الإسكندر قال علاج القوة بالمضوغ والغرور والعطوس والسعوط والحجامة في القفاء بلا شرط لأن هذه المحجمة يجذب كذا ولعله من ألم به بالسعوط الداء من النخاع وأدلك الرأس وأجعل عليه الأدوية المحمرة وأجود ما يعطس به الجندبادستر والفريبون والكندس وماء السلق وعصارته وآذان الفار وشم القطران جيد لهم وقطع العرقين اللذين تحت اللسان جيد أيضا وقال علاج اللقوة أن يسعط ويوضع على رأسه الدهن ويطبخ لحم حمار الوحش ويغطى على الرأس ويوضع عليه حارا فإن ذلك من أبلغ ما عولج به ألف 36 مجهول قال قد يموت أصحاب القوة فجاءة إلى أربعة أيام فإذا جاوز الأربعة نجوا من الموت قال واللقوة في الجانب الأيسر أعسر ومن أتى عليه شهران طال به وينبغي أن يلزم من اللقوة بيتا مظلما لا يخرج منه ليلا ولا نهارا ويسعط في المنخر من الجانب الذي لا يغمض عينه بدهن الجوز ويغرغر دائما ويعرق بطبيخ المرزنجوش والصعتر والنمام يركب على طست ويتدثر حتى يعرق وينبغي أن لا يأكل شيئا مما يكون من الحيوان الإ العسل بل يأكل دهن الجوز والزيت ولا يذوق شيئا من الفاكهة الرطبة.
سعوط جيد يؤحذ حبة ميويزج وثلاث حبات شونيز يدقان ويسعط مخلوط بالوج والجاوشير شمعون قال حرك جلدة الوجه والشفة من العضل الملبس على القحف وقال أدلك وجهه وصدغيه بدهن الجوز بعد أن يدلك أولا حتى يحمر ويسخن وليكن في موضع سخن ولا يرفع الوقود في الشتاء من بين يديه وحذره الريح والبرد قال وإذا وجد وجعا في عظام وجهه وخده وجلده وجهه فإن اللقوة ستعرض له فحذره أن يصيب البرد وجهه وحذره الحجامة وكذلك كثرة اختلاج الوجه يدل على كفا لي رأيت الحجامة جالبة لهذا في المستعد له وقد رأيت قريبا رجلين أكلا بيضا واحتجما فأصابهما جميعا لقوة من يومهما ذلك وكان أحدهما شيخا عبل البدن والآخر شابا إلا أن مزاجه مزاج الخصيان.
الاختصارات قال لا يسعط صاحب هذه العلة منذ أول الأمر فإنه يهيج العلة لكن بعد الأربعين فإن عرضت له مع ذلك شقيقة فاسعطه بالمومياى والزيبق وليلزم بيتا مظلما ويوقد بين يديه الظرفاء ويكب على طبيخ الشيح والقيصوم لي وجدت الاختلاج الدائم في الوجه ينذر بلقوة وذلك أنه يكون عن خلط غليظ بادر قد مال إلى عضل الوجه.
وقد قال جالينوس أن الاختلاج يحدث في الأبدان في أبرد الأوقات وأبرد الامزاج وعند شرب الماء البارد الكثير والتدبير المبرد فينبغي حين يحدث ذلك أن يدلك الوجه ويمرخ بدهن الفربيون والعاقر قرحا والجندبادستر والتكميد بماء الملح وماء البحر والنطرون.
اريباسيوس قال إنما يستفرغ البلغم اللزج بالخردل إذا مزج بالسكنجبين ألف 36 فإما سائر الغراغر فإنها تجذب رطوبة رقيقة لي رأيت خلقا كثيرا من الملقوين بهم فالج منهم في الجانب الذي فيه عوج الوجه وذلك يدل على بطلان قول من زعم أن العلة في الجانب المستوى.
تياذوق قال أما اللقوة التي تكون من يبس توضع على الرأس دهن بنفسج وتسعط بالزبد ويختص على الرأس والعنق بالخطمى والبنفسج ويدهن اللحى والفقار بدهن الخطمى ويوضع عليها وعلى الرأس مثانة فيها دهن مسخن ويجلب عليه وينطل بطبيخ الرأسن والأكارع ويمسح الفقارة واللحى بشحم البط ويسعط بدهن السمسم واللبن ويدهن الصدغان بالزبد والشحم وشحم البط.
سرافيون قال الغرغرة في اللقوة أوجب منها في سائر العلل فليكثر منها ويقوى ويكب بعد ذلك على طبيخ الصعتر والعاقرقرحا والسداب والشيح والحرمل وورق الغار والبابونج واكليل الملك والمرزنجوش والمرماخور ثم يسعط بالقوية.
