فضل سالم
هل تصدق أن الهيرويين استخدم في علاج السعال والرشح، وأن مسحوق عظام الأموات، وبالذات المومياءات، استخدم في العديد من بلاد أوروبا والشرق الأوسط لمعالجة الكثير من الأمراض، مثل القرحة والمغص حتى الصداع والرشح، وأن عنصر الراديوم المشع وشديد الخطورة استخدم لعلاج التهاب المفاصل، وذلك قبل أن يتوصل الأطباء إلى أن هذه الأساليب الغريبة والعجيبة لا علاقة لها بالطب من قريب أو من بعيد، وأنها ليست أكثر من سموم تنخر الجسم وتجلب الأمراض التي لا شفاء منها، بل ان بعضها يسبب الموت. اللجوء إلى هذه الأساليب وغيرها لم يأت من فراغ، بل من حكمة سادت لمئات من السنين، فقد كان حكماء الإغريق واليونانيين القدماء يقولون إن (المرة الأولى لا تسبب الكثير من الضرر)، والمقصود هنا هو التشجيع على التجريب.. لعل وعسى. وفي ما يلي جولة سريعة مع بعض (العلاجات) الغريبة التي شاعت وانتشرت لعشرات السنين إن لم يكن أكثر، ولا أحد غير الله يعلم كم بلغ عدد ضحاياها.
الأمراض العصبية
لبعض المنشطات، وبالذات حمض الليسرجيك تاريخ قديم مع الأمراض العقلية والعصبية، فقد استخدم الأطباء والعطارون هذه المنشطات في علاج هذه النوعية من الأمراض. وفي خمسينات وستينات القرن العشرين تم نشر عشرات الدراسات والأبحاث عن استخدام هذه المنشطات في علاج قرابة أربعين ألف مريض عقلي أو عصبي، إلى أن صدر قانون في عام 1970 يحظر استخدام هذه المنشطات في علاج الأمراض العقلية والعصبية أو في أي مجال طبي آخر.
خفض الوزن
في مطلع القرن العشرين، شاع اللجوء إلى أسلوب غريب لخفض الوزن يقوم على الاكتفاء بأكل الدودة الشريطية على مدى ثلاثة أيام متتالية كل أسبوع ولمدة ثلاثة اشهر.بعد مرور أكثر من عشرين عاماً اكتشف الأطباء أن بعض أنواع الدودة الشريطية تسبب سوء التغذية والغثيان والتقيؤ وفقر الدم والإسهال، وغير ذلك الكثير من المخاطر الصحية.
براز الكلاب
في منتصف القرن السابع عشر وحتى أواخر القرن التاسع عشر انتشر في أوروبا أسلوب مقزز لعلاج التهابات الحلق يقوم على تناول حبوب مصنوعة من براز الكلاب بعد تجفيفه. وقد وردت تفاصيل صنع هذه الحبوب في كتاب كان يُدَرَّس في الجامعات الأوروبية بعنوان "تعميم الطب.
الكوكا كولا
عندما جهز الدكتور جون بيمبيرتون أول كمية من مشروب الكوكا كولا عام 1886 تقريباً قدمه للناس على أنه مشروب طبي صحي، وتم تسويقه على هذا الأساس.وللعلم كان هذا المشروب في بداياته يحتوي على نسبة من الكوكايين، واستمر الحال على هذا المنوال حتى عام 1903 حين تم استبعاد مخدر الكوكايين من محتوياته.ليس هذا فقط، فلأكثر من سبعين عاماً كان مشروب الكوكا كولا يباع في الصيدليات على أساس أنه دواء للعديد من الحالات الطبية.
الشذوذ الجنسي
في العقد الأخير من القرن التاسع عشر بدأ الأطباء في إجراء عمليات جراحية في الدماغ للمصابين بالشذوذ الجنسي، وفي عام 1938 تقريباً بدأوا يستخدمون أسلوب الصدمات الكهربائية في علاج هذه النوعية من الحالات. كان الأطباء يصنفون الشذوذ الجنسي على أنه مرض يمكن علاجه، في حين أن الطب الحديث لا يعترف به كمرض بل كحالة اجتماعية. ولا يزال أسلوب الصدمات الكهربائية يستخدم في علاج حالات الاكتئاب الشديد.
التدخين لعلاج الربو
قبل أن يشن الإنسان الحرب على التدخين في السنوات الأخيرة كانت إعلانات السجاير في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين تقدمها للناس على أنها خير علاج للربو. كانت الإعلانات تؤكد أن تنشق أبخرة التنباك المحترق يعالج الربو وغيره من أمراض الجهاز التنفسي.
الأمراض الجنسية
مع بداية الفتوحات الأوروبية وعمليات غزو واستعمار الشعوب في آسيا وأفريقيا في القرن السابع عشر انتشرت في أوروبا العديد من الأمراض الجنسية وبالذات الزهري والسيلان.ومع انتشار هذه الأمراض انتشر في أوروبا وأفريقيا اعتقاد بأن الشفاء منها لا يكون إلا بممارسة الجنس مع فتاة عذراء، وهو اعتقاد تسبب في عشرات الآلاف من عمليات الاغتصاب التي كانت الفتيات الصغيرات تتعرض لها من المصابين بهذه الأمراض على أمل الشفاء.. وبالطبع تبين بعد عشرات السنين أن هذه الطريقة لا علاقة لها بالطب ولا بالأمراض الجنسية.
الهيرويين لنزلات البرد
في عام 1898 صنعت شركة "باير" للمنتجات الطبية الهيرويين الذي كان يوصف لعلاج نزلات البرد والسعال وآلام الصدر. ومن المعروف من الناحية الكيميائية ان الهيرويين هو مورفين ثنائي الأسيتيل.
البندورة لعلاج الإسهال
في العقد الثالث من القرن التاسع عشر طلع طبيب أميركي يدعى أرشيبالد مايلز بنظرية جديدة قال فيها إن عصير البندورة (الطماطم) يعالج العديد من الأمراض مثل الإسهال وعسر الهضم. وقد بلغ الأمر بالرجل أن صنع حبوباً دوائية أطلق عليها اسمه وهي مصنوعة من البندورة المجففة، لكن تبين بعد أقل من عامين أن الأمر ليس سوى خدعة أوصلت صاحبها إلى السجن.
عقار النشوة
في مطلع القرن العشرين تم تصنيع عقار النشوة المعروف حالياً باسم "إكستازي" المخدر. وفي سبعينات القرن الماضي اقترح بعض الأطباء استخدام هذا المخدر القوي في العلاج النفسي.وعلى الرغم من القيود المشددة المفروضة على استخدام هذا المخدر فقد عادت بعض مكوناته للظهور مجدداً في السنوات الأخيرة، وبات بعض الأطباء يستخدمونها في علاج بعض الحالات النفسية.
العلاج بالراديوم
في عام 1913 طلع عدد من العلماء بنظرية تقول إن معالجة مياه الشرب بعنصر الراديوم من شأنها أن تجعله مشروباً طبياً يشفي العديد من الأمراض الباطنية. كان ذلك قبل أن يكتشف الأطباء أن عنصر الراديوم المشع شديد الخطورة على الصحة، وأن التعرض له يزيد احتمالات الإصابة بالعديد من الأمراض.
فصد الدم
على مر التاريخ، ومنذ أيام الفراعنة، استخدم الإنسان العلق لفصد الدم الفاسد ولعلاج العديد من الحالات وللوقاية من الأمراض أيضاً.وفي أيامنا هذه لا تزال العديد من الهيئات الطبية توصي باستخدام العلق لفصد الدم حين الضرورة وللمساعدة في الدورة الدموية خاصة أثناء بعض العمليات الجراحية.
مسحوق عظام الأموات
أقلقت عمليات نبش القبور القديمة وسرقة محتوياتها العالم، لكن سبب هذه العمليات معروف، فقد انتشرت نظريات خاصة في الشرق الأوسط وأوروبا بأن مسحوق العظام البشرية، وبالذات عظام المومياءات، يمكن استخدامه كدواء لعلاج العديد من الأمراض الشائعة مثل الصداع والقرحة.
الزئبق لعلاج الزهري
استخدم الأطباء القدماء الزئبق في علاج العديد من الأمراض الجنسية وبالذات مرض الزهري. وقد استمر الاعتقاد بجدوى هذا العلاج حتى مطلع القرن العشرين حين اكتشف الأطباء أن الزئبق يسبب أضراراً صحية كبيرة مثل الإصابة بالقرحة كما أنه يؤدي لتساقط الأسنان وقد يصل الأمر إلى موت من يتناوله.
غضروف أسماك القرش
في منتصف القرن العشرين شاعت نظرية أطلقها الدكتور جون برودن مفادها أن استخدام عقار مصنوع من غضروف أسماك القرش يعالج السرطان.
تسنين الأطفال
تعرف كل الأمهات في العالم مدى الألم حين يتعلق الأمر بأسنان الصغير عندما تبدأ في الظهور، وبالطبع ففي الأسواق العديد من المنتجات الطبية والمسكنات القادرة على تخفيف الألم.في أواخر القرن التاسع عشر بدأت الشركات الكبرى في ترويج وتسويق أصناف كثيرة من المسكنات الموصى باستخدامها مع الأطفال بالذات وقت التسنين.بعد العديد من السنين تبين أن سر هذه المسكنات يكمن في أن الكحول المُسْكِر والمورفين المخدر يدخلان في تركيبها. وفي ثلاثينات القرن الماضي تم سحب هذه الأصناف من الأسواق.