أنواع الأمراض وأقسامها
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله في تلك العلاقة والذي يقول فيه : " كيف ننكر أن تكون شريعة المبعوث لصلاح الدنيا والآخرة مشتملة على صلاح الأبدان كاشتمالها على صلاح القلوب وأنها مرشدة إلى حفظ الصحة ودفع آفات النفس وقد وكل تفصيلها إلى العقل الصحيح والفطرة السليمة بطريق القياس والتنبيه والإيماء كما هو في كثير من مسائل فروع الفقه " .
ويمكن بإيجاز تقسم الأمراض التي قد تصيب الإنسان إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي :
1. المرض العضوي : وهو الذي يصيب جزءا من الجسم أو عضوا من أعضاء أجهزة الجسم أو يصيب الخلايا أو الأنسجة أو الدم أو العظام نتيجة الإصابة بميكروب أو فيروس أو أي سبب آخر يمكن للأطباء معرفته وتحديد طريقة العلاج .
2. المرض النفسي : وهو مرض يكون بسبب ما يسميه الأطباء بالاضطرابات المختلفة مثل اضطرابات الإدراك والحواس واضطرابات التفكير والذاكرة واضطرابات الوعي والشعور واضطرابات الانتباه والانفعال والكلام واضطرابات الحركة والمظهر العام ..واضطرابات التفهم والبصيرة والاضطرابات العقلية والشخصية واضطرابات السلوك الشاذ الظاهر واضطرابات الغذاء والإخراج والنوم وبالإضافة إلى سوء التوافق والانحرافات الجنسية واضطرابات الإحساس وعدم التوافق الاجتماعي .
3. المرض العضوي النفسي : وفيه تكون الإصابة بمرض عضوي تؤدي إلى الإصابة بمرض نفسي أو قد تكون الإصابة بمرض عضوي مثل أمراض التغير في خلايا المخ الذي ينجم عنه على سبيل الماثل مرض الشلل الاهتزازي العضوي والضمور العقلي .
أسباب الأمراض النفسية
إذا استبعدنا الإيذاء الشيطاني كأحد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض النفسية فيمكن القول بأن هناك عوامل استعدادية للفرد تؤدي إلى الإصابة بتلك الأمراض ويؤكد الأطباء المتخصصون أن هذه العوامل تتمثل في البيئة والتربية والآثار السيكولوجية المترتبة عليها لذلك فإن البعد عن المنهج الإلهي في التربية وعدم الالتزام بالنشأة الدينية قد يكون السبب لإصابة الإنسان بالأمراض النفسية .
كذلك الظروف التي ينشأ فيها الإنسان كما أن العوامل الثقافية التي شاركت في بناء عقلية الإنسان من الممكن لأن تكون إحدى أسباب الأزمات النفسية والدليل على ذلك زيادة حالات الانتحار والموت الجماعي في المجتمعات الملحدة والإباحية على حد سواء بالإضافة إلى زيادة معدلات الجريمة والانحرافات السلوكية والأمراض النفسية بمختلف أنواعها في تلك المجتمعات .
العلاج النفسي وعلاقته بالقرآن
يمكن تعريف العلاج النفسي بأنه نوع من العلاج تستخدم فيه طرق التحليل النفسي لعلاج مشكلات أو اضطرابات أو أمراض ذات صبغة انفعالية يعاني منها المريض وتؤثر في سلوكه .
ويهدف العلاج النفسي إلى إزالة الأعراض المرضية الموجودة في نفسية المريض ثم مساعدته على حل مشكلاته ثم استغلال إمكانيات المريض في تنمية شخصيته ودفعها في طريق النمو النفسي الصحي والتوافق بشكل طبيعي مع البيئة .
وقد أجمع علماء الدين على أن القرآن شفاء لأمراض الصدور – ويشفي المريض إذا أقبل على القرآن قراءة وعملا وفهما وتدبرا لمعانيه .
" قال تعالى : " يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين "
يمكن تقسيم النفس الإنسانية إلى ثلاثة أقسام رئيسية كما جاء في القرآن الكريم
• النفس الأمارة بالسوء
قال تعالى : ( إن النفس لأمارة بالسوء ) وهذه النفس الأمارة بالسوء هي التي تجعل صاحبها يتبع هواه حتى يورد نفسه موارد التهلكة في الدنيا والآخرة كنتيجة طبيعية لانصياعه لشهواته و اتباعه لهواه .
• النفس اللوامة
قال تعالى :" لا أقسم بيوم القيامة . ولا أقسم بالنفس اللوامة "
والنفس اللوامة هي النفس التي استيقظ ضميرها لاتباع منهج الله وسنة رسوله وهي واعظ للإنسان تجعل منه رقيبا على نفسه فهو يحاسبها ويلومها إذا ما تعدت حدودها .
• النفس المطمئنة
وهي النفس التي سمت بصاحبها باتباع المنهج الرباني فاطمأنت واستقرت وآمنت بأن كل شيء مقدر فباعدت بينها وبين دوائر الصراع النفسي وهذه النفس جاء ذكرها في قوله تعالى : ( يا أيها النفس المطمئنة ....وادخلي جنتي ) .
هدف العلاج النفسي بالقرآن
ويهدف العلاج النفسي بالقرآن إلى الوصول بالنفس المضطربة إلى الاطمئنان والاستقرار بالعودة إلى الله واتباع منهاجه فإذا ما استقت النفس منهجها من القرآن والسنة وأسلمت قيادها لمن خلقها فستصبح نفسا سوية .
الهدوء و الطمائنينة تجعل من الشخصية الإنسانية شخصية متزنة عاقلة ( نفس مطمئنة ) ... لذا التسليم والرضا عند إيلام الأقدار وعدم الجزع وضبط النفس عند الغضب ...تجعل من الفرد معطاءا و خيرا هاما لنفسه وعلى من حوله.. ذو دور ورسالة فريدة ..ينجز غايته التي أوجد لأجلها .... والقرآن منهج متكامل تربوي سلوكي وعلاجي نفسي للوصول بالإنسان إلى ذلك