ومما له فيه خاصية عجيبة الجبلاهنك يسعط منه برتة حبتين بعد نخلة بماء قد قطر من أسفل الحب فإن أكثرهم يبرأ به في مرة واحدة وإن لم يبرأ في الندرة في مرة ففي أثنين وبعد النفض القوى بالإسهال فليمسكوا دائما في أفواههم أهليلجة سوداء في الجانب المائل وامسح ذلك الجانب وأما القدماء فإنهم يدلكون عضل الفك المائل والأصداغ وخرز العنق والظهر بالخل الثقيف البليغ جدا الذي قد طبخ فيه فوتنج أو حاشا أو صعتر وذلك أن هذا الخل يغوص إلى القعر ويقطع الأخلاط الغليظة الركيكة في العضل سريعا فإذا تمادى الوقت فاتبعه بأدوية قوية مثل العرطنيثا والكندس والفلفل ونحوها أو يؤخذ عاقر قرحا مثقالين وكندس مثقال ودفلى قد علق في سقف المطبخ ثلاثة أشهر ثلاثة مثاقيل صعتر هوازى وزراوند طويل من كل واحد نصف مثقال حب البلسان مثقال ينخل بحريرة وينفخ في الأنف فأنه عجيب للقوة والفالج والصرع والسكتة.
آخر جيد جدا جندبادستر شحم الحنظل فلفل أبيض كندس يعجن بماء المرزنجوش ويستف ثم يسعط به عند الحاجة.
المقالة الأولى من الأعضاء الآلمة قال إذا استرخت العضلتان اللتان تجذبان الجفن الأعلى إلى اسفل لم يقدر على ألف 37 تغميض العين لي رأيت رجلا احتجم وأطال الجوع حدثت له القوة ولم يتعوج منها فمه لكن عسر عليه أطباق إحدى عينيه ولم يتبين في وجهه عوج لأن العلة كانت في الجانبين جميعا لي رأيت عددا بهم اللقوة وجلد الجبهة في الجانب المعوج فيهم ممتد امتدادا شديدا كالحال عند التشنج القوى وينجذب إلى فوق ناحية الرأس حتى أن أسرة الجبهة تبطل البتة في تلك الناحية ويحدث في جلدة الرأس غضون لم تكن قبل ذلك ولا يمكن أن يطبق الجفن الأعلى وذلك لقصره لامتداده إلى فوق لأنه كان لاسترخاء العضل الذي يجذبه إلى أسفل لما ويتركان إلى اسفل بلا جهد العليل لكنهما لا يبلغان إن يطبقا على الجفن الأسفل ولذلك يميل الوجه منهم إلى فوق ويحسون منها كالحال في التشنج فيمتد لذلك الشفة ويخبر كلهم انهم يحسون بصلابة وامتداد ولم يحس أحد منهم باسترخاء بل كانوا يقولون أنا نظن أن هذه المواضع قد جفت ويقولون انهم ينتفعون بالمروخ ولم أجد صاحب اللقوة إلا وهذه حالة فثق بأنها تشنج وعليك بترطيبها فإن الآخر يكاد يكون إلا في الندرة في العلل الحادة إذا قرب الموت بأن يغرق الرأس والخرز بدهن حار ما أمكن فإنه بليغ ومدّ جلدة الجبهة إلى اسفل نعما وشدّ بعصابة على الشفة العليا ومدّ جلدة الوجنة حتى يستوي الفم ثم شده بعصابة على الشفة العليا وأدم الدلك والمرخ لهذه المواضع ولخارج أعصابها بالأدهان الحارة بالفعل والقوة فهذا علاج تام وتفقد الشفة من تحت الشد كل ساعة فإن رأيت الشفة ليست مستوية فحلّ ومدّ وشدّ.
الثالثة من الأعضاء الآلمة إذا حدثت الآفة في مقدم الدماغ فإنه إن حدث فيه كله أحدث سباتا ثقيلا أو جمودا فإن حدث في نصفه أحدث آفة في نصف الوجه لي ليس لصاحب اللقوة فقد البصر ولا السمع ولا حس وجهه غليظ فضلا عن أن يكون متعطلا فليست عليه أذى من الدماغ.
الأقرابادين القديم قال أبدأ من علاج صاحب اللقوة أن تدخله بيتا مظلما لا يرى فيه ضوءا ولا يخرج منه ليلا ولا نهارا ولا يصيبه فيه ريح ثم اسعطه بدهن الجوز وبدهن الحبة الخضراء في الجانب الذي يقبض فيه عينه في ألف 37 الجانب الآلم أحدا وعشرين قطرة وفي الصحيح ست قطرات على الريق كل غداة أسبوعا وألزمه الغرغرة ساعة بعد ساعة إلى نصف النهار كل يوم حتى يجلب منه بلغم كثير جدا ولا يأكل شيئا من الحيوان ولا فاكهة رطبة فإذا مضى أسبوع فاكبه على طبيخ المرزنجوش والفوتنج والصعتر يطبخ في قمقم مشدود الرأس ويصب في طست ويكب عليه ويلف تكبيبا حتى يكثر عرق رأسه ووجهه فإذا عرق فادلك الشق الوجع بمنديل حتى يحمر ثم امرخه بدهن جوز الهند أو دهن الحبة الخضراء وفكه وعنقه ورأسه ودعه ساعة ثم أعد كبه على ذلك البخار افعل ذلك في اليوم عشر مرات واسقه ماء العسل واعسر ما يكون في الجانب الأيسر وعالجه شهرا وإذا جاوز شهرا فلا تعالجه فإنه لا يبرأ.
وهذا المعجون مجرب للقوة يؤخذ زنجبيل ووج ويعجن بالعسل ويعطى مثل الجوزة غدوة وعشية.
من الطب القديم قال يسحق خردل بخل خمر ويطلى على اللحى الذي فيه العلة فإنه عجيب.
قال واربط اللحى المائل بعصابة وضع في الجانب المائل أهليجة واسهله مرات وجربه فيما بين ذلك بالغراغر والسعوطات الحارة ثم اعط بعد النقص مرات الأنقرويا ومن بليغ علاجه وجيده أن يعجن الأبهل بمثله عسل ويعطى منه كل يوم قدر بيضة لي إذا بدأ الاختلاج في الوجه ووجع العظام وثقل فيه فلطف التدبير وبادر بالنفض بإيارج روفس وأدلك عضل الوجه والخرز حتى يحمر ثم امرخه بالأدهان القوية الأسخان واكب عليه بالتكميد ويطلى القسط من الدهن حتى ينفط ولا يجزع ذلك فإنه بهذا التدبير يبرأ في يومين أو ثلاث ولا يفصل الربط.
كمال ابن ماسويه ينفع من اللقوة أن يكب كل يوم على طبيخ البابونج على الرأس كل يوم حتى يعرق وجهه ويحمر ثم يمسح وجهه بدهن الحبة الخضراء بدقيق فيه جندباستر وفربيون وشونيز وعاقرقرحا ودهن القسط يدلك به عنقه.
جورجس قال ربما عرض مع اللقوة شقيقة شديدة وعند ذلك فاسعطه بالمومياى ودهن الزيبق وينفع منها جدا أن يسعط بقدر طسوج من الكبد فإنه يبرؤه أو يسعط بنصف ألف 38 درهم زراوند طويل بدهن الحبة الخضراء واغمر داخلاً فيه غمرا شديدا أو اصل الأذنين وبين الكتفين وادهن الوجه كله والعنق بالأدهان الحارة وادلكها واكبه دائما على طبيخ البابونج والمرزنجوش والحرمل والغار. ابن ماسويه قال اللقوة تسمى باليونانية سفاسموس فربيفوس افراموس وتفسيره تشنج عضل الرأس. فسفاسموس هو التشنج قال وينفع منه دهن البان والغالية وربط الجانب المائل والسعوط لكن بعد مدة ولا يكون في أوله قال ولا يستعمل في هذه العلة دهن الناردين فإنه قابض ولما استعملت من الأشياء الحارة فليكن مع ذلك مريخه والح نحو علاج التشنج الرطب فإنه يبرؤه وأدلك الموضع بالبورق وتراب الفلفل والخردل واكبه على طبيخ الصعتر والسداب واصبر عليه حتى يحمر ثم امرخه بدهن السداب ودهن القسط وأدلكه بالمناديل حتى يحمر لي وينفع منه ترك الطعام حتى يحمر البدن ويجلو جدا ثم أدلك في ذلك الوقت والتكميد الدائم فإن حمى فلا بأس فقد سقى جالينوس الجندبادستر في علل والتشنج الرطب خاصة وقال إنه يصل إلى المواضع التي لا يصل إليها غيره من الأدوية أن سقى وإن مرخ به وإنه ليست له مع ذلك كثير حرارة حتى إن لم يكن حماه قوية يحتمله ويسقى ماء العسل إذا سقى في هذه العلل فاعتمد عليه وعلى الوج والزنجبيل والحلتيت والأبهل يتخذ منها معجونا ويعطى وإذا فتق فليفتق الجندبادستر في الزيت العتيق ويمرخ قال لك في الحادية عشر من المفردة وإذا اعطست العليل أبو جريج قال آذان الفار إذا سعط بها ابرئت من اللقوة الشديدة
البتة لي رأيت من برء بها وحدها مرات.
ابن ماسويه شم المرزنجوش جيد للقوة إذا سعط به عجيب قال الفلفل يهيج في العصب والعضل حرارة نارية لي لذلك هو نافع إذا فتق في الدهن وذلك جيد جدا لا يعدل له في ذلك وينبغي أن يسخن حتى يترك كالهبا.
ابن البطريق قال قشر الرتة الأعلى يسحق ويسعطه بقدر الفلفل صاحب اللقوة كل يوم ثلاثة أيام ويلزم بيتا مظلما فإنه يبرؤه البتة لي كان لرجل لقوة يعط بها فاستوى أكثره وبقي به بقية قليلة ابرئت بعد مدة دهن الحبة الخضراء جيد للقوة إذا دهن به ماء العسل أجود للقوة من الشراب.
قد اتفق ألف 38 الحكماء على أن سببه بلغم مخاطي قال ويميل معه الوجه إذا ضحك ويضمر العين التي في الجانب العليل وتصغر وتدمع في كل ساعة ويمضغ طعامه في الجانب الصحيح وكلامه بطىء ونفسه حائر يغرغر ويعطس دائما ويحقن ويحلق رأسه ويضمد بالخردل وعصب الشق المائل شديدا حتى يسويه ودعه مشدودا فإنه يبرؤه.
من تذكرة مقدوس سعوط للقوة جيد قسط ومر وجندبادستر وشونيز وشيح وجاوشير وفربيون يسعط بماء القثاء البري المعصور أيضا منه جاوشير كندس فلفل صعتر شحم حنظل شونيز صبر مر جندبادستر اسطوخودوس يسعط بماء آذان الفار.
اركاغانيس في كتابه في الأدواء المزمنة قال إذا كان الخلع بلا ألم في الوجه فلا شيء أنفع من الغرغرة دائما بالقوية كالخردل والميويزج.
مجهول مجرب يأخذ آذان الفار فاعصره واجعل فيه شيئا من جاوشير ومر وقطر منه في الجانب المائل قطرتين وفي الصحيح قطرة وخالف من الغد فقطر في الصحيح قطرتين وفي العليل قطرة.
بختيشوع قال إن سعط بمقدار قيراط سكبينج بما المرزنجوش نفع جدا.
أبو جريج الراهب قال إن سعط بماء آذان الفار صاحب اللقوة نفعه جدا لي تفقدت فوجدت أسرة الجبهة تبطل في الجانب العليل ويتمدد الجلد جدا وقد مرخته بالدهن وطليته بالماء الفاتر فرأيته صالحا وقد تكون اللقوة من تشنج واسترخاء والوجع يفرق بينهما فإنه ليس مع الاسترخاء وجع وينفع منه تنشق الخل الحريف جدا مرات في اليوم والإكباب على بخاره لي تبدء للقوة يوضع على جلدة الجبهة والرأس والخد أدوية مرخية أياما تمرخ وتنطل حتى تلين ثم تمد جلد الجبهة وجلدة الرأس إلى أسفل ناحية الحاجب ويضع العصابة والرفادة على الجبهة حتى تكون قد منعت صعود الجلدة وتكون قد مدت الجلد إلى أسفل ناحية الذقن وشدت بعصابة ورفادة وتمده بمقدار ما يستوي الفم ثم انظر إليه بعد ثلاث فإن احتجت فاعد الشد فإنه يستوي في مرة أو مرتين وينفع هذا بعد الاستفراغ والعلاج.
الكمال والتمام قال الإنكباب على طبيخ البابونج إذا استعمل على الريق نافع لمن به لقوة وينبغي أن يمسح الوجه بعد ذلك بدهن القسط والناردين ألف 39 والعاقرقرحا ومضغ المصطكى والقرنفل والميويزج على الريق نافع للقوة والتغرغر بمثل ذلك إن شاء الله تعالى.
