيش الغافت والأفسنتين الرومي خمسة خمسة ومن اللكّ وقصب الفريرة والقسط الحلو والمر والراوند ثلاثة ثلاثة ومن فقاح الأذخر أربعة يطبخ بأربعة أرطال ماء إلى أن يعود إلى النصف ويشرب منه كل يوم أربع أواق بدهن الفستق مقدار درهم ونصف دهن لوز حلو مقدار درهمين .
وقد ينفعهم أن يضمّدوا بالأضمدة الحارة والمراهم الحارة مثل مرهم الأصطمحيقون وضمّاد فيلغريوس أو ضمّاد إكليل الملك والأضمدة المتخذة من مثل القسط والمر والسنبل والناردين الرومي والوجّ والحلبة والحلتيت ونحو ذلك .
وهذا الضماد مجرب لذلك ونسخته : يؤخذ أشنه أمبر باريس مصطكي إكليل الملك سنبل أصول السوسن الأسمانجوني ورد بالسوية يهرى في دهن المصطكى طبخاً ويضمد به غدوة وعشية وهو فاتر فإنه نافع جداً .
وأيضاً ضمّاد جيد : يؤخذ فقاح الأذخر وحب البان ومصطكي وقردما وحماما من كل واحد ثلاث درخميات صبر وحشيش الأفسنتين وفقاح من كل واحد ست درخميات سنبل الطيب وسليخة من كل واحد درخميان إيرسما وورق المرزنجوش من كل واحد ثمان درخميات أشق أربعة وعشرين درخمي صمغ البطم كندر وصمغ البطم من كل واحد اثنا عشر درخمي شمع رطل ونصف دهن الحناء قدر العجن .
أخرى : يؤخذ حماما أوقية حب البلسان مثل قردمانا حناء مرّ كند زعفران من كل واحد أوقية ونصف سنبل شامي أوقيتان صمغ البطم ستّ أواق يحل الكندر والمقل في شراب ويحلّ الزعفران فيه ويداف صمغ البطم في الناردين وتسحق الأدوية اليابسة وتخلط وأيضاً : يؤخذ السفرجل ودقيق الشعير وشمع ومخ العجل ودهن الأفسنتين والورد والحنّاء والسنبل والزعفران والأسارون والايرسا والقرنفل والأشق والمصطكي وعلك الانباط وتقدر الحار والبارد منها بقدر الحاجة ويتخذ مرهماً .

في تغذيتهم : وأما الأغذية فليتناول لباب الخبز الحار والمثرود في الشراب والمثرود في الخنديقون واللحوم الخفيفة من لحوم العصافير والقنابر والدجاج والحجل وبطون الأوز وخصوصاً جميع ذلك مشوياً والقلايا الباردة والكرنب المطبوخ في الماء ثلاث طبخات المبزر بالأبازير المسخنة كالدارصيني والفلفل والمصطكي والكمون ونحوه ويقطع عليه السذاب والاحساء المتخذ من مثل الحلبة واللبوب الحارة .
وقد يجعل في أغذيته الهندبا وخصوصاً الشديد المرارة ومنهم من قال أن الجاورس الشديد الطبخ ينفعهم وما عندي ذلك بصواب .
وأما النقل من الفواكه ونحوها فمثل الشاهبلوط والزبيب السمين والفستق خاصة ومنهم من قال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Suhir
السادة الأعضاء
Suhir


انثى

المساهمات : 295

تاريخ التسجيل : 17/06/2012

العمل. العمل. : باحثه


القانون في الطب تحليل.  4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: القانون في الطب تحليل. 4   القانون في الطب تحليل.  4 Emptyالأربعاء 27 مايو 2015 - 14:09

❤ :cyclops:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مجدي عمران
السادة الأعضاء
مجدي عمران


ذكر

المساهمات : 68

تاريخ التسجيل : 09/07/2012

العمل. العمل. : باحث


القانون في الطب تحليل.  4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: القانون في الطب تحليل. 4   القانون في الطب تحليل.  4 Emptyالخميس 28 مايو 2015 - 12:19

لكل مبدع انجاز ولكل شكر قصيده ولكل مقام مقال...
ولكل نجاح شكر وتقدير ، فجزيل الشكر نهديك ورب العرش يحميك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القانون في الطب تحليل. 4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
القانون المفقود في الطب وعلاج الجذور الحرة.The missing law in medicin :: الصفحة الرئيسية :: الطب القديم . وماذا يقول الاولون .Old medicine-
انتقل الى: