الطب الحديث والطب الشعبي

نحن نؤمن بأن الله أنزل الداء وأنزل الدواء، قال نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم (ما أنزل الله داء الا وأنزل معه الدواء، علمه من علمه، وجهله من جهله) أو كما قال صلى الله عليه وسلم. لكن لو افترضنا أن هناك أخطاء، اذاً فلنتأكد ان هناك أعمالا وهناك نجاحا لأنه لولا العمل والنجاح لما حصلت الأخطاء، فكلنا بشر ومعرضون للخطأ والنسيان وهناك أخطاء كثيرة حصلت في مستشفيات كبيرة انتهت أخطاؤهم (بموت أطفال ونساء ورجال) انها أخطاء طبية قتلت طفلا لم يبلغ أمام والده وامرأة كبيرة في السن تموت امام أبنائها، وغيرها كثير.. ونحن نقول ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، نعم ان الحياة والموت بيد الله سبحانه وتعالى..

المشكله ليست العلاج بالطب الشعبي، لكنها تكمن بأن كثيرا من المرضى المصابون بأمراض خطيره لايمكن معالجتها الا داخل المستشفيات أصبحوا لايعتقدون أن شفاؤهم باءذن الله لن يحصل الا على معالج شعبي .ان كثيرا من ادعياء العلاج الشعبي يستمرون مع مريضهم وصرف ادوية شعبيه لها آثارها السلبيه وعندما تسوء حالة المريض ويستفحل المرض ينصحوه أخيرا بمراجعة المستشفى والذي يكتشف أن ما تعاطاه المريض من هذه الأدويه هو ما عجل في استفحال المرض لدى المريض.

المرضى لايذهبون الي الطب الشعبي الا بعد ان يمرون على عدد من الاطباء بعدد من المستشفيات ويفقدون الثقه بهم ومن ثم يذهبون الي الطب الشعبي وبأمر الله يتعافون . ولكن ماكل من يداوي هو شعبي شفاوي.

من الصعوبة أن نعقد صلحا بين قطبين مختلفين الا وهما الطب الحديث والطب الشعبي، ولكل واحد منهما نجاحاته الكبيرة واخفاقاته المخيفة، ولكن يجب أن نثقف الآخرين عن الشئ الذي يدخل ضمن حدود المعقول ونجعله ضمن الاسباب، ونعرف الشئ الذي خارج اطار المعقول ونحذره. والله إذا اذن بالشفاء لأحد جاء على أي سبب.



وما الطب والتداوي بالاعشاب إلا أمور دنيوية يجب الاهتمام بهما وايجاد علاقة بينهما ؛ من خلال كليات مختصة للطب الشعبي في الجامعات تكون مساندة للتخصصات الطبية المختلفة . كيف لا وقد نبأنا القران الكريم , كتاب رب العالمين ،وكذلك السنة المطهرة ، عن أهمية التداوي بالعسل وفوائده العظيمة ، فقال تعالى : ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتً ومن الشجر ومما يعرشون (68) ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاءٌ للناس إن في ذلك لأية لقوم يتفكرون ) . (النحل :68,69 )
كما ان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال:(عليكم بالشفاءين العسل والقرآن ) رواه ابن ماجد. وجاءت السنة المطهرة لتخبرنا عن التداوي بالاعشاب الواردة في كتب الطب النبوي .

لو وصف لنا مثل هذه الأدوية طبيب باحث متمرس لأخذنا برأيه، أما أن يترك المجال للجهلة والمرتزقة فهذا ما يؤدي للمخاطر وإن شفيت حالات.

كما يجب على مراكز الأبحاث عمل دراسات عن الأدوية الشعبية السائدة وتحذير المرضى من مغبة تناولها دون اشراف طبي.

اعداد: مصطفى نمر دعمس

منقووووووووووول