الباب السابع الصرع والكابوس وأم الصبيان والتفزع في النوم
المقالة الثالثة من الأعضاء الآلمة الصرع تشنج يعرض في جميع البدن إلا أنه ليس بدائم لأن علته تنقضي سريعا وما ينال فيه الأعضاء التي في الرأس مع جميع الجسد من المضرة يدل على أن تولد العلة إنما هي في الدماغ ولأنها تنقضي سريعا ينبغي أن يعلم أن الخلط الفاعل له خلط غليظ يسد منافذ الروح فإن فعله في بطون الدماغ خاصة وإن مبدأ العصب فأصله هو الذي يحرك نفسه حركة ارتعاشية ويرتعد بشدة كيما يدفع عنه ذلك الشيء الذي قد بلغ في الأبدان لي ينبغي أن يكون مكان البدن يرتعش ويرتعد بنفض لأن هذه الحركة يقصد إلى دفع شيء مؤذ والتشنج الحادث في البدن إنما هوتابع لتلك الحركات المختلفة التي تهيج لدفع المؤذي ويدلك على ذلك اختلافه وتفقده فإنك ترى الأعضاء تتقلص مرة وتمتد مرة في زمان قصير وعلى غير لزوم لجهة ونظام وذلك يكون بحسب حركات مبدأ عصبها فيوهم هذه الحركات بمنزلة شيء ظاهر موصول بشيء مستور يتحرك بحركته ثم يكون ذلك المستور بتحرك حركات مختلفة متفننة إلا أنه لما كان الدفع إنما يكون بالقبض والانضمام كانت هذه الحركات فيه أكثر من أجلها تكون حركات التشنج في البدن كثيرا فأما حركات الانبساط فأقل لأنها ليست تكون بقصد أولي بل للروح فقط وهذا السبب أولي واقنع أن يتوهم في علة الحركات التشنجية الحادثة من المصروع من السبب الآخر الذي آتى به بعد لأن هذه لو كانت كذلك لأن هذا العصب ابتل ابتلالا يزيد عرضه حتى أنه أوجب التشنج لم يكن ينجلي سريعا بل كان بثابت وقتا طويلا وعسى أن يكون منشأ كل واحد من العصب إنما يتشنج في أصحاب الصرع لأنه يبتل كما يبتل عند التشنج الرطب وكون هذه العلة وانقضاؤها بغتة تدل على أنها ليست تكون في وقت من الأوقات بسبب يبس وإستفراغ وأنها إنما تكون دائما من خلط غليظ وذلك لأن انسداد المجاري والمنافذ بعينه بسبب خلط أو لزج منكر وأما أن يكون الدماغ أو غشائه الرقيق يبلغ من يبسه أن يصير مثل الجلد المدبوغ فلذلك لا
يكون ألف 39 دوران يطول به المدة والحواس كلها معه مضرورة ولذلك يعترض من الصرع على أنه عندما يمنع الروح النفساني الذي في بطون الدماغ خلط غليظ يسد منافذه ويمنعه من النفوذ.
قال أكثر ما يكون الصرع من خلط غليظ بلغمي ويكون أحيانا من خلط سوداوي.
قال والذي يكون من خلط البلغم يؤدي إلى الفالج فإما الذي يؤدي من الخلط السوداوي فإلى الماليخوليا من الخلط لا من السوداء الخالصة وذلك أن السوداء الحقيقية التامة ليس لها غلظ ولا لزوجة قال والصرع ثلاثة أصناف أما أن يكون الخلط الفاعل له مستكنا في الدماغ فإما أن يكون بمشاركة المعدة وأما أن يكون صعوده من عضو ما من أعضاء البدن فإنه قد يحس بعض المصروعين شيئا كالروح البارد يصعد من بعض أعضائه أما من اليد وأما من الرجل وأما من عضو آخر حتى يبلغ إلى الرأس ثم يخرون والشد نافع لذلك فوق العضو الذي منه يصعد وقد يطلى هذا الموضع نفسه بالخردل فإما الشد فإنه يدفع نوبة العلة.
الرابعة قال يؤول الأمر بصاحب الصرع في أكثر الأمر إلى الفالج يستعان بهذه المقالات من النبض وبالثالثة من جوامعه. جوامع الأعضاء الآلمة أصناف الصرع ثلاثة أحدها عن علة تخص الدماغ ويداوى بشرب الخربق الأسود والآخر من المعدة ويعالج بشرب الحنظل والآخر عن بعض الأعضاء ويعالج بطلي التنبول عليه والرباط فوقه.
قال وأعرف مقدار عظم الصرع بيسر النفس وعسره وصولته ومقدار صغره بسهولة التنفس وعظمه لي السدر شئ يحتاج إلى أن يغور مع هذا لو أمكن فتح شرياني السبات لا برأ من الصرع الصاعد يمكن يحدث منه سكتة لأن الدماغ يبرد وينقطع أيضا مادة الروح النفساني.
الثالثة من الميامر قال يصلح للصرع أن ينفخ في الأنف شحم الحنظل وعصارة قثاء الحمار والشونيز والنوشادر ونحوها ومما يسيل رطوبات كثيرة وكذلك الخربق الأبيض والزنجبيل والكندس والفلفل.
عطوس جيد للصرع وللقوة والسكتة ونحوها فربيون وجندبادسترو شحم الحنظل واسطوخودوس ينعم سحقه ونخلة ويعطس به.
الأولى من الأخلاط قال أصحاب الصرع تسقيهم أدوية تستفرغ البلغم ثم تغر غرهم بما يجذب من الرأس بلغما ألف 40 كثيرا وقال الزبد الحادث في فم المصروعين كأنه تنقية الفم أن النوبة تهدأ عنهم بعده بخلاف الحال في السكتة يزيد جدا وفي الصرع إنما يكون عند الأفافة.
