العلاج بالإبر الصينية ..نجاعة علمية وطبية .. يعتمد العلاج بالإبر الصينية على وجود قنوات في الجسم وخزها يزيل أو يخفف الألم ..نتائج مذهلة حققها الوخز بالإبر الصينية في مجال مكافحة البدانة وإنقاص الوزن
الاثنين 20 - 5 - 2013
تقول المراجع الصينية أن جندياً صينياً في أحد المعارك أصيب بسهم في صدره ، فتم إخراج السهم ومعالجة الجندي الذي لاحظ أنه بعد ذلك شفي من جملة أمراض كان يعاني منها قبل إصابته ،
وهو ما لفت نظر الأطباء فاهتموا بها وأخذوا يجرون التجارب عليها مستعملين إبراً معدنية صغيرة ، وليبدأ مفهوم العلاج بالوخز ، أو ماعرف العلاج بالإبر الصينية ، والتي يمكن تلخيصها بأن الألياف الدقيقة في الأعصاب هي المسؤولة عن نقل نبضات الألم ببطء للجهاز المركزي للألم ،والإبر لها عند الوخز تأثير منبه على الألياف العصبية الكبيرة المسؤولة عن منع مرور الإحساس بالألم خلال الخلية العصبية وبالتالي إلى الجهاز المركزي للإحساس في المخ . وقد تبين أن وخز نقاط معينة يؤدي لغلق بوابات الجهاز العصبي ، الأمر الذي يؤدي لوقف السيل العصبي من بعض المراكز في المخ .
ضمن هذه الحقائق ازدهر العلاج بالإبر الصينية في مناطق كثيرة من العالم كاليابان ثم دول شرق آسيا والهند مع حلول القرن السابع عشر، ولم يأت القرن الثامن عشر حتى عرفت ألمانيا هذا النوع من التداوي ، ومن ألمانيا انتشر في فرنسا خلال القرن التاسع عشر.
البحث في أسرار الوخز بالإبر الصينية كعلاج لم يتوقف ، ودائما كان العلماء والأطباء يتوصلون إلى اكتشافات جديدة في هذا الطب ، ففي عام 1964 توصل عالم صيني هو" كيم بونهاونزن " إلى وجود قنوات ونقط خاصة بوخز الإبر أطلق عليها (كين جراك) وهو الاكتشاف الذي أحدث ثورة في أسلوب العلاج وإزالة أو تخفيف الألم، وقد انعكست هذه النتائج المذهلة التي توصلوا إليها في شكل ردود فعل عالمية واسعة النطاق .
واستمرت الأبحاث حول الوخز بالإبر الصينية وصولاً للطبيب الفرنسي " بول نوجيه " الذي توصل إلى تطوير العلاج عن طريق الوخز في الأذن ،ثم جاء الطبيب الألماني " ول " بأبحاث عن علاقة مسارات ونقط العلاج بالإبر الصينية والجهاز العصبي ، ضمنها في كتابه الذى يدرس حالياً في الصين وأوروبا، وقد اعترفت منظمة الصحة العالمية رسمياً بالإبر الصينية كعلاج هادف وفعال بحلول عام 1967، و تم عقد أول مؤتمر عالمي لهذا النمط العلاجي في الصين في العام نفسه ثم توالت المؤتمرات العالمية لدراسة وتعميم هذا العلاج في شتى أنحاء العالم .
علمياً
إزاء النجاحات الكبيرة التي حققها ويحققها العلاج بالإبر الصينية يسعى العلم لتفسير أسباب النتائج الايجابية التي يتم التوصل إليها عبر الوخز في معالجة الأمراض ، فسطح الجلد يعكس تأثير حالة أعضاء الجسم الداخلية على شكل إحساس بالألم عند ضغط أو لمس هذه المنطقة من الجلد أو في شكل انقباض عضلي ، أو قد تنبسط الأوعية الدموية أو تنقبض ، ويمكن تفسير ذلك كله بما يسمى نظرية رد الفعل اللاإرادي من العضو إلى السطح مثل ما يحدث في حالة جلطة الشريان التاجي حيث يظهر الألم في الكتف الأيسر . ويطلق على نقط الجلد التي تظهر ما يحدث بالأعضاء الداخلية بنقط التنبيه ، وهي ذات أهمية كبيرة إذ تلعب دوراً مهماً في العلاج بالوخز بالإبر.
ومن المعروف أنه عند الوخز بالإبر في نقط التنبيه يقوم الجهاز العصبي المركزي بإفراز مواد مخدرة كالـ " إندروفين " و " إنكيفالين " بكميات مقننة تشبه المورفين ولكنها لا تسبب الإدمان.
وسائل الوخز بالإبر:
استخدم قدماء الصين إبراً ذات مقاسات مختلفة تبدأ من نصف بوصة ، وتتألف من أربعة أجزاء هي اليد والجذع والجسم والرأس ، ومن خامات متنوعة كالخشب والحجر وعظام الحيوانات ثم تطورت لتصنع من الذهب والفضة والبرونز والصلب الذي لا يصدأ ، وفي عصر الإمبراطور الصيني " ماوتسي تونج " كانوا يصنعون رأس الإبرة من النحاس، وقد توصل الطبيب الفرنسي " بول نوجيه " إلى أن لنوع الإبرة تأثيراً مختلفاً في العلاج وأن إبرة الذهب تؤدي لأفضل النتائج.
وفي عام 1975 تم في ألمانيا إنتاج أول جهاز ليزر من نوع " هيلوم - نيون " لأغراض الوخز بالليزر ، والذي يعد الآن أحد أنواع العلاج بالإبر الصينية التي جاءت بنتائج مدهشة وبدون أية مضاعفات . ولقد تطورت هذه الأجهزة ، حيث تم تصنيع أجهزة ليزر تحت الحمراء، تستخدم في علاج الأمراض الجلدية والآلام المزمنة.
فوائد العلاج بالإبر الصينية:
حالياً يستعمل العلاج بالإبر الصينية في العديد من الأمراض منها الالتهابات الروماتيزمية المفصلية والانزلاق الغضروفي، والجيوب الأنفية ، والربو الشعبي والصداع النصفي وشلل الوجه والشلل النصفي، والذبحة الصدرية وهبوط ضغط الدم وارتفاع الضغط بالأطراف، و اضطرابات النوم والاكتئاب النفسي وانفصام الشخصية والصرع.،و آلام الولادة وانقطاع الطمث ونقص الرضاعة، و التهابات الجهاز البولي وسلس البول والمغص الكلوي والتهاب البروستات .
كما أثبت العلاج بالإبر الصينية نجاعته في أمراض جلدية كالإكزيما والهربس وحب الشباب وتقرح الأطراف، بالإضافة إلى ضعف السمع وطنين الأذن ودوار البحر واضطراب النظر. ، ومؤخراً ثارت ضجة علمية جراء النتائج المذهلة التي حققها الوخز بالإبر الصينية في مجال مكافحة البدانة وإنقاص الوزن ،أما أحدث حالات العلاج بالإبر التي تستعمل حالياً على نطاق واسع وتعطي نتائج ممتازة فهي التخدير لإجراء العمليات الجراحية ومنها عمليات القلب المفتوح والصدر والمخ كذلك أعطى الوخز بالإبر نتائج ممتازة لمدمني المخدرات والإقلاع عن التدخين..
منق................ول