ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الشري (الارتكاريا)؟
إن الارتكاريا الحادة قد تنتج عن أسباب عابرة لا تستحق البحث المضني عنها لأن الارتكاريا الحادة غالبا ما تستجيب للعلاج البسيط مثل الأدوية المضادة للهيستامين والراحة التامة والابتعاد عن الأطعمة المهيجة مثل المقبلات والبهارات والمفلفلات والأصباغ والشوكولاتات وكذلك الأطعمة المعروفة لكثرة تحسسها مثل البروتينات الحيوانية والنباتية والأسماك مثل الروبيان وكذلك تجنب الأدوية التي تساعد على تحرير مادة الهيستامين مثل المسكنات وخاصة الأسبرين والكودئين. وباتباع تلك الإرشادات عادة ما يشفي المصاب ولا تعود إليه الأعراض. . أما الارتكاريا المزمنة فانه يجب التفتيش عن مسبباتها لان المسبب ، عادة يكون متواجدا في الجسم بصورةمزمنة مؤديا إلى ظهور الأعراض بصورة مزمنة أيضا والأسباب كثيرة ومتنوعة لا يمكن حصرها جميعا ولكن إذا صح لنا القول فانه يمكن إيجاز الأسباب في العبارة التالية: "إن كل شيء يحيط بالإنسان أو يلامس جسده أو يتنفسه أو يأكله أو يشربه، أو يغزو جسمه، يمكن أن يسبب له حساسية تظهر في عدة صور وأشكالمثل الارتكاريا الحادة أو المزمنة ، حتى الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه واللذين بدونهما لا نستطيع أن نحيا"
وتصنف الارتكاريا حسب مسبباتها إلى نوعين :
أ) الإرتكاريا الأولية أو الارتكاريا الطبيعية: وهي الارتكاريا التي تحدث نتيجةعوامل طبيعية مثل الارتكاريا الناتجة عن التحسس للضوء أو لأشعة الشمس وتسمى "بالارتكاريا الضيائية" والارتكاريا الناتجة عن التعرض للحرارة وتسمى "بالارتكاريا الحرارية" أو الارتكاريا الناتجة عن التحسس للماء وتعرف" "بالارتكاريا المائية " وهناك نوع ينتج من التعرض للانفعالات والزعل أو التعرض للحرارةمع الضوء وتسمى "الارتكاريا العصبيةأو الارتكاريا الكولينية " أو الارتكاريا الناتجة عن انضغاط الجلد على سطوح خشنه وتسمى "الارتكاريا الانضغاطية" بحيث يظهر ورم محمر قد يكون مصحوبا بحكة شديدة مكان الجلد المنضغط وقد تحدث الارتكاريا نتيجة التحسس لملامسة مواد باردة مثل الماءأو الأجسام الصلبة الباردة كالثلج ويسمى هذا النوع "بالارتكاريا البرديةأو "ارتكاريا البرد" وفي الحقيقة أن الآلية التي تحدث بها الارتكاريا في جميع هذه الأنواع غير معروفة تماما
ب) الارتكاريا الثانوية: وهي الارتكاريا الناتجة عن وجودمسبب تحسسي يدعى الاليرجين "المحسس" أو "الأليرجين" داخل الجسم يتفاعل مع الأجسام المناعية المضادة له في الجلد نتيجة لهذا التفاعل المناعي تحرر مواد مهيجة تسبب أعراض الارتكاريا التي عرفناها سابقا ويدخل هذا المحسس" الاليرجين " الجسم من عدة منافذ فهوأما أن يدخل عن طريق الفم مع الأكل أو عن طريق المجاري التنفسية مع الهواء أوعن طريق الجلد بالملامسة كالمعادن والملابس والعطور أو عن طريق الغزو الميكروبي، وذلك من عدة أبواب أيضا والأسباب هنا كثيرة جدا لا يمكن حصرها وقد يكون المسبب بعيدا عن نظر وفكر الطبيب والمريض ، فمثلا قد تكون الحساسية ناتجة عن البنسلين الذي قد لا يتناوله المريض بنفسه عن طريق الحقن أو الفم كعلاج لأنه لا يحتاجه ولكنه يأخذه مجبرا عن طريق آخر لا دخل له فيه وهو لا يدري انه يأخذه مع غذائه المفضل وقد يندهش عندما يخبره طبيبه أن حساسيته قد ترجع إلىدواء البنسلين وهو ينفي باصرار أنه لم يتناول البنسلين لمدة طويلة سابقة ولكنه لابد وانه قد شرب أو يشرب حليب البقر وقد تكون الأبقار المأخوذ منها الحليب مصابة بالتهاب الضرع الذي يعالجه الطبيب البيطري بالبنسلين الذي يفرز في حليب البقر ونحن نشربه ونتناول بنسلينه ولا ندري أننا نتناول دواء !!! كذلك الحال للجبن المخزن الذي ينمو عليه فطر يصنع البنسلين وقد نكون مغرمين بأكل الجبن المخزن المخلوط بالبنسلين . . وقد يكون سبب الحساسية كامنا في أجسادنا على شكل خراج صغير لا يتجاوز حجم راس الدبوس موجود في جذر سن منخور لا يسبب لنا أذى أو ألما لأن عصبة الحي قد تلف ولهذا لا نشكو أبدا من ذلك السن ولكن هذا السن قد يكون مصدر أذى من نوع آخر بسبب خراجه الصغير الذي قد يظهر على شكل ارتكاريا أو كالتهاب في القلب أو الكلية أو على شكل ارتفاع حرارة الجسم مجهولة السبب لان هذا الخراج يظل يفرز سموما في الدم باستمرار عل شكل جرعات صغيرة تسبب كما قلنا الارتكاريا وغيرها . من تلك الأمثلة يتبين لنا الصعوبة في إيجاد الأسباب الحقيقية للارتكاريا ولكنه يمكن تلخيص الأسباب في مجموعات كالتالي:
1 - أسباب ناتجة عن غزو ميكروبي كالبكتبربا وافبروسات والفطريات أو غزو طفيلي مثل الديدان المعوية كالإسكارس والجيارديا والإنكلوستوما وغيرها. وهذا الغزو لأنسجة الجسم ،قد يسبب التهابا مزمنا في أعضاء الجسم مثل الخراريج المتكسية المزمنة وأمثلة ذلك كثيرة نذكر منها مثلا التهاب الجيوب الأنفية المزمن والتهاب المجاري البولية المزمن والتهاب القولون والتهاب الأذن الوسطى المزمن والتهاب اللوزتين والحلق المزمن وخراج السن المنخور والخراج الأميبي في الكبد والتهاب عنق الرحم المزمن والتهاب الأبواق المزمن والتهاب الكبد الفيروسي الوبائي وكذلك تواجد الديدان المعوية مثل الإسكارس والانكلستوما والاميبيات والديدان الأخرى وكذلك قد يرجع سبب الأرتكاريا المزمنة إلى وجود الفطريات السطحية أو العميقة، التي لم تكتشف بعد .
2 - أسباب ناتجة عن تعاطي الأدوية أو استعمال المواد الكيميائية : - ومن أمثلة ذلك تناول المضادات الحيوية خاصة البنسيلينيات ومركبات السلفا ومسكنات الألم خاصة الأسبرين ومضادات الكحة والهيستامين ومادة اليود والعطورات والنيكوتين الناتج من التدخين ، لذلك يجب أن تخبر طبيبك المعالج عن أي دواء تتناوله بصورة عابرة أو مزمنة فقد تكون الأدوية هي سبب الأرتكاربا.
3- أسباب ناتجة عن حساسية للمواد الغذائية وهي من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى الارتكاريا المزمنة والحكة مجهولة السبب وأنواع الأطعمة التي تسبب الارتكاريا كثيرة مثل البروتينات الحيوانية وخاصة زلال البيض ولبن البقر والأسماك القشرية كالربيان " الجمبري " وأم الربيان و " اللوبستر " وكذلك البروتينات النباتية مثل البقولات كالفول السوداني والفاصوليا والفواكه والخضر وات وخاصة البصل والجزر، والطماطم والبرتقال وغيره . وهناك حساسية تنتج من المواد التي تضاف للأطعمة الأساسية مثل الأصباغ وخاصة الملونات والترتازين والمنكهات والمعطرات " الروائح " سواء كانت طبيعية أو صناعية كالشكولاتات والمينتول الموجود في نبات النعناع والحلويات
4 - أسباب ناتجة عن أمراض داخلية نتيجة اختلال الجهاز المناعي مثل الأمراض الرثوية " آي أمراض "الروماتيزم " وقد تكون الأرتكاريا علامة سابقة ومنذرة لمرض الذئبة الحمراء الجهازية وتصلب الجلد الجهزي والتهاب العضلات والجلد الرثوي وإلتهاب المفاصل الروماتويدي وغيرها وهنا قد تكون الارتكاريا في أولى العلامات المبكرة للمرض وكمنذر سابق لحدوث المرض الأساسي مثل داء الذئبة الحمراء الجهازية والتهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب العضلات والجلد والتهاب الشرايين المتعنقد.
5 - أسباب ناتجة عن استنشاق مواد غريبة محمولة في الهواء تدخل الجسم أو تصطدم بسطح الجلد وتتجمع في ثناياه مثل حبوب اللقاح المتطايرة من أزهار النباتات أو الأدخنة والغازات المتطايرة في الجو من المصانع وعوادم الناقلات، والغبار الناتج من تحلل المواد الكيميائية المعدنية أو العضوية كالذي يحدث عند تحلل أجسام الحيوانات والحشرات الميتة كالصراصير والقوارض والقرادات المنزلية التي تتطاير على شكل غبار يدعى "غبار المنازل" وهذا الغبار إذا فحصته تحت المجهر لوجدت فيه عشرات المحسسات التي تسبب الحساسية بجميع أنواعها والسجاد والموكيت المتين في المنازل الفاخرة اليوم هو مخزن واسع لجميع المحسسات المؤذية للجلد والصدر والعين والأنف، ولهذا ننصح بالسجد المسطح أو أرضية مبلطة عندما يكون أفراد الأسرة مصابين بأنواع مختلفة من الحساسية. وقد تنتج الأرتكاريا نتيجة تحلل قشور جلد الإنسان أو شعره أو إفرازاته الخارجة أو من وبر الحيوانات وقشورها وأصوافها مثل القطط والأرانب والدجاج والبط التي تتواجد في المنازل كحيوانات أليفة كذلك الغبار الناتج من تحلل أجزاء النباتات كأشجار الزينة .
6 - أسباب ناتجة عن وجود أورام خبيثة داخل جسم المصاب وهنا أيضا قد تكون الارتكاريا كمنذر وعلامة سابقة لهذا الورم ويجب التفتيش عن هذا النوع من الأسباب إذا لم تشر الدلائل إلى وجود أسباب شائعة أخرى خاصة في كبار السن الذين يشكون من حكة وأراتكارياغ مزمنة مصحوبة بقدان الوزن وهزال وتضخم الأعضاء أو الغدد الليمفاوية .
7 - وقد تكون الارتكاريا ناتجة عن اضطرابات نفسية:
عند\ما نعجز عن أيجاد مسبب عضوي أو طبيعي في مريض الأرتكاريا المزمنة، يجب أن لا يغيب عن بالنا الأسباب النفسية التي تعبر عن نفسها على شكل أعراض جسمانية ويجب ملاحظة سلوك وتصرفات المريض بدقة وعن قرب لأن حك الجلد قد يكون كمتنفس لهذه الكوامن الضاغطة داخله وقد تظهر هذه الكوامن يشعور الاختناق في النفس أو على شكل ارتكاريا مزمنة وقد يثبت التحليل النفسي لهذا الشخص انه وجدت في حياته السابقة دوافع ورغبات متضاربة ومتناقضة أو كصدمة أو خيبة أمل بحيث غاصت هذه الدوافع في الباطن وطغت آثارها على الجلد على شكل أعراض ارتكاريا ويعرف هذا النوع من المرض بالأمراض النفسانية الجسمانية وتدعى الارتكاريا هنا "بالارتكاريا ذات المنشأ النفسي" وهي غريبة النوع ولا يصدقها المريض نفسه أو ذووه ويجب أن لا يتسارع الفرد إلى تشخيص هذا النوع إلا بعد استثناء مجموعة الأسباب الأخرى .
هل يصاب كل شخص بالحساسية؟
الحساسية، ومنها الارتكاريا، الشائعة الحدوث ولكنها لا تصيب كل الناس وهناك عوامل كثيرة تعد الفرد للإصابة بالحساسية أو التحسس ومن أهم هذه العوامل هي الوراثة والظروف الصحية للشخص ونوع البيئة التي يعيش فيها الإنسان - أن المحسس " الالرجين " الذي يسبب الارتكاريا لفرد ما ليس هو دائما السبب نفسه للارتكاريا عند شخص آخر . ولهذا إذا كان أحد أفراد عائلتك مصابا بالحساسية عادة ما فانه ليس حتما انك مصلب بنفس الحساسية لنفس المادة .
منقول