ان الساعة ءاتية .

إِنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ (طه - 15)

عربي - نصوص الآيات عثماني : إِنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ

عربى - نصوص الآيات : إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى

عربى - التفسير الميسر : إن الساعة التي يُبعث فيها الناس آتية لا بد من وقوعها، أكاد أخفيها من نفسي، فكيف يعلمها أحد من المخلوقين؛ لكي تُجزى كل نفس بما عملت في الدنيا من خير أو شر.

الوسيط لطنطاوي : ان الساعه اتيه اكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ثم بين سبحانه ان الساعه اتيه لا ريب فيها فقال ان الساعه اتيه اكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى فلا يصدنك عنها من لا يومن بها واتبع هواه فتردى اى ان الساعه التى هى وقت البعث والحساب والثواب والعقاب اتيه اى كائنه وحاصله لا شك فيها وقوله اكاد اخفيها اى اقرب ان اخفى وقتها ولا اظهره لا اجمالا ولا تفصيلا ولولا ان فى اطلاع اصفيائى على بعض علاماتها فائده لما تحدثت عنها قالوا " والحكمه فى اخفاء الساعه واخفاء وقت الموت ان الله تعالى وعد بعدم قبول التوبه عند قربهما فلو عرف وقت الموت لاشتغل بالمعصيه الى قرب ذلك الوقت ثم يتوب فيتخلص من عقاب المعصيه فتعريف الموت كالاغراء بفعل المعصيه وهو لا يجوز قال الالوسى ما ملخصه وقوله اكاد اخفيها اقرب ان اخفى الساعه ولا اظهرها بان اقول انها اتيه او اريد اخفاء وقتها المعين وعدم اظهاره فكاد بمعنى اراد والى هذا ذهب الاخفش وغيره وروى عن ابن عباس ان المعنى اكاد اخفيها من نفسى فكيف اظهركم عليها وهذا محمول على ما جرت به عاده العرب من ان احدهم اذا اراد المبالغه فى كتمان الشىء قال كدت اخفيه عن نفسى وقال ابو على المعنى اكاد اظهرها بان اوقعها وهذا بناء على ان اخفيها من الفاظ السلب بمعنى ازيل خفاءها ويبدو لنا ان الاخفاء هنا على حقيقته وان المقصود من الايه الكريمه اخفاء وقت مجىء الساعه من الناس حتى يكونوا على استعداد لمجيئها عن طريق العمل الصالح الذى ينفعهم يوم القيامه فحكمه الله تعالى اقتضت اخفاء وقت الساعه وعدم اطلاع احد عليها الا بالمقدار الذى ياذن الله تعالى به لرسله قال الامام ابن جرير ما ملخصه " والذى هو اولى بتاويل الايه من القول قول من قال معناه اكاد اخفيها من نفسى لان المعروف من معنى الاخفاء فى كلام العرب التسر يقال قد اخفيت الشىء اذا سترته وانما اخترنا هذا القول على غيره لموافقته اقوال اهل العلم من الصحابه والتابعين وقوله لتجزى كل نفس بما تسعى متعلق باتيه وجمله اكاد اخفيها معترضه بينهما اى ان الساعه اتيه لا ريب فيها لكى تجزى كل نفس على حسب سعيها وعملها فى الدنيا قال تعالى ومن اراد الاخره وسعى لها سعيها وهو مومن فاولئك كان سعيهم مشكورا وقال سبحانه فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره ومن يعمل مثقال ذره شرا يره

البغوى : ان الساعه اتيه اكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ان الساعه اتيه اكاد اخفيها قيل معناه ان الساعه اتيه اخفيها و " اكاد " صله واكثر المفسرين قالوا معناه اكاد اخفيها من نفسي وكذلك في مصحف ابي بن كعب وعبد الله بن مسعود اكاد اخفيها من نفسي فكيف يعلمها مخلوق وفي بعض القراءات فكيف اظهرها لكم وذكر ذلك على عاده العرب اذا بالغوا في كتمان الشيء يقولون كتمت سرك من نفسي اي اخفيته غايه الاخفاء والله عز اسمه لا يخفى عليه شيء وقال الاخفش اكاد اي اريد ومعنى الايه ان الساعه اتيه اريد اخفيها والمعنى في اخفائها التهويل والتخويف لانهم اذا لم يعلموا متى تقوم الساعه كانوا على حذر منها كل وقت وقرا الحسن بفتح الالف اي اظهرها يقال خفيت الشيء اذا اظهرته واخفيته اذا سترته قوله تعالى لتجزى كل نفس بما تسعى اي بما تعمل من خير وشر