الثانية من الفصول أصحاب الصرع ينتفعون بالانتقال من بلد إلى بلد ومن تدبير نفعا عظيما وخاصة إذا انتقلوا إلى بلد وتدبيرا سخن وأشد تجفيفا لأن المادة المولدة للصرع باردة غليظة والانتقال من سن الصبي إلى سن الشباب دواء عظيم للصرع.
الثالثة قال لا شئ أعون على حدوث نوايب الصرع من انتقال الهواء دفعة عن حالة وقد يعرض الصرع كثيرا من تعدى في المطعم والمشرب ومن النوم على الأرض بلا وطأ ومن تعرض كثير للشمس والهواء البارد.
الخامسة من الفصول من أصابه الصرع قبل أنبات الشعر في العانة فإنه يحدث له انتقال وقت لمن أصابه وقد أتى عليه من السن خمسة وعشرون سنة فإنه يموت وهو به لي الزبد في الصرع يكون من شدة الحركة وفي السكتة يكون من شدة الاستكراه واقرأ فصل ابقراط الذي أوله من ظهر في فيه زبد من خنق.
قال جالينوس في الثانية من الفصول أن حال الصرع قريبة من السكتة والخلط الفاعل لهما واحد وهو خلط إلا أن مع الصرع حركة مضطربة ومع السكتة عدم القوة الجارية في العصب البتة والسكتة تكون إذا كان بالخلط من الكثرة ما يسد المسالك البتة فلم ينفذ فيها شيء ولذلك لا يكون فيها حركة فإما الصرع فإذا كان أقل حتى يكون إنما يمنع من كمال الجري فيها وبمقدار شدة السكون في الصرع يكون إردء فيحرر ذلك ويحرر لم صار الزبد في السكتة رديئا.
قال جالينوس الخلط الذي عنه يكون الصرع بلغم بارد وصلاحه يكون بانتقال السن عن الرطوبة إلى اليبس والرياضة والتدبير المجفف والأدوية التي هي كذلك.
قال وليس كل من إصابته هذه العلة قبل الإنبات ليبرء وقت الإنبات إلا أن يعاني في هذا الوقت خاصة بالأدوية التي والتدبير الجيد وأما من عرض له وقد أتى عليه خمسة وعشرون سنة فإنه لا يكاد ليبرء في أكثر الأمر.
السادسة قال يجب فيمن يصيبه الصرع أن يكون دماغه بالطبع ضعيفا وليس يجب متى كان الدماغ ضعيفا أن يحدث ألف 40 الصرع متى لم يسئ التدبير قال والصرع يجب أن يعالج بنفض الأخلاط البلغمية أزمان الأمراض قال الصرع عرض لا حق للمرض نفسه. من كتاب جالينوس في صبي في الحرو البرد الشديدين والرياح العاصفة والأصوات الهائلة والأرايح الساطعة والدواليب والدوالى والدوارات والحمات والخناقات الرديئة والسهر واللهيب والغم والغضب ونحو هذه مما تثير البدن إثارة شديدة فإن هذه تجلب نوبة العلة وإن عرض له شيء من ذلك فيسكن ويستقر إلى إن يذهب أثره وليلطف التدبير إلى أن يأمن وقت النوبة ويدع جميع الحركات ولينقى بدنه في أول الربيع بعد أن يهيئه للإسهال بالأدوية التي تصلح للصرع وأما بدنه فيبغي أن يروضه ويريحه قبل الإعياء ودع الرياضة القوية فإنها تملأ الرأس مدليا بل منتصبا ولا يكثر حركة الأعضاء السفلية وأدلكه أولا بمناديل حتى تحمر ويبدأ بذلك من عضديه ثم أدلك الصدر والمعدة ثم الساق لتنجذب المادة إلى أسافل البدن ومن بعد الرياضة وسكون البدن أدلك الرأس وأمشطه ثم ليأكل شيئا يلين البطن من البقول ثلاث غداة ويؤخر التليين إلى عشائه وأمنعه من البقول الخس والقطف واليمانية والملوكية والسلق والكرنب والكراث والكرفس وأطلق له من الفواكه ما كان يخرج من البطن سريعا فإما ما يبطئ مثل التفاح والسفرجل فلا وأحمه يخرج بالجملة ما يولد البلغم من البقول والفواكه والأغذية وإنما أطلقت له السلق وغيره مما قدمت ذكره لا أن يكون جل غذائه منه بل على أن يؤخذ شيء قبل الطعام ليلين بطنه ويسرع بخروج الأثقال.
