أمراض الأذن والأنف والأسنان
أمراض الأذن
" ب 476 " في الأذن وجمود الدم فيه والطرش والصمم وثقل السمع والدود والوجع والدوي والطنين والقروح والبثر والورم من حراوٍ برد أو ضربة أو شدخ صدفها والسدد فيها والرياح وجريان المدة وسيلان الرطوبات ودخول الماء فيها واجتماع الوسخ وما يقع فيها وغير ذلك قال جالينوس في أصناف الحميّات أن من أوجاع الأذن ما يدور بنوايب.
حيلة البرء في قروح الأذن قال كان رجل من فرقة الحل يعالج قرحة عتيقة كانت في الأذن بالمرهم المتخذ بالقيليما فكانت تزداد في كل يوم عفونة وتمتلي صديداً كثيراً من أنه توهم أن في أقصى ثقب السمع ورما فعالجه بالمرهم المتخذ من الأربعة الأدوية فكان الأذن قد أشرف على العفونة بذلك أكثر وأشر وإنما كان يفعل ذلك لأن مرهم القليميا يدمل القروح التي في اليد والرجل أدمالآً جيداً وليس عندها ولا اكتساب دليل على الأدوية ومن الأعضاء فأراد أن يدمل قرحة الأذن بالدواء الذي يدمل به القروح التي في ظاهر البدن وأيضاً فإن عندهم أن الورم أين ما كان ومتى كان ينبغي أن يحل بالأشياء التي ترخى فلذلك علاج هذا العلاج الردي وأما أنا فبعلمي بأن الأذن عضو جاف يابس جداً علمت أني أحتاج أن أداويه بالمجففات جدا ولكن لأن ذلك الطبيب قد كان عود الأذن بمرهم الباسليقون وهو مرخى لم أر أن أنقله إلى دواء قوي التجفيف بعينه التي انظر في العادة واكتسب منها دليلاً فعمدت إلى شياف ماميثا فادفته بخل وقطرّته في أذنه فبدأ اصلاحه في يوم وعاجلته في اليوم الثاني بأقراص أندرون إياماً أربعة وكان عزمي أن هو احتاج إلى ما هو أقوى تجفيفاً أن أعالجه بمثل دواء خبث الحديد وأطلي أيضاً خارج الأذن بالأشياء التي تجفف غاية التجفيف مثل الدواء المتخذ " ب 476 " بالغرب أو بأقراص اندرون ولكن هذا الرجل برأ ولم يحتج إلى هذه على أنه قد كان أشرف من سوء العلاج على عفن أذنه البتة وقد كان ذلك الطبيب يظن أنه أن عولج أذن وارمة بمثل هذه الأدوية أصاب العليل منه تشنج لأن عنده أن الورم في جميع المواضع يحتاج أن يرخى وقد كان في الأذن ورم قال ولكني أنا لمعرفتي بفضل يبس الأذن جداً على سائر الأعضاء علمت أنه يحتاج أن يداواه بأدوية تجفف غاية التجفيف.
لي إنما لم يصلح القليميا لأنه مغرى قليل التجفيف بالإضافة إلى ما يحتاج إليها الأذن.
قال المواد الجارية إلى الأذن إذا أردنا أن ننقلها إلى عضو قريب نقلناها إلى المنخرين قال وأما أفراد من أصحاب القروح في الأذن فيحتاج إلى أدوية أقوى من هذه بسبب أنه كانت ببعضهم في أذنه قرحة قد أتت عليها سنة تامة أو سنتان فإنيّ داويتهم بدواء أقوى من هذه الأدوية وهو خبث الحديد ينخل بالحرير الصفيق غاية الصفاقة يعاد عليه السحق حتى يصير كالغبار ويطبخ بعد هذا كله بخل ثقيف جداً حتى يصير هو والخل في ثخن العسل ويكون الخل أربعة أضعافه أو خمسة أضعافه فإنه دواء قوي جداً لا عديل له في هذا.
وقال في آخر السادسة أن مجرى السمع على قربه من العصبة النابتة من الدماغ قد يحتمل أن يداوي بالأدوية القوية التجفيف.
المقالة الثانية من حيلة البرء قال أنا استعمل المخدرة في وجع الأذن
إذا أفرط وخفت أن يتشنج العليل ويختلط ومنه قال عالج وجع الأذن بالدواء المتخذ بالأفيون والجندبادستر تديفهما بشراب حلو وتصبه فيه وإذا كان وجعها من ريح غليظة تولدت عن أخلاط غليظة باردة فإياك واستعمال الأفيون واستعمل الكماد بالجاورس والأشياء التي تحلل الريح وتلطف التدبير وترك الغذاء وشرب الماء البتة فإنه ينضج وينحل ويجوز أن يستعمل الدواء الذي فيه مع الأفيون جندبادستر وأن احتجت إلى ضماد فاطبخ الخشخاش بماء والق على الماء دقيق حلبة وبزر كتان وضمد به.
قال ومتى حدث في الأذن ضرر عن استعمال المخدرات فاستعمل بعده الجندبادستر وحده تقطره في الأذن.
وقال في الثالثة من الميامر أن وجع الأذن يسكن بالتخبص والطلي والنطول ولا يستعمل المخدرة ألا أن يخاف الغشي.
الثالثة من الميامر قال يحدث وجع الأذن عن برودة " ب 477 " وهذه البرودة تحدث إما من قبل ريح باردة تلقى الرجل في الطريق وأما من استحمام بماء بارد ويتوجع أيضاً عن ماء يدخل فيها ولا سيما متى كان ذلك الماء دوائياً ويتوجع أيضاً عن ورم وهذا الورم مرة يكون في الجلد المغشي على الأذن ومرة يكون في باطن الأذن وهو الصماخ وذلك عند ما يكون حدوث الورم في العصبة التي بها يكون السمع ويكون من خلط حاد ينصب إليها من البدن أو ريح نافخة غليظة ترتبك فيها.
قال وما كان من وجع الأذن بارداً فالأدوية الحارّة تبرئه في أسرع الأوقات قال والقرويون يطبخون عصير البصل والثوم في الزيت ويقطرون منه في الأذن قال وأنا أعمد في هذا الموضع في الفرفيون فاخلط منه الشيء اليسير مع زيت كثير وألقيه في الأذن وربما خلطت به شيئاً من الفلفل بعد أن أجيد سحقه لأن الأوجاع الباردة تنتفع بهذه الأشياء القوية الأسخان نفعاً عظيماً.
دهن الأقحوان أيضاُ نافع لهؤلاء إذا قطر في الأذن وأن قطّرت فيه دهناً قد طبخ فيه سذاب نفع نفعاً بينا وإذا كان سبب الوجع مادة حريفة من ماء دوائي دخل فيها أو مادة حريفة قد انصبت إليها فملأ الأذن دهناً عذباً وصببته عنه ونشّفه وعاوده مرّات كثيرة حتى يغسل ذلك الخطل وقطّر فيه اللبن أو بياض البيض على هذا النحو مرّات كثيرة ولتكن مفترة فإنه يسكن الوجع الحادث من هذا الفن وشحم البط نافع لها وكذلك شحوم الثعالب فإن كان الوجع من ورم فابلغ الأِشياء مرهم باسليقون يذاب بدهن الورد فإن اشتد الوجع جداً واضطررت فاستعمل المخدرة فإذا كان الوجع مبرحاً فاجعل فيها من الأفيون جزءاً وجندبادستر نصف جزء وإلا بالسوية.
جالينوس يستعمل في ورم الأذن هذا الدواء والشحوم خاصة شحم البط والدجاج وأنا أحسب أن استعمال هذه وإن كان يسكن الوجع جميد العاقبة ولا ينبغي أن يستعمل إلا في شدة الوجع جداً إذا كان الوجع قد وقع بالفصد والإسهال ويستعمل بعقبه شياف ماميثا وخل.
جالينوس يستعمل نسخة هذا الدواء جندبادستر أولاً سحقاً بليغاً ثم يلقى عليه الأفيون ويسحق بشراب حلو ويستعمل أقراصاً ويحتفظ به ويداف وقت الحاجة بشراب حلو ويفتر ويلقى في الأذن يعصر فيها من صوفة وإياك أن تقطّر " ب 477 " في الأذن شيئاً إلا فاتراً بقدر ما يمكن العليل احتماله وجرب قليلاً فإن احتمل العليل اسخن منه فزد في اسخانة ما احتمل العليل وإذا استعملت تكميد الأذن ببعض الأدهان المسكنة للوجع فقّوها واملأ الأذن منه ودعه ساعة ثم صبّه ثم عاود مرات ثم املأهما منه وضع فيهما قطنة فإن احتجت أن تعاوده فعلى هذا.
قال وإن كان في الأذن ريح غليظة فاجعل مع الدهن بعض الأدوية المعالجة المقطّعة وتعرف هل ذلك من ريح غليظة أو خلط غليظ لزج بالسؤال من السبب البادي وذلك أنه إن كان العليل قد أصابه فيما سلف برد فإنما اجتمع في أذنه ريح غليظة وإن كان يشكو ثقلاً ولم يزل يستعمل الأطعمة الغليظة فإنه قد اجتمع في أذنه أخلاط باردة غليظة وذلك أنه متى كان الرجل مستعملاً للأغذية الغليظة وحدث عليه برد يصيبه هاج الوجع بسبب عدم تحلل ما يتحلل فاخلط حينئذ مع الأدوية التي تعالج بها رغوة البورق والنطرون ودهن اللوز والخربقين والكندش واللوز والزراوند والدار صيني وكل الأدوية التي تفتح سدد الكلي وكل دواء لطيف لا يلذع مثل أصول قثاء الحمار وأصول الكرم الأسود والأبيض وأصول اللوف وجميع الأدوية التي فيها مرارة ولا يلذع فإن هذه تجلوا ما في الأذن من الوسخ ويفتّح مسامه ويقطع الأخلاط الغليظة ويفتّح السدد.
قال وإياك أن تعالج بالأدوية القوية الحرارة الأذن التي فيها ضربان وعالج ما كان مع ضربان شديد بشياف ماميثا والخل ودهن الورد فإن هذه جيدة للورم في الأذن.
في قروح الأذن قال وما كان من قروح الأذن قريب العهد فالماميثا يبرئه البتة وحده إذا سحق بالخل والشياف الوردية وشياف الماميثا فإن كان يجري منها قيح كثير فعالجه بأقراص اندرون فإن لم ينجح هذه فاسحق خبث الحديد بخل ثقيف في شمس أياماً كثيرة وقطر منه على ثقة به.
قال ووجع الأذن يبرؤ ويسكن بالتكميد بالأدهان المطيّبة الفاترة وبدهن الناردين ومرهم الباسليقون والذي فيه لذع وضربان يسكن ببياض البيض واللبن واستعمل أقراص اندرون وغيرها مرة بشراب حلو ومرة بخل وماء ومرة بخل فقط على حسب ما ترى من شدة الوجع فإنه إذا كان الوجع شديداً لا ينبغي أن يستعمل الخل.
دواء جيد يحلل تحليلاً بلا أذى وينفع من " ب 478 " الأوجاع الباردة يحل القنّة بدهن السوسن ويفتر ويقطر فيه التكميد عند ضربان أما من داخل وأما من خارج بأن يصبّ في الأذن مفتراً كما مر في الشحوم ويصبّ عنها مرات.
قال
التكميد باليابس خير للأذن
من التكميد الرطب أعنى أن يكمّد بالجاورس أو بقطعة لبد مرغزي مسخّن فهذا تكميد اليابس وأما الرطب فيطبخ سداب بالزيت والخل وما يجعل تحت إجّانة عليها قمع وثقب ذنب للوجع في الأذن مع سيلان المدة قشور رمان وشب وزعفران وأفيون وجندبادستر ومر وكندر يعجن بخل وعسل ويستعمل فإنه دواء نافع لأنه يجفف ويسكن الوجع جداً.
دواء جيد للقيح في الأذن أقماع الورد وقشور رمان وقلقطار وزاج وعفص وتوبال النحاس جزؤ جزؤ ومر وكندر وشب وقلقنت نصف نصف يسحق بخل إياماً حتى يصير مثل الطرار ويجعل أقرصة ويستعمل بخل ويقّطر في الأذن.
الدوي والطنين
قال منه ما يتولد من ريح نافخة ومنه ما يكون من قبل نقاء حاسة السمع وذكائها فإن كان الدوي والطنين عن ريح نافخة فعالجه بالأدوية التي تقطّع وتلّطف ويستدل على الدوي والطنين من ذكاء الحس بأن يرى الرجل في طبعه سريع الحواس وذكيها وأن تكون قد عولجت بالأدوية التي تقطع وتلطف إن لم ينفع فعالج هؤلاء بما يخدر الحس قليلاً كالبنج والأفيون فإنه يبرىء للدوي قطّر فيه عصارة قثاء الحمار أو خربق أسود مطبوخاً بخل أو قطّر فيه دهن الغار أو دهن الكراث أو دهن ورد أو زيت قد طبخ فيه شحم الحنظل أو دهن ألبان أو شحم البط أو دهن لوز مر.
بصل النرجسفي الطرش قال إذا أزمن صار منه صمم وينبغي أن يقصص صاحبه بساذج وشحم الحنظل ويغرغر ويجفف رأسه بكل حيلة ويدبر التدبير اللطيف ويقطّر في الأذن ما يقطّع ويلطف المشي فإنه جيد للتجفيف عن الرأس.
أبو لوعس قال كمده بقمع بطبيخ الأفستين أو بطبيخ ورق الغار أو الزوفا اليابس أو عصارة قثاء الحمار قطره في الأذن أو خربق أسود أدخله في الأذن.
الدم السائل من الأذن
استعن بباب نزف الدم وبباب جمود الدم ويقطع النزف أن يخلط عصارة " ب 478 " بخل ويقطر في الأذن يقطع النزف بأن يطبخ عفص بخل ويقطر أن تسحقه بخل وعفص وتجعل منه شافية ودعها خمسة أيام ثم أخرجها آخر يؤخذ حرف جزؤ وبورق ربع جزء واعجنهما بجرم التين واعمل منه شايفة مطاولة وأخرجها كل ثلاثة أيام مرة فإنه يخرج من الأذن وسحا كثيراً ويخفف السمع من ساعته وينفع العسل يدخل في ثقب الأذن منه ومن الوسخ وينفع من الطرش الإسهال الدائم المتواتر وتلطيف الغذاء وتغطية الرأس وشرب الماء الحار وماء العسل.
قال يصاح في الأذن بصوت عال فعلاً متوالياً وقطر فيها دهناً قد طبخ فيه أصول الخنثى أو
الماء الذي يقع في الأذن
يدخل فيه ميل عليه صمغ بطم مداف أو دبق أو غيره من نحوه ويخرج به فإن لم يخرج فليعطّس ويسد الأنف والفم فإنه يتمدد الأذن ويخرج افعل ذلك مرات فإنه أن يقي هناك فإنه يحدث ورماً أو يخشى التشنج فعليك بالأرخاء جهدك.
للديدان وغيره يقطر فيها عصارة الحنظل وقثاء الحمار أو خل وبورق أو عصارة الكبر أو عصارة فوتنج.
الوسخ
ينشر في الأذن بورق ويصب عليه خل وتدعه ليلة مسدودة الرأس ثم يدخل من الغد الحمام افعل ذلك ليالي.
ورم الأذن
يقطر في الأذن عصارة البنج ودهن الورد.
الطنين
قطر فيها شحم البط واطبخ رمانة حلوة بشراب واسحقها وضمدها به فإنه نافع جداً أو يؤخذ عدس فيطبخ بماء ويضمد به أو خذ مرداسنج وعدس وزعفران وأفيون قال يمرخه عليه فإنه جيد قال وينفع هؤلاء الأمساك عن الغذاء وإسهال البطن والسكون وليحذر الشمس والحمام والحركة والقيء والصياح.
الجراحات التي تخرج في أصل الأذن
قال هذه داخلة في جنس الورم في اللحم الرخو ولذلك لا ينبغي أن يعالج بالقمع والمنع الذي هو أول آخر العلاج قال وخاصة هذه الجراحات التي في أصل الأذن فإنا نعالجها بضد المنع والدفع وذلك إنا نعالجها بالجذب بالأدوية الجاذبة وأن لم تؤثر هذه الأدوية فيها أثراً محموداً استعملنا المحاجم.
وذلك أن عنايتنا أن نجتذب الخلط المؤذي من داخل " ب 479 " البدن إلى خارجه لا سيما متى كانت العلة في الرأس أو كان ذلك في الحميات فأما في هذين الوقتين على جذب الخلط الذي دفعته الطبيعة نحرص على أن نعين الطبيعة إلى ظاهر البدن ليخرج ذلك الخلط عن الدماغ أو يقطع الحمى فإن كان الخراج في نفسه قوي التجلب فلا ينبغي أن نعينه بالجذب البتة بل نكله حينئذ إلى الطبيعة وذلك أنه إذا كان التجلب قوياً واستعملت المحجمة أو دواء بجذب عرض للعليل وجع صعب جداً لكثرة ما يميل إلى الموضع ضربة واشتدت حماه وضعفت قوته ولكن في مثل هذا الموضع اقصد لتسكين الوجع بالأدوية المرخية فإن هذه لاعتدال حرارتها ورطوبتها تسكن الوجع وتنضج الأخلاط وتجمع القيح وإذا جمع فبطه واستفرغ المدة أن كانت كثيرة وألاّ فحلّل المدة بالأدوية اللطيفة الجاذبة تدعها عليها وتقلها كل يوم مرتين وتكمده وتعيده حتى يتحلل على ما وصفناه في باب تحليل المدة ثم التي تلين على ما بيّنا هناك وهذه الخراجات إذا لم تكن عظيمة قوية معها وجع شديد يسهل علاجها وذلك أنها لا تبادر إلى جمع المدة ولا توجع وجعاً شديداً وحسبك في هذا الموضع أن تكمد الموضع بكماد اللبلج وتضمده بأضمدة أكثر حرارة وأكثر تحليلاً.
قال إذا كان الخراج الذي في أصل الأذن يبتدىء بوجع شديد فإنه يحتاج إلى أضمدة تسكن الوجع وإلى تكميد متوالي بماء قراح قد طرح فيه شيء قليل من ملح ولهذا الورم أدوية تخصه وتحلله اطلبها في باب الخنازير فإن ها هنا قانون الفوجيلا فقط وهذه الخراجات ما كان منها لا يطمع أن يتحلل إلا بتقيح لعظمه وشدة ضرباته فبادره واعنه على التقيح فأما متى كان الورم يسيراً لا تبادر إلى التقيح فالداخليون ومرهم مساساوس يبرئه " لي " جملة أمر الخراج في أصل الأذن انظر إلى مقدار عظمه ومقدار ضربانه وحال البدن فإن كان البدن ممتلياً والعظم والضربان قوياً فعليك بالأدوية المسكّنة للوجع ودع الطبيعة وفعلها وإن كان في الرأس علة رديئة أو حميات ورأيت الدفع ضعيفاً فاعن الطبيعة بالأدوية الجاذبة والمحاجم فهذا ما ينبغي أن تفعله في أول الأمر فإذا خرج وانتهى منتهاه فانظر فإن كان ما يتحلل من غير أن يتقيح فحللّه بالداخليون ونحوه مما هو أقوى منه مثل الزفت ورماد الكرنب ومثل النورة والشحم العتيق فإن لم ينحل فانضجه بالأضمدة المنضجة وإن كان هو منذ أول الأمر يبادر " ب 479 " إلى النضج فاعنه على ذلك ثم رم إن كان القيح لورم يسير بأن يحللّه بالأدوية وإن كان غليظاً فبطّه وعالجه.
الثانية من تقدمة المعرفة قال إذا خرجت في الأذن خراجات حارة عظمية وكانت عنها حميات قوية يختلط بها الذهن فالأحداث يموتون منها أكثر من المشايخ وذاك أن الحمى يكون في المشايخ ألين واختلاط الذهن فيهم أقل فيبقون إلى أن تتقيح آذانهم فيتخلصون بها فأما الشبّان فلشدة حرارتهم يشتد اختلاطهم ووجعهم ويموت أكثرهم قبل أن تتقيح آذانهم.
الثالثة من تقدمة المعرفة قال أوجاع الأذن الحارة مع الحمى القوية الدائمة دليل ردى لا يؤمن على صاحبه أن يختلط عقله ويهلك.
قال جالينوس أما هذا الوجع فإنه يعني به الحادث في الصماخ لأنه لا يكون من أجل غضاريف الأذن مثل هذا الخطر فأما من الصماخ فلقربه من الدماغ فقد يكون مثل هذا سريعاً ويعرض منه السكتة بغتة إذا صارت المادة الموجعة للأذن إلى الدماغ بغتة فانظر في سائر دلائل الهلاك واعمل بحسبه قال وقد يعطب الشابّ من هذه العلة في السابع فأما المشايخ فابطأ من ذلك وذلك أن الحمى يكون فيهم الين واختلاط العقل أخف ويسبق آذانهم فيتقيح ذلك ولكن في هذه الأسنان لهذا المرض عودات قاتلة فأما الشبّان فقيل أن تتقيح آذانهم يهلكون وأن مدت آذانهم في حال سلموا أن كان مع ذلك علامة أخرى حميدة.
الميامر الأدوية النافعة من رض الأذن المر الصبر الكندر اسفيداج الرصاص يطلى عليها من خارج وإذا ورم داخله لشدة الضربة وهاج الوجع يقطر فيه شحم البط والسمن وأن نزف الدم فعصير الكراث والبادروج.
من اختيارات حيلة البرء قال القروح في الأذن يحتاج إلى أدوية قوية التجفيف جداً على قربها من الدماغ " لي " المائين عندنا إذا أزمنت المدة التي تجيء من الأذن جداً وطلات حشوا الأذن بقطن حشوا شديداً ولم يدع صاحبه ينام على ذلك الجنب وإنما يريدون بذلك حقن المدة فإذا احتقنت يومين أو ثلاثة خرج خراج في أصل الأذن فانضجوه وبطوه وعالجوه فبرأ وبيّن لذلك سيلان المدة عن الأذن.
السادسة من ثانية أبيذيميا قال نحن نقطر في الوجع الشديد من الأذن اللبن من حلمة الثدي كيما يسكن بحرارته المعتدلة ويغري وهو نافع " لي " القول الذي ها هنا من وضع المحجمة على الأذن عند " ب 480 " الوجع الشديد إنما هو غلط وقع في اتصال الكلام بعضه ببعض لا وجه له البتة فإن شئت فاقرأه لتعلم ذلك.
اليهودي إذا كان الوجع في الأذن من البلة والسدة فقطر في الأذن ماء الأفسنتين رطباً كان أو يابساً أو ماء قشور الفجل وما يفتح الصمم يدق ورق الحنظل الرطب ويقطر منه في الأذن وهو فاتر أو قطر فيه شايف المرارات قال ونيفع من الصمم بعقب البرسام التخبص المتخذ بدقيق الشعير وأكليل الملك والبابونج ودهن حل فاتر يلين العصبة ويطلق السمع " لي " فينبغي أن يضمد بالملينات لأن هذا إنما يحدث من جفاف يكون في ذلك العصب الذي يجيء إلى الأذن قال وينفع النطول على رؤسهم إن شاء الله.
