معجزة عيسى وآدم عليهما السلام
إنها معجزة شديدة الوضوح ولا تقبل أي احتمال للمصادفة
لأن لغة الأرقام لا تكذب، وهي بالفعل تشهد على أن منزل هذا القرآن
هو الله سبحانه وتعالى....
سوف نعيش مع معجزة عظيمة جداً وواضحة جداً، وتشهد على أن هذا القرآن
ليس من تأليف بشر كما يدعي المشككون. فنحن لم نشهد معجزة خلق سيدنا
آدم أو سيدنا عيسى، ولكننا نستطيع اليوم رؤية هذه المعجزة بوضوح كامل
يقول تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
[آل عمران: 59]. هذه هي الآية التي تتحدث عن خلق هذين النبيّين الكريمين،
ولكن أي المعجزة؟ لنتأمل هذه اللوحة الهندسية الرائعة لتكرار اسم
كل من (آدم) و(عيسى) في القرآن:
تماثل في تكرار كل اسم: الآية تتحدث عن تماثل بين آدم وعيسى
(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ)،
والعجيب أن اسم (عيسى) تكرر في القرآن 25 مرة، واسم (آدم)
تكرر في القرآن 25 مرة!!!
تماثل في الآية السابعة: لاحظوا أن الآية السابعة (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ)
هي ذاتها في تكرار كلا الاسمين!!
تماثل في الآية التاسعة عشرة: لاحظوا أن اسم (آدم) ورد للمرة 19 في السورة رقم 19 (سورة مريم)،
واسم (عيسى) ورد للمرة 19 في السورة رقم 19 (سورة مريم)!
والسؤال لكل ملحد: هل هذه مصادفة أم إعجاز؟!
تأملوا معي بلاغة هذه الآية وتأثيرها النفسي، محمد صلى الله عليه وسلم
لا يمكنه أن يأتي بهذه الآية من تلقاء نفسه، بل لا يمكن لأحد من البشر أن يقلِّد
أسلوب هذه الآية لأنه أسلوب إلهي،
ونوجه سؤالاً لكل من يدعي أن القرآن من
تأليف محمد: لماذا تناول محمد صلى الله عليه وسلم
هذا الموضوع؟ وماذا سيحقق له من مكاسب؟
ولماذا يقول (عند الله)؟ لماذا لا يقول (عندي أنا)؟
وهل يمكن لأحد أن يقول إن هذه المعاني والبلاغة جاءت بالمصادفة؟
إذا كان العقل السليم لا يقبل ذلك، فكيف تريدوننا أن نقبل أن كل هذه
الحقائق الرقمية جاءت بالمصادفة؟
نلخص هذه العجائب الرقمية:
- لو تأملنا الآيات التي وردت فيها كلمة (عيسى) نجد أن الآية
(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ) يأتي ترتيبها 7 بين الآيات الخمسة والعشرين.
- ولو تأملنا الآيات التي وردت فيها كلمة (آدم) نجد أن الآية
(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ) يأتي ترتيبها 7 بين الآيات الخمسة والعشرين.
- عدد كلمات النص القرآني (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ) هو 7 كلمات.
- عدد حروف عبارة (مَثَلَ عِيسَى) 7 أحرف.
- عدد حروف عبارة (عِنْدَ اللَّهِ) 7 أحرف.
- عدد حروف عبارة (كَمَثَلِ آَدَمَ) 7 أحرف.
- عدد حروف عبارة (ثُمَّ قَالَ لَهُ) 7 أحرف.
- عدد حروف عبارة (كُنْ فَيَكُونُ) 7 أحرف.
- عدد حروف (عيسى) و(آدم) هو 4 3 يساوي 7 أحرف.
- عدد حروف (مَثَلَ) و(كَمَثَلِ) هو 3 4 يساوي 7 أحرف.
- عدد حروف اسم السورة التي وردت فيها هذه الآية وهي سورة (آل عمران)
عدد حروفها (2 5) يساوي 7 أحرف.
- عدد حروف أول كلمة في الآية وهي (إِنَّ) هو 2 وعدد حروف آخر كلمة في الآية
وهي (فَيَكُونُ) هو 5 حروف، والمجموع 2 5 يساوي 7 أحرف.
- بما أن الله خلق آدم من تراب فإن عدد حروف (آدم) هو 3
وعدد حروف (تراب) هو 4 والمجموع 7 أحرف.
- كذلك عدد حروف (آدم) هو 3 وعدد حروف (خَلَقَهُ) هو 4 والمجموع 7 أحرف.
- الله هو الذي قال لآدم كن فيكون، وعدد حروف اسم (الله) هو 4
وعدد حروف كلمة (قال) هو 3 والمجموع 7 أحرف.
وتأملوا معي روعة أسلوب القرآن: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ
مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
هذه كلمات بليغة ورائعة ويقشعر البدن لدى سماعها، وأقول لأولئك الذين يدَّعون
أنهم استطاعوا تأليف سورة تشبه سور القرآن: والله إنكم لو حاولتم تقليد هذا
النظام الرقمي في جملة تؤلفونها
بحيث تحقق حروفها هذا النظام الرقمي، فإنكم لن تحصلوا إلا على ما يشبه
الكلمات المتقاطعة لا معنى لها،
فهل تقتنعون معي أنه لا يمكن لأحد أن يأتي بمثل القرآن؟
إذاً استمعوا معي إلى البيان الإلهي:
(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا
بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ
كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا
فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ)
[البقرة: 23-24].
بقلم عبد الدائم الكحيل