ابن كثير : ان الساعه اتيه اكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى وقوله ان الساعه اتيه اي قائمه لا محاله وكائنه لا بد منها وقوله اكاد اخفيها قال الضحاك عن ابن عباس انه كان يقروها " اكاد اخفيها من نفسي " يقول لانها لا تخفى من نفس الله ابدا وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس من نفسه وكذا قال مجاهد وابو صالح ويحيى بن رافع وقال علي بن ابي طلحه عن ابن عباس اكاد اخفيها يقول لا اطلع عليها احدا غيري وقال السدي ليس احد من اهل السماوات والارض الا قد اخفى الله عنه علم الساعه وهي في قراءه ابن مسعود " اني اكاد اخفيها من نفسي " يقول كتمتها عن الخلائق حتى لو استطعت ان اكتمها من نفسي لفعلت وقال قتاده اكاد اخفيها وهي في بعض القراءه " اخفيها من نفسي ولعمري لقد اخفاها الله من الملائكه المقربين ومن الانبياء والمرسلين قلت وهذا كقوله تعالى قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله النمل 65 وقال ثقلت في السماوات والارض لا تاتيكم الا بغته الاعراف 187 اي ثقل علمها على اهل السماوات والارض وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابو زرعه حدثنا منجاب حدثنا ابو نميله حدثني محمد بن سهل الاسدي عن وقاء قال اقرانيها سعيد بن جبير اكاد اخفيها يعني بنصب الالف وخفض الفاء يقول اظهرها ثم قال اما سمعت قول الشاعر داب شهرين ثم شهرا دميكا باريكين يخفيان غميرا وقال الاسدي الغمير نبت رطب ينبت في خلال يبس والاريكين موضع والدميك الشهر التام وهذا الشعر لكعب بن زهير وقوله سبحانه وتعالى لتجزى كل نفس بما تسعى اي اقيمها لا محاله لاجزي كل عامل بعمله فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره ومن يعمل مثقال ذره شرا يره الزلزله 7 8 و انما تجزون ما كنتم تعملون الطور 16

القرطبى : ان الساعه اتيه اكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى قوله تعالى ان الساعه اتيه اكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ايه مشكله روي عن سعيد بن جبير انه قرا اكاد اخفيها بفتح الهمزه قال اظهرها لتجزى اي الاظهار للجزاء رواه ابو عبيد عن الكسائي عن محمد بن سهل عن وقاء بن اياس عن سعيد بن جبير وقال النحاس وليس لهذه الروايه طريق غير هذا قلت وكذا رواه ابو بكر الانباري في كتاب الرد حدثني ابي حدثنا محمد بن الجهم حدثنا الفراء حدثنا الكسائي ح وحدثنا عبد الله بن ناجيه حدثنا يوسف حدثنا يحيى الحماني حدثنا محمد بن سهل قال النحاس واجود من هذا الاسناد ما رواه يحيى القطان عن الثوري عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير انه قرا اكاد اخفيها بضم الهمزه قلت واما قراءه ابن جبير اخفيها بفتح الهمزه بالاسناد المذكور فقال ابو بكر الانباري قال الفراء معناه اظهرها من خفيت الشيء اخفيه اذا اظهرته وانشد الفراء لامرئ القيس فان تدفنوا الداء لا نخفه وان تبعثوا الحرب لا نقعد اراد لا نظهره وقد قال بعض اللغويين يجوز ان يكون اخفيها بضم الهمزه معناه اظهرها لانه يقال خفيت الشيء واخفيته اذا اظهرته فاخفيته من حروف الاضداد يقع على الستر