وأما الفاكهة والبقول المولدة للخلط البلغمى الطويلة الاحتباس في البطن كالتفاح والكمثرى فردية وليدع اللفت والأصول الشبيهة به وإنها كلها غليظة عسرة الهضم إلا ما كان معه حرافة ويحذر الفطر جدا ويدع من هذه أيضا أعنى ما فيه حرافة قوية يرتفع بها إلى الرأس ويملا ء كالخردل الحار والكرفس والثوم والبصل فإن هذه يسخن بأكثر مما ينبغي ويولده خلطارديا فإن الخردل وإن كان يقطع الأخلاط الغليظة فإنه لارتفاعه إلى الرأس يضر به فإما الأسكنجين فاستعمله تنقية وخاصة بخل العضل والكبر النقيع بخل وعسل ويسقى ألف 41 في الصيف باردا وفي الشتاء فاترا وقد اكتفيت مرارا كثيرة الاسكنجبين في علاج صبي يصرع حتى برأ مع التنقية وأعطه لحوم الطير في غذائه خلا الأجامية وأعطه من لحوم الدواب الأربع والجدا والأرنب شواء وطبيخا بشبت وكراث وجنبه سائر اللحوم وأعطه السمك وبالجملة تحذره كل غليظ الخلط وكل نافخ كثير عسر الهضم والخروج وأعطه كل يوم من دواء العضل بعد تنقية بدنه بمسهل خفيف فإني قد إبرأت به صبيا كان يصرع في أربعين يوما.
صفته يقطع العضل الرطب ويجعل في سؤقه قد كان فيها عسل ويطين رأسها ويوضع في زاوية يستقبل الجنوب ولا يستقبل الشمال البتة في الصيف الشديد أربعين يوما عند طلوع الكلب وأقلبها في كل يوم حتى يصيب الحر جميع نواحيها ثم خذه فإنك تجد العضل قد أرخى ماؤه فخد ذلك الماء وطيبه بعسل وأنق وأعط منه ملعقة صغيرة للصبي وكبيرة للرجل وخذ جرم البصل فدقه وأعصره وأخلط بمائه عسلا وهو تالي مما عملت في القوة فإما الذين يطبخون بصل العضل ويعصرونه فإنهم يذهبون بقوته.
من الترياق إلى قيصر قال أن جفف دماغ البعير وسقى بخل نفع من الصرع وكذلك يفعل دماغ ابن عرس.
من الفصد قال من كان به علة الصرع فبادر في أيام الربيع بفصده وإن لم تكن دلائل الامتلاء حاضرة وإن أردت أن تفصده في الربيع لحراسته من الصرع فإ فصده من رجليه وكذلك فافعل في السدر والدوار وعلل الرأس.
قال جالينوس أن الاسكنجبين العضلي أقوى من هذا لكني اتخذت هذا بالعسل لمكان الصبي.
الإسكندر في البرسام قال الصرع يكون إما عن الرأس وإما عن المعدة وإما شيء يصعد من بعض الأعضاء يحس حتى يأتي الدماغ علامة الذي من المعدة اختلاج القلب وخفقانه ولذع في المعدة فإذا ابطأ عن الأكل هاج به والذي يصعد من بعض الأعضاء يحس به يصعد من ذلك العضو ويكون السقم بالمرطوبين والصبيان والصبي لا يعالج فإنه إذا كبر صلح وينفع منه المحاجم والخردل والكي على الرأس في وقت النوبة وأشياء حادة تنفخ في الأنف ألف 41.
من كتاب العلامات البنج يورث الصرع والأفيون يورث الكزاز.
علامات المتهيء للصرع يعرض قبل ذلك ثقل في الرأس ووجع وصداع شديد وبطؤ في الحركات واحتباس في البطن واختلاج فيه يستعان بهذا الكتاب. الصرع إما في الرأس وإما في المعدة وإما من الرحم وإما من الحيات في البطن وإما لأن يصعد من عضو ما أي عضو كان بخار رديء فليفصل كلها بعلامات وعلاجات.
الثالثة من الثانية من أبيذيميا قال جملة التحفظ من الصرع إمالة المادة دائماً عن الرأس بكل حيلة وحفظه أبداً خفيفاً وليقلل الفضول.
السادسة من الثانية من أبيذيميا إذا ناب الصرع على صاحبه فانحل وانقضى سريعاً ويكلم وكان ذلك في يوم بحران منذ يوم النوبة الأولى دل على أنه قد يخلص من الصرع.
