تنفرد مجلة " طبيبي" بتقديم كل ماهو جديد دائما وكما عودناكم.
نقدم إليكم وعلى مدار عدة حلقات الأمراض الأكثر غرابة في العالم.. هذه الأمراض لا يعرف عنها الكثيرون.... ويتصور البعض أن هذه الأمراض هي من وحي الخيال فقط وأنها فقط ربما نراها في أفلام اللاواقع ... وفي الحقيقة هذه الأمراض موجودة بين البشر ويعاني منها عدد ليس بالقليل.
اتصل بي أحد الاطباء من أصدقائي يتسائل ... هل تعرف شيئا عن مرض اسمه.... كاواساكي KAWASAKI . انه مرض غريب وربما سمعت عنه في الكتب فقط ولكني لم أراه.... هل هو مرض معدي أم مرض مزمن أم ماذا؟ تصفحت الكتب والمراجع كي استطيع الرد عليه ...
إن أول وصف لهذا المرض كتبه طبيب أطفال ياباني أسمه توميساكوكاواساكي في عام 1967ميلادية. وقد وصف مجموعة من الأطفال يعانون من حرارة وطفح جلدي ، ورمد أو التهاب ملتحمة العينين ، وتغيرات في الفم على شكل احمرار الحلق والغشاء المخاطي الفموي وانتفاخ اليدين والقدمين وتضخم الغدد الليمفاوية في منطقة الرقبة واسماه مبدئياً مرض الغدد اللمفاوية المخاطي الجلدي وبعد عدة سنوات اكتشفت المضاعفات القلبية لهذا المرض وأهمها مرض (أم الدم ) وهو تمدد شرياني يؤثر بشكل رئيسي على الشرايين التاجية للقلب .
والمرض الغريب سببه التهاب يصيب الأوعية الدموية صغيرة ومتوسطة الحجم أو يؤثر في جدرانها مما قد يسبب التمددات الشريانية ( أم الدم) خاصة للشرايين التاجية وهي التي تغذي القلب. وغالبية الأطفال المصابين يعانون من أعراض حادة لكن من دون مضاعفات. وتبلغ تقريباً نسبة المصابين بمرض أم الدم كأحد مضاعفات هذا المرض حوالي 20بالمئة إذا لم يعطوا أي علاج وفي الحقيقة أن هذا هو السبب الرئيسي لعلاج الأطفال المصابين بمرض كاواساكي.
ويعتبر المرض غير شائع لكنه السبب الأكبر في التهابات الأوعية الدموية لدى الأطفال. ويؤثر مرض كاواساكي في الأطفال بين 2-5 سنوات وحوالي 80 بالمئة من المرضى المصابين يكونون أقل من 5 سنوات في العمر. والمرض أكثر شيوعاً في الأولاد منه في البنات وقد يظهر في أي وقت من السنة لكن أعداد المصابين تزيد في فصلي الربيع والشتاء. والأطفال اليابانيون والشرق آسيويون هم الأكثر إصابة بهذا المرض ولكنه وصف تقريباً في كل أنحاء العالم.
ويبقي المسبب لهذا المرض غير معروف لكن يشتبه أن تكون الالتهابات الجرثومية مثيرة له. والافتراض الأكثر قبولاً وجود فرط في التحسس أو خلل في الجهاز المناعي للجسم ربما بسبب التهاب جرثومي فيروسي أو بكتيري مما يسبب عملية الالتهاب التي تؤدي إلى تأثر الأوعية الدموية فيمن لديهم قابلية وراثية لذلك. والمرض ليس وراثياً ولكن يتوقع أن القابلية الوراثية تلعب دورا فيه .ومن النادر أن يصاب أكثر من طفل بهذا المرض من نفس العائلة في نفس الوقت. وهو ليس معد ولا يمكن الوقاية منه. و من الممكن ولكن من النادر أن يصاب الطفل بهذا المرض أكثر من مرة (حوالي 1بالمئة فقط من المصابين قد يظهر لديهم المرض مرة أخرى ).
تتفاوت حدة المرض من طفل إلى آخر .بعض الأطفال قد لا تظهر عليهم جميع العلامات المرضية وأغلبهم لا يعانون من تأثر القلب بهذا المرض. ويظهر التمدد الشرياني فقط في 2بالمئة من الأطفال المعالجين.ويكون المرض في شكل غير مكتمل أي لا ترى فيه العلامات المرضية المميزة وخاصة في الأطفال الذين هم دون السنة الأولى من العمر مما يجعل تشخيص المرض أصعب في هذه المرحلة وقد يحصل التمدد الشرياني في هذه الفئة العمرية.
ما هي العلاجات المتوفرة؟
إذا تم تشخيص المريض فيجب إدخاله للمستشفي للمتابعة والعلاج وينبغي أن يبدأ العلاج في أقرب فرصة ممكنة لتقليل المضاعفات القلبية .
ويتكون العلاج من الأسبرين و الغاماغلوبيولين عن طريق الوريد بجرعات مرتفعة. وكلا العلاجين يساهمان في تقليل الالتهاب الجسمي واختفاء الأعراض والعلامات المرضية والغاماغلوبلين علاج أساسي لهذا المرض وأثبت فعاليته في منع المضاعفات القلبية في نسبة كبيرة من المرضى. أما أدوية الكورتزون فقد يحتاج لها في علاج الحالات الصعبة التي لا تستجيب للغاماغلوبيولين
وكما قلنا سابقا سبب هذا المرض مجهول ولا يوجد مختبر يستطيع ان يجزم 100بالمئة بأنه كاواساكي ولكن يحكم عليه من خلال الأعراض ، وقد تكون الاسباب الجينية عاملا لحدوث المرض بالاضافة الى تواجد الطفل بالقرب من المستنقعات او برك المياه الراكدة ، كما لوحظ الارتباط بين هذا المرض ووجود حشرة معينة في السجاد .
تم النشر قبل 11th September 2013