والاظهار وقال ابو عبيده خفيت واخفيت بمعنى واحد النحاس وهذا حسن وقد حكاه عن ابي الخطاب وهو رئيس من روساء اللغه لا يشك في صدقه وقد روى عنه سيبويه وانشد وان تكتموا الداء لا نخفه وان تبعثوا الحرب لا نقعد كذا رواه ابو عبيده عن ابي الخطاب بضم النون وقال امرو القيس ايضا خفاهن من انفاقهن كانما خفاهن ودق من عشي مجلب اي اظهرهن وروى من سحاب مركب بدل من عشي مجلب وقال ابو بكر الانباري وتفسير للايه اخر ان الساعه اتيه اكاد انقطع الكلام على اكاد وبعده مضمر اكاد اتي بها والابتداء اخفيها لتجزى كل نفس قال ضابئ البرجمي هممت ولم افعل وكدت وليتني تركت على عثمان تبكي حلائله اراد وكدت افعل فاضمر مع كدت فعلا كالفعل المضمر معه في القران قلت هذا الذي اختاره النحاس وزيف القول الذي قبله فقال يقال خفى الشيء يخفيه اذا اظهره وقد حكي انه يقال اخفاه ايضا اذا اظهره وليس بالمعروف قال وقد رايت علي بن سليمان لما اشكل عليه معنى اخفيها عدل الى هذا القول وقال معناه كمعنى اخفيها قال النحاس ليس المعنى على اظهرها ولا سيما و اخفيها قراءه شاذه فكيف ترد القراءه الصحيحه الشائعه الى الشاذه والمضمر اولى ويكون التقدير ان الساعه اتيه اكاد اتي بها ودل اتيه على اتي بها ثم قال اخفيها على الابتداء وهذا معنى صحيح لان الله عز وجل قد اخفى الساعه التي هي القيامه والساعه التي يموت فيها الانسان ليكون الانسان يعمل والامر عنده مبهم فلا يوخر التوبه قلت وعلى هذا القول تكون اللام في لتجزى متعلقه ب اخفيها وقال ابو علي هذا من باب السلب وليس من باب الاضداد ومعنى اخفيها ازيل عنها خفاءها وهو سترها كخفاء الاخفيه والواحد خفاء بكسر الخاء القربه واذا زال عنها سترها ظهرت ومن هذا قولهم اشكيته اي ازلت شكواه واعديته اي قبلت استعداءه ولم احوجه الى اعادته وحكى ابو حاتم عن الاخفش ان كاد زائده موكده قال ومثله اذا اخرج يده لم يكد يراها لان الظلمات التي ذكرها الله تعالى بعضها يحول بين الناظر والمنظور اليه وروي معناه عن ابن جبير والتقدير ان الساعه اتيه اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى وقال الشاعر سريع الى الهيجاء شاك سلاحه فما ان يكاد قرنه يتنفس اراد فما يتنفس وقال اخر والا الوم النفس فيما اصابني والا اكاد بالذي نلت انجح معناه والا انجح بالذي نلت فاكاد توكيد للكلام وقيل المعنى اكاد اخفيها اي اقارب ذلك لانك اذا قلت كاد زيد يقوم جاز ان يكون قام وان يكون لم يقم ودل على انه قد اخفاها بدلاله غير هذه على هذا الجواب قال اللغويون كدت افعل معناه عند العرب قاربت الفعل ولم افعل وما كدت افعل معناه فعلت بعد ابطاء وشاهده قول الله عزت عظمته فذبحوها وما كادوا يفعلون معناه وفعلوا بعد ابطاء لتعذر وجدان البقره عليهم وقد يكون ما كدت افعل بمعنى ما فعلت ولا قاربت اذا اكد الكلام باكاد وقيل معنى اكاد اخفيها اريد اخفيها قال الانباري وشاهد هذا قول الفصيح من الشعر كادت وكدت وتلك خير اراده لو عاد من لهو الصبابه ما مضى معناه ارادت واردت وقال ابن عباس واكثر المفسرين فيما ذكر الثعلبي ان المعنى اكاد اخفيها من نفسي وكذلك هو في مصحف ابي وفي مصحف ابن مسعود اكاد اخفيها من نفسي فكيف يعلمها مخلوق وفي بعض القراءات فكيف اظهرها لكم وهو محمول على انه جاء على ما جرت به عاده العرب في كلامها من ان احدهم اذا بالغ في كتمان الشيء قال كدت اخفيه من نفسي والله تعالى لا يخفى عليه شيء قال معناه قطرب وغيره وقال الشاعر ايام تصحبني هند