الأولى من ا لسادسة قال الصبي الذي به الصرع يتخلص في أكثر الأمر في وقت الإنبات إلا أن يتدبر تدبيراً رديئاً وأكثر ما تكون هذه العلة بسبب مزاج بارد غلب الدماغ ويكون معه في أكثر الأمر رطوبة وذلك أن الصرع الحادث عن عضو ما من الأعضاء قل ما يعرض وقد يبتديء الصرع بالصبيان منذ أول ولادتهم وهذا يكون لفضل رطوبة مزاج الدماغ وهو يخف متى نشوا حتى يبرأ في الأكثر وينقضى بلا علاج فأما الحادث بعد ما يترعرع الصبي فإنه يكون لخطأ في التدبير ولا ينبغي حينئذ أن ينتظر بعلاجهم إنبات الشعر لكن يبادر إلى ذلك.
الخامسة من السادسة الجماع يضر بصاحب الصرع والصرع خاص بالصبيان ولذلك سمى المرض الصبياني.
السادسة من السادسة قال الصرع قد يكون بمشاركة الدماغ لعضو ما وأكثر ما يكون لعلة تخص الدماغ نفسه والسبب الذي منه تكون هذه العلة خلط غليظ بارد يجتمع في بطن الدماغ ويستولي على منابت العصب وخاصة على عصب النخاع الأول وقد ينتفع في تحليل هذا الخلط بالحميات وخاصة الربع وما كان من الحميات طويلاً مزمناً ومن الربع فأطولها مدة وأشد تناقضاً مثل أن النافض نفسه يزعج ذلك الخلط الذي قد لحج في أصل النخاع وألف 42 مجاريه وحرارة الحمى بعد النافض تذيبه وتلطفه وتحيل مزاج البدن كله إلى حرارة واليبس وذلك أنه يتبع النافض القوي الشديد خروج الفضول عن البدن وأكثر ما يكون ذلك بالعرق بعده وقد يكون بالإختلاف والقيء والصرع تشنج يعرض في البدن كله وحدوث الحمى بعد التشنج موافق فلذلك قال بقراط من به حمى ربع لا يصيبه صرع وقد ينحل الصرع عن المصروع أن أعقبته حمى.
من تفسير السادسة قال أصحاب الوسواس السوداوي والصرع يكون من خلط يبل أصل النخاع فإن كان مع ذلك الخلط حرارة ومعه حمى وإلا فلا.
قال ويكون إما من بلغم وإما من سوداء.
الأهوية والبلدان قال أكثر ما يعرض للصبيان الصرع والأحداث في المدن الجنوبية وفي الرؤس الرطبة.
اليهودي قال الصرع الذي من السوداء ينتقل إلى الماليخوليا أو من الماليخوليا إليه والذي من البلغم إلى الفالج أو من الفالج إليه قال ومتى كان مع الصرع امتلاء وحمرة في الرأس والوجه وامتلاء في الأوداج فافصد الصافن ثم افصد بعده عروق الرأس ومن الأنف خاصة واحجمه على القفا.
قال والصرع الذي يحس بالبخار يصعد من الجوف فلا شيء أبلغ من بتر الشريانين اللذين يدخلان القحف على استقامة فإن البخار إنما يصل إلى الدماغ بهما وتضمد الرأس بالطيوب وأما الصرع الذي من البلغم فاضمده وأطله بالخرول والقنطوريون وشحم الحنظل وخرء الحمام وعسل وعاقرقرحا ودعه مدة طويلة ثم اغسله بطبيخ البابونج والصعتر واسهله بأرياج شحم الحنظل وإن وجدت سبيلاً إلى فصد القيفال أو عرق الأنف فافعل وإلا فاحجمه على القفا واسعطه بالسعوطات الحادة واسقه بعد ذلك أيارج هرمس كل يوم نصف درهم بالغداة ونصفا بالعشي وإن بخرت أنفه بالفاوانيا أو شم منه دائماً عظم نفعه.
ومن عظيم ما ينفعهم السعوط الحار ومن يحجل منهم إذا فاق العلة فيه أقل تمكناً والصرع من الدماغ بمنزلة الغشي ألف 42 للمعدة ويكون ذلك الخلط يؤذيه فينقبض وينهض لدفعه كالحال في القيء فيكون من انقباضه على غير نظام تشنج في جميع البدن وحركات على غير نظام.
الطبري قال الصرع يقتل الصبيان والنساء وبالجملة الذين دمهم قليل وعروقه ضيقة سريعاً وإذا سقط المصروع فخر كالميت وقل اضطرابه فإنه يدل على بلغم كثير في الدماغ وإذا كان يخرج من فمه من الزبد حلى منه الأرض من السوداء ومن أفاق بالعطوسات ونحوها فعلته أخف وعلاجه أيسر وينفع من أن يديم منه السداب فإنه يبرئه البتة وإذا كان الصرع من المعدة فاستعمل القيء ثم أيارج فيقرأ ثم الأدوية القوية لفم المعدة وإذا كان يرفع من بعض أعضاء البدن فادلك ذلك العضو وكمده وضع عليه ضماد الخردