صالح شبرق - جدة
اعتبر الدكتور محمد عطية استشاري جراحة العظام وعظام الأطفال اعوجاج العمود الفقري من المشاكل التي قد يعاني منها الإنسان، لافتا إلى أن الاعوجاج، هو انحناء غير طبيعي يؤثر على نمو العمود الفقري، ويبدأ هذا الاعوجاج قبل أوج سن النضج (للفتيات من 10 – 14 سنة وللفتيان من 12 – 16سنة)، ويزداد سوءا أثناء البلوغ، وذلك بسبب النمو السريع للجسم في هذه المرحلة من العمر، ويؤثر على الفتيات أكثر مما يؤثر على الفتيان. وعن أسبابه يضيف د .عطية: لا يعرف لهذا المرض سبب واضح حتى يومنا هذا، إلا أنه قد وجد أن له ارتباطا قويا ببعض الظروف، منها التاريخ المرضي للأسرة، وحمل الحقائب المدرسية الثقيلة، وأسباب هرمونية، وإدراك حسي ذاتي من خلال عضلات الشخص نفسه. وحول التشخيص يبين د.عطية انه يتم ملاحظة أغلبية الحالات من قبل الأسرة، فالأمهات يلاحظن ذلك على بناتهن عند قياس أو ارتداء الملابس، وبالنسبة للفتيان يكون ذلك عندما يسبحون مثلا. ويأخذ د.عطية جانب العلاج فيقول: بالنسبة لأغلبية الحالات التي يتم اكتشافها مبكرا، ويكون قياس الانحناء أقل من 30 درجة، فإن العلاج هو وضع الحالة تحت المراقبة مع سلسلة من الفحص السريري والشعاعي، بيد أنه عندما يصل الانحناء إلى 30 درجة، فيوضع المريض في مقوم والهدف النهائي من ذلك هو إيصال الطفل إلى نضجه الفقاري بانحناء أقل من 50 درجة في معظم الحالات. وأما الانحناءات التي تصل إلى 50 درجة، فإنها تميل إلى الزيادة بواقع من درجة واحدة إلى درجتين على الأقل كل سنة، ولذلك فإننا نعرض على المريض في هذه المرحلة تصحيح الاعوجاج بالتدخل الجراحي، كما أن معظم الانحناءات التي تكتشف مبكرا تكون انحناءات مرنة، وهذا يعني إمكانية التصحيح، وأن المظهر التجميلي هو الجزء الرئيسي من العملية الجراحية، أما الانحناءات التي تصل إلى درجات كبيرة وتكون صلبة، فهذا يعني صعوبة بالغة في تصحيحها والنتائج التجميلية أقل توقعا.
منقول