في هذا المقال سنغوص في أعماق شبكية العين بمزيد من التفصيل مع المادة الصبغية التي تسمى رودوبسين العاملة في شبكية العين
رودوبسين هو عبارة عن مادة تتوقف عن العمل تحت الضوء الشديد وتعاود نشاطها في الظلام العين لا يمكن أن ترى بوضوح في الضوء الخافت ما لم يتم إنتاج ما يكفي من رودوبسين في العين فوظيفة رودوبسين هو زيادة الكفاءة التي تعين العين على توليد وانعاش العصب ويتم إنتاج هذه المادة بالقدر المطلوب تحديدا عند الحاجة إليها فعندما يتم الحفاظ على توازن رودوبسين فان الصور تصبح واضحة
ماذا سيحدث لو رودوبسين التي تعتبر مهمة جدا لعملية البصر لم تكن موجودة ؟ في هذه الحالة فإن المرء لن يكون قادرا على الرؤية بشكل سليم ولذا فمن الواضح أن هناك نظام مثالي داخل العين قد تم تصميمه بأدق التفاصيل
من الذي اوجد لنا هذا الابداع وهذا النظام ؟ من الذي أوجد الضوء وقدمه لنا وقدم بعده لنا العالم الملون ؟
كل مرحلة تشتمل على سلسلة من العمليات التي تتطلب وجود الحكمة والإرادة والقوة في تقديمها إلى حيز الوجود انه من الواضح أنه لا يمكن ان يتم كل ذلك الانسجام عن طريق الصدفة كما أنه من المستحيل لمثل هذا النظام ان يتشكل على مر الزمان وحده مهما تعاقبت السنين
مثل هذه الأنظمة المثالية لا يمكن أن تأتي إلى حيز الوجود إلا نتيجة ابداع خاص وتدخل مباشر من الله المالك للقوة الأبدية والحكمة التي تملئ الكون كله
ان الأمثلة الفنية التي يقدمها الله لنا تشمل نظام الكون كله انه تصميم فريد من نوعه واضح في تشكيلات اللون انه من الخالق الله القدير على كل شيء
( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) البقرة 117( وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ) النساء 132اللون هو الشيء الذي يساعدنا على التعرف على خصائص الأشياء بمزيد من الدقة والتفكير في ألوان الكائنات حولنا تأتي بكل بساطة لإشعارنا بمجموعة متنوعة من تفصيلات الألوان المحيطة بنا فكل شيء حي وغير حي لديه لون فالكائنات الحية من نفس النوع مثلا لها نفس الألوان الخاصة بها في كل مكان في العالم
ولون اللب في البطيخ هو دائما أحمر والكيوي لونه دائما اخضر والبحار هي دائما ظلال من اللون الأزرق والأخضر والثلج أبيض والليمون أصفر ولون الفيلة هو نفسه في أي جزء من العالم وكذلك ألوان الأشجارهي لا ولن تتغير
.
وهذا ينطبق على الألوان المنتجة اصطناعيا أيضا أينما تذهب على الأرض واذا مزجت الأحمر مع الأصفر وسوف تحصل على البرتقالي أو إذا خلطت الأبيض والأسود ستحصل على الرمادي والنتيجة هي دائما نفس الشيء عند هذه النقطة قد يكون من المفيد التفكير بشكل مختلف نوعا ما
دعونا بداية نفكر عبر طرح سؤال عن ماهية ألوان الكائنات الحية يمكننا شرح ذلك من خلال المثال التالي
تخيل نفسك تمشي الى متجر فترى منسوجات باشكال متعددة بألوان متناسقة للغاية مع بعضها البعض بالتأكيد لم توجد تلك الأقمشة عن طريق الصدفة والناس تدرك كيف تم صناعتها وتحديد ألوانها لقد تعرضت الاقمشة الى العديد من المراحل المتلاحقة حتى تم عرضها في المتجر وباختصار فإن وجود هذه الأقمشة يعتمد على الناس الذين تم تصميمها وتصنيعها لهم
فعندما تنظر الى الاقمشة فانك لن تقول أنها جاءت صدفة أو أن تصاميمها تشكلت صدفة في الواقع لا يمكن لشخص ان يقول بذلك اذا فالفراشات والزهور وكل الاشياء الملونة تحت سطح البحر والأشجار والغيوم الخ كلها جميعا قد قدمت كما تقدم الاقمشة مختلفة الألوان والأنواع
ان التنوع الموجود في الكون هو نتيجة لتصميم خاص ويتجلى هذا التصميم في كل مرحلة من مراحل تشكيل الضوء وصولا الى الصورة الملونة التي يراها الدماغ هذا واحد من أعظم الأدلة على وجود المالك وهوسبحانه خالق التصاميم الملونة كلها وبالتأكيد انه الذي يمتلك الحكمة البالغة غير المحدودة وهو الخالق القوي الذي يخلق كل الألوان والتصاميم في الكون التي ينبهر الانسان بها
منقوول