واخبرها ما اكتم النفس من حاجي واسراري فكيف يخبرها بما تكتم نفسه ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم ورجل تصدق بصدقه فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه الزمخشري وقيل معناه اكاد اخفيها من نفسي ولا دليل في الكلام على هذا المحذوف ومحذوف لا دليل عليه مطرح والذي غرهم منه ان في مصحف ابي اكاد اخفيها من نفسي وفي بعض المصاحف اكاد اخفيها من نفسي فكيف اظهركم عليها قلت وقيل ان معنى قول من قال اكاد اخفيها من نفسي اي ان اخفاءها كان من قبلي ومن عندي لا من قبل غيري وروي عن ابن عباس ايضا اكاد اخفيها من نفسي ورواه طلحه بن عمر وعن عطاء وروى علي بن ابي طلحه عن ابن عباس قال لا اظهر عليها احدا وروي عن سعيد بن جبير قال قد اخفاها وهذا على ان كاد زائده اي ان الساعه اتيه اخفيها والفائده في اخفائها التخويف والتهويل وقيل تعلق لتجزى بقوله تعالى واقم الصلاه فيكون في الكلام تقديم وتاخير اي اقم الصلاه لتذكرني لتجزى كل نفس بما تسعى اي بسعيها ان الساعه اتيه اكاد اخفيها والله اعلم وقيل هي متعلقه بقوله اتيه اي ان الساعه اتيه لتجزى

الطبرى : ان الساعه اتيه اكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى القول في تاويل قوله تعالى ان الساعه اتيه اكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى 15 يقول تعالى ذكره ان الساعه التي يبعث الله فيها الخلائق من قبورهم لموقف القيامه جائيه اكاد اخفيها فعلى ضم الالف من اخفيها قراءه جميع قراء امصار الاسلام بمعنى اكاد اخفيها من نفسي لئلا يطلع عليها احد وبذلك جاء تاويل اكثر اهل العلم * ذكر من قال ذلك حدثني علي قال ثنا عبد الله قال ثني معاويه عن علي عن ابن عباس قوله اكاد اخفيها يقول لا اظهر عليها احدا غيري حدثني محمد بن سعد قال ثني ابي قال ثني عمي قال ثني ابي عن ابيه عن ابن عباس قوله ان الساعه اتيه اكاد اخفيها قال لا تاتيكم الا بغته حدثنا ابن بشار قال ثنا ابو احمد قال ثنا سفيان عن ليث عن مجاهد ان الساعه اتيه اكاد اخفيها قال من نفسي حدثنا محمد بن عمرو قال ثنا ابو عاصم قال ثنا عيسى وحدثني الحارث قال ثنا الحسن قال ثنا ورقاء جميعا عن ابن ابي نجيح عن مجاهد في قول الله اكاد اخفيها قال من نفسي حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال ثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد مثله حدثنا ابن حميد قال ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس اكاد اخفيها قال من نفسي حدثني عبد الاعلى بن واصل قال ثنا محمد بن عبيد الطنافسي قال ثنا اسماعيل بن ابي خالد عن ابي صالح في قوله اكاد اخفيها قال يخفيها من نفسه حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتاده قوله اكاد اخفيها وهي في بعض القراءه اخفيها من نفسي ولعمري لقد اخفاها الله من الملائكه المقربين ومن الانبياء المرسلين حدثنا الحسن قال اخبرنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن قتاده قال في بعض الحروف ان الساعه اتيه اكاد اخفيها من نفسي وقال اخرون انما هو اكاد اخفيها بفتح الالف من اخفيها بمعنى اظهرها * ذكر من قال ذلك حدثنا ابن حميد قال ثنا يحيى بن واضح قال ثنا محمد بن سهل قال سالني رجل في المسجد عن هذا البيت داب شــهرين ثــم شـهرا دميكـا بـــاريكين يخفيـــان غمـــيرا 3 فقلت يظهران فقال ورقاء بن اياس وهو خلفي اقرانيها سعيد بن جبير اكاد اخفيها بنصب الالف وقد روي عن سعيد بن جبير