اهرن دواء جيد لقروح الأذن انزروت ودم الأخوين وقشور كندر وشياف ماميثا ومر وزبد البحر وبورق ارمني وصب في الأذن خل واغسله يصبه عنه مرات ثم يدخل فتيلة فنظفه ثم يلوث الدواء بعسل وتجعله فيه مفتراً افعل ذلك غدوة وعشية فإنه يأكل الفاسد وينبت الصحيح ويبرئه.
ولجمود الدم فيها عصير الكراث وخل يقطره ويقطر فيه أو يلقى فيه انفحة أرنب مع خل " لي " والأدوية التي تحلل الدم خذها من بابه قال وانفخ في الأذن الكثيرة الفيح زاجاً.
وللدود يقطر فيه عصير البصل وعصير الأفسنتين والكراث النبطي.
قال اهرن أن لم يكن أفسنتين رطب فطبيخه.
اهرن للصمم وثقل الأذن عصير ورق الحنظل يقطر فيه أو جندبادستر ودهن الغار يقطر فيه وهما جيدان للأوجاع الباردة الغليظ. الطبري قال هذا دواء نافع للوجع في الأذن جداً شحم الأوز وأفيون وزعفران يجمع الجميع بعد أن يذوب الشحم وينقى ويجعل الشحم أكثر.
لثقل السمع العارض بعد الأمراض الحارة يقطر فيها خل مسخن مع عصار الافسنتين.
ولدخول الماء في الأذن يهيج السعال فإنه يخرج الماء من الأذن.
اهرن إذا كان مع الصمم فساد في سائر الحواس فالعلة في الدماغ وإن كان خلاف ذلك فالعلة في عصب الأذن فقط وذلك إذا لم تكن آفة في المجرى فإذا حدث ثقل السمع فالحث عن التدبير المتقدم والدلائل فإن وجدت امتلاءً دموياً فافصد ولطّف التدبير وإن وجدت طنيناً وثقلاً بلاد درور العروق ولا حدة فاسهل بما يفرغ البلغم عن الرأس واستعمل بعد ذلك الغراغر القوية والعطوس وصب المياه المطبوخة بالخشخاش الحارة على الرأس نحو " ب 480 " البرنجاسف والمرزنجوش وورق الغار والبابونج ونحوها واكب الأذن على بخارها في قمع واستعمل الأدهان الحارة فإن ذلك يحلل فضول الأخلاط ويجفف السمع واجعل في الأذن من هذه الأدوية والأدهان فإن رأيت ثقل السمع بلا ثقل ولا امتلاء فإنه من السدد فاكب العليل على طبيخ الأشياء اللطيفة وقطّر في الأذن افسنتين ونحون من الأشياء المرّة فإنه يفتّح السدود والأشياء اللطيفة كالشونيز والفجل وعصارة الحنظل الرطب نافع جداً للصمم الكائن من سدة وأخلاط غليظة والجندبادستر ودهن الغار جيد للصمم الكائن من البرد وخدر العصب أو مرارات السباع بدهن لطيف حاراً أيها شئت وينفع من الأوجاع الكائنة عن الريح وعلامته تمدد بلا ثقل الأكباب على أبخرة الحشايش اللطيفة والأوجاع التي مع حرارة اعتمد فيها على الفصد والإسهال بالمطبوخ ويقطر في الأذن المبردة المقوية المسكنة للوجع وأن هاج في الأذن وجع من قرحة فاسحق بزرنيخ أو أفيون مع شحم بط وضعه فيه مع اسفيداج الرصاص أو ضع فتيلة بعنب الثعلب وبياض البيض ودهن ورد وكذلك للورم الحار والوجع الحار فإذا سكن وجع القرحة فعند ذلك عالج بالأدوية القوية التجفيف المنقية للقيح مثل الزاج وخبث الحديد ونحوها ولا تعالج بهذه ما دام الوجع شديداً والأوجاع العتيقة المزمنة لا تكون مع حرارة فعالجها بالأدوية الحارة اللطيفة وإن كان إنسان خرج الدم من أذنه ثم ثقل سمعه بعد ذلك فلعل مدة قد جمدت في صماخه فينقيه بما يحلّل