وفاق لقول الاخرين الذين قالوا معناه اكاد اخفيها من نفسي * ذكر الروايه عنه بذلك حدثنا ابن بشار قال ثنا عبد الرحمن قال ثنا سفيان عن عطاء عن سعيد بن جبير ومنصور عن مجاهد قالا ان الساعه اتيه اكاد اخفيها قالا من نفسي حدثني عبيد بن اسماعيل الهباري قال ثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير اكاد اخفيها قال من نفسي قال ابو جعفر والذي هو اولى بتاويل الايه من القول قول من قال معناه اكاد اخفيها من نفسي لان تاويل اهل التاويل بذلك جاء والذي ذكر عن سعيد بن جبير من قراءه ذلك بفتح الالف قراءه لا استجيز القراءه بها لخلافها قراءه الحجه التي لا يجوز خلافها فيما جاءت به نقلا مستفيضا فان قال قائل ولم وجهت تاويل قوله اكاد اخفيها بضم الالف الى معنى اكاد اخفيها من نفسي دون توجيهه الى معنى اكاد اظهرها وقد علمت ان للاخفاء في كلام العرب وجهين احدهما الاظهار والاخر الكتمان وان الاظهار في هذا الموضع اشبه بمعنى الكلام اذ كان الاخفاء من نفسه يكاد عند السامعين ان يستحيل معناه اذ كان محالا ان يخفي احد عن نفسه شيئا هو به عالم والله تعالى ذكره لا يخفى عليه خافيه قيل الامر في ذلك بخلاف ما ظننت وانما وجهنا معنى اخفيها بضم الالف الى معنى استرها من نفسي لان المعروف من معنى الاخفاء في كلام العرب الستر يقال قد اخفيت الشيء اذا سترته وان الذين وجهوا معناه الى الاظهار اعتمدوا على بيت لامرئ القيس ابن عابس الكندي حدثت عن معمر بن المثنى انه قال انشدنيه ابو الخطاب عن اهله في بلده فــان تدفنــوا الــداء لا نخفــه وان تبعثـــوا الحــرب لا نقعــد 4 بضم النون من لا نخفه ومعناه لا نظهره فكان اعتمادهم في توجيه الاخفاء في هذا الموضع الى الاظهار على ما ذكروا من سماعهم هذا البيت على ما وصفت من ضم النون من نخفه وقد انشدني الثقه عن الفراء فان تدفنوا الداء لا نخفه بفتح النون من نخفه من خفيته اخفيه وهو اولى بالصواب لانه المعروف من كلام العرب فاذا كان ذلك كذلك وكان الفتح في الالف من اخفيها غير جائز عندنا لما ذكرنا ثبت وصح الوجه الاخر وهو ان معنى ذلك اكاد استرها من نفسي واما وجه صحه القول في ذلك فهو ان الله تعالى ذكره خاطب بالقران العرب على ما يعرفونه من كلامهم وجرى به خطابهم بينهم فلما كان معروفا في كلامهم ان يقول احدهم اذا اراد المبالغه في الخبر عن اخفائه شيئا هو له مسر قد كدت ان اخفي هذا الامر عن نفسي من شده استسراري به ولو قدرت اخفيه عن نفسي اخفيته خاطبهم على حسب ما قد جرى به استعمالهم في ذلك من الكلام بينهم وما قد عرفوه في منطقهم وقد قيل في ذلك اقوال غير ما قلنا وانما اخترنا هذا القول على غيره من الاقوال لموافقه اقوال اهل العلم من الصحابه والتابعين اذ كنا لا نستجيز الخلاف عليهم فيما استفاض القول به منهم وجاء عنهم مجيئا يقطع العذر فاما الذين قالوا في ذلك غير قولنا ممن قال فيه على وجه الانتزاع من كلام العرب من غير ان يعزوه الى امام من الصحابه او التابعين وعلى وجه يحتمل الكلام من غير وجهه المعروف فانهم اختلفوا في معناه بينهم فقال بعضهم يحتمل معناه اريد اخفيها قال وذلك معروف في اللغه وذكر انه حكي عن العرب انهم يقولون اولئك اصحابي الذين اكاد انـزل عليهم وقال معناه لا انـزل الا عليهم قال وحكي اكاد ابرح منـزلي اي ما ابرح منـزلي واحتج ببيت انشده لبعض الشعراء كــادت وكـدت وتلـك خـير اراده لـو عـاد مـن عهد الصبابه ما مضى 5 وقال يريد بكادت ارادت قال فيكون المعنى اريد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى قال ومما يشبه ذلك قول زيد الخيل سـريع الـى الهيجـاء شـاك سلاحه فمـــا ان تكـــاد قرنــه يتنفس 6 وقال كانه قال فما يتنفس قرنه والا ضعف المعنى; قال وقال ذو الرمه اذا غـير النـاي المحـبين لـم يكـد رسـيس الهـوى مـن حب ميه يبرح 7 قال وليس المعنى لم يكد يبرح اي بعد يسر ويبرح بعد عسر; وانما المعنى لم يبرح او لم يرد يبرح والا ضعف المعنى; قال وكذلك قول ابي النجم وان اتــاك نعــي فــاندبن ابــا قـد كـاد يضطلـع الاعـداء والخطبا 8 وقال يكون المعنى قد اضطلع الاعداء والا لم يكن مدحا اذا اراد كاد ولم يرد يفعل وقال اخرون بل معنى ذلك ان الساعه اتيه اكاد قال وانتهى الخبر عند قوله اكاد لان معناه اكاد ان اتي بها قال ثم ابتدا فقال ولكني اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى قال وذلك نظير قول ابن ضابي هممـت ولـم افعـل وكـدت وليتنـي تـركت عـلى عثمـان تبكـي اقاربه 9 فقال كدت ومعناه كدت افعل وقال اخرون معنى اخفيها اظهرها وقالوا الاخفاء والاسرار قد توجههما العرب الى معنى الاظهار واستشهد بعضهم لقيله ذلك ببيت الفرزدق فلمــا راى الحجــاج جـرد سـيفه اسـر الحـروري الـذي كـان اضمرا 10 وقال عنى بقوله اسر اظهر قال وقد يجوز ان يكون معنى قوله واسروا الندامه واظهروها قال وذلك انهم قالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا وقال جميع هولاء الذين حكينا قولهم جائز ان يكون قول من قال معنى ذلك اكاد اخفيها من نفسي ان يكون اراد اخفيها من قبلي ومن عندي وكل هذه الاقوال التي ذكرنا عمن ذكرنا توجيه منهم للكلام الى غير وجهه المعروف وغير جائز توجيه معاني كلام الله الى غير الاغلب عليه من وجوهه عند المخاطبين به ففي ذلك مع خلافهم تاويل اهل العلم فيه شاهد عدل على خطا ما ذهبوا اليه فيه وقوله لتجزى كل نفس بما تسعى يقول تعالى ذكره ان الساعه اتيه لتجزى كل نفس يقول لتثاب كل نفس امتحنها ربها بالعباده في الدنيا بما تسعى يقول بما تعمل من خير وشر وطاعه ومعصيه الهوامش 3 البيت لكعب اللسان والتاج دمك قالا يقال اقمت عنده شهرا دميكا اي شهر تاما قال كعب " داب شهرين ثم شهرا دميكا " اه ولم يذكر الشطر الثاني من البيت وفي معجم ما استعجم للبكري ص 144 قال ابو عبيده اريك في بلاد ذبيان قال وهما اريكان اريك الاسود واريك الابيض والاريك الجبل الصغير ويخيفان بفتح الياء يخرجان والغير له معاني كثيره منها في تاج العروس الغمير كامير حب البهمي الساقط من سنبله حين ييبس او نبات اخضر قد غمره اليبس الخ 4 البيت لامرئ القيس بن عابس الكندي استشهد به صاحب اللسان خفا على ان قوله لا نخفه بفتح النون اي لا نظهره وكذا ترى قوله تعالى " اكاد اخفيها " اي اظهرها حكاه اللحياني عن الكسائي عن محمد بن سهل عن سعيد بن جبير اه قال في اللسان يقال خفيت الشيء اظهرته واستخرجته يقال خفي المطر الفئار اذا اخرجهن من انفاقهن اي من جحرتهن قال امرئ القيس يصف فرسا خفــاهن مــن انفــاقهن كانمــا خفــاهن ودق مـن عشـي مجـلب وخفيت الشيء اخفيه كتمته وهو من الاضداد واخفيت الشيء سترته وكتمته وروايه المولف البيت كما في معاني القران للفراء وفي اللسان خفا " فان تكتموا السر لا نخفه " 5 البيت في اللسان كيد قال ويقال فلان يكيد امرا ما ادري ما هو اذا كان يريغه ويحتال له ويسعى له وقال " بلغوا الامر الذي كادوا " يريد طلبوا او ارادوا وانشد ابو بكر في كاد بمعنى اراد للافوه فــان تجــمع اوتــاد واعمــده وسـاكن بلغـوا الامـر الـذي كـادوا اراد الذي ارادوا وانشد كــادت وكـدت وتلـك خـير اراده لـو كان من امر الصبابه ما مضى قال معناه ما ارادت قال ويحتمله قوله تعالى لم يكد يراها لان الذي عاين من الظلمات ايسه من التامل ليده والابصار اليها والبيت شاهد على ان كاد بمعنى اراد استشهد به المولف عند قوله تعالى اكاد اخفيها 6 البيت لزيد الخيل كما قال المولف واستشهد به صاحب اللسان كاد على ان كاد قد تجيء صله في الكلام قال وتكون كاد صله للكلام زائده اجاز ذلك الاخفش وقطرب وابو حاتم واحتج قطرب بقول الشاعر " سريع الخ " معناه ما يتنفس قرنه ولكن ابا جعفر الطبري جعله شبيها بالشاهد السابق عليه وتوجيه قطرب لهذا الشاهد اوضح واحسن وان التي قبل يكاد زائده او نافيه موكده لما النافيه قبلها 7 هذا البيت من حائيه ذي الرمه المشهوره ديوان طبعه كيمبردج سنه 1919 ص 78 قال شارحه الناي البعد رسيس الهوى مسه وما خفي منه او اوله ويقال لم يجد رسيس الحمى واستشهد المولف بالبيت على ان المعنى فيه لم يبرح او لم يرد يبرح وعلى هذا يكون الفعل يكاد زائدا في الكلام وقد جاء في اللسان رسس روايه اخرى للبيت تويد ما ذهب اليه المولف من ان المعنى على زياده يكاد وهي اذا غـير النـاي المحـبين لـم يكـد رسـيس الهـوى مـن حب ميه يبرح وهذه الروايه هي التي عدل اليها الشاعر حين خطاه ابن شبرمه قاضي البصره لما سمعه ينشد القصيده في المربد ولكن المحققين قالوا ان بديهه ذي الرمه في الروايه الاولى كانت اجود من روايته في الروايه الثانيه وقد بين العلامه المحقق رضي الله الديلي الاستراباذي محمد بن الحسن صواب الروايه الاولى بان معنى لم يكد لم يقرب وان نفي مقاربه الشيء ابلغ من نفي الشيء فيكون معنى البيت اذا غير البعاد قلوب المحبين فبعاد ميه عني لا يذهب بما احس لها من حب ثابت مقيم ولا يقارب ان يذهب به وانظر شرح الرضي على كافيه ابن الحاجب طبعه الاستانه 2 306 افعال المقاربه وقد ابطل الرضي زعم من زعم من النحاه ان " نفي كاد اثبات وان اثباته نفي " وهو كلام نفيس دال على ذكائه ودقه فهمه 8 البيت لابي النجم كما قال المولف والشاهد في قوله " كاد يضطلع " فقد ذهب المولف ان معناه قد اضطلع الاعداء والا لم يكن مدحا اذا اراد كاد ولم يرد يفعل وعلى التخريج للبيت يكون الفعل كاد صله زائده مثل الشاهدين السابقين عليه عنده ويضطلع الاعداء اي يضطلع بهم وبالخطب اسقط البا فعدى الفعل بنفسه الى المعمول الذي كان مجرورا بالباء قبل اسقاطها يقال اضطلع بحمله اي قوي عليه ونهض به وهو من الضلاعه اي القوه وفي اللسان ضلع واضطلع الحمل اي احتمله اضلاعه وقال ابن السكيت يقال هو مضطلع بحمله اي قوي على حمله وهو مفتعل مج الضلاعه والنعي الناعي الذي يخبر بموت من مات 9 البيت لضابئ ابن الحارث البرجمي حبسه الخليفه عثمان لانه كان فاحشا هجا قوما فاراد عثمان تاديبه فلما دعي ليودب شد سكينا في ساقه ليقتل بها عثمان فعثر عليه ثم ضرب واعيد الى السجن حتى مات فيه والبيت من مقطوعه لاميه له انشدها ابو العباس المبرد انظر رغبه الامل بشرح الكامل للمرصفي 4 91 فــلا تتبعينــي ان هلكـت ملامـه فليس بعــار قتــل مـن لا اقاتلـه هممـت ولـم افعـل وكـدت وليتنـي تـركت عـلى عثمـان تبكـي حلائله والشاهد في قوله كدت اي كدت افعل ما هممت به من قتل عثمان وهو نظير ما في القران ان الساعه اتيه اكاد ذهب قوم الى ان معناه اكاد ان اتي بها ثم ابتدا فقال ولكني اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى والبيت لضابئ لا لابنه كما قال المولف 10 لم اجد هذا البيت في ديوان الفرزدق وهو من شواهد ابي عبيده اللسان سرر قال اسررت الشيء اخفيته واسررته اعلنته ومن الاظهار قوله تعالى واسروا الندامه لما راوا العذاب اي اظهروها وانشد الفرزدق * فلمـا راى الحجـاج جـرد سيفه * البيت قال شمر لم اجد هذا البيت للفرزدق وما قال غير ابي عبيده في قوله " واسروا الندامه " اي اظهروها قال ولم اسمع ذلك لغيره قال الازهري واهل اللغه انكروا ابي عبيده اشد الانكار وقيل اسروا الندامه يعني الروساء من المشركين اسروا الندامه في سفلتهم الذين اضلوهم واسروها اخفوها وكذلك قال الزجاج وهو قول المفسرين والحروري الخارجي نسبه الى حروراء وهو اول مجتمعاتهم لما نابذوا امير المومنين عليا واظهروا التحكيم " لا حكم الا لله " فسموا المحكمه والحروريه والخوارج

ابن عاشور : ان الساعه اتيه اكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ان الساعه اتيه اكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى 15 وجمله ان الساعه ءاتيه مستانفه لابتداء اعلام باصل ثان من اصول الدين بعد اصل التوحيد وهو اثبات الجزاء والساعه علم بالغلبه على ساعه القيامه او ساعه الحساب وجمله اكاد اخفيها في موضع الحال من الساعه او معترضه بين جمله وعلتها والاخفاء الستر وعدم الاظهار واريد به هنا المجاز عن عدم الاعلام والمشهور في الاستعمال ان كاد تدل على مقاربه وقوع الفعل المخبر به عنها فالفعل بعدها في حيز الانتفاء فقوله تعالى كادوا يكونون عليه لبدا الجن 19 يدل على ان كونهم لبدا غير واقع ولكنه اقترب من الوقوع ولما كانت الساعه مخفيه الوقوع اي مخفيه الوقت كان قوله اكاد اخفيها غير واضح المقصود فاختلفوا في تفسيره على وجوه كثيره امثلها ثلاثه فقيل المراد اخفاء الحديث عنها اي من شده اراده اخفاء وقتها اي يراد ترك ذكرها ولعل توجيه ذلك ان المكذبين بالساعه لم يزدهم تكرر ذكرها في القران الا عنادا على انكارها وقيل وقعت اكاد زائده هنا بمنزله زياده كان في بعض المواضع تاكيدا للاخفاء والمقصود انا اخفيها فلا تاتي الا بغته وتاول ابو علي الفارسي معنى اخفيها بمعنى اظهرها وقال همزه اخفيها للازاله مثل همزه اعجم الكتاب واشكى زيدا اي ازيل خفاءها والخفاء ثوب تلف فيه القربه مستعار للستر فالمعنى اكاد اظهرها اي اظهر وقوعها اي وقوعها قريب وهذه الايه من غرائب استعمال كاد فيضم الى استعمال نفيها في قوله وما كادوا يفعلون في سوره البقره 71 وقوله لتجزى يتعلق باتيه وما بينهما اعتراض وهذا تعليم بحكمه جعل يوم للجزاء واللام في لتجزى كل نفس متعلق باتيه ومعنى بما تسعى بما تعمل فاطلاق السعي على العمل مجاز مرسل كما تقدم في قوله ومن اراد الاخره وسعى لها سعيها في سوره الاسراء 19

إعراب القرآن : ان الساعه اتيه اكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ان الساعه اتيه ان واسمها وخبرها والجمله ابتدائيه اكاد فعل مضارع ناقص من افعال المقاربه واسمها مستتر تقديره انا والجمله خبر ثان اخفيها الجمله خبر اكاد لتجزى اللام للتعليل وتجزى مضارع مبني للمجهول كل نائب فاعل نفس مضاف اليه والجمله في تاويل مصدر في محل جر بلام التعليل بما متعلقان بفعل تجزى تسعى فعل مضارع فاعله مستتر والجمله لا محل لها من الاعراب لانها صله

منقول .

جَزْاك الله خَير الجًزاء
كُل الشُكْر والتَقْدِير لَك
ولطَرْحِك القَيْم والمفيد ..
احترامي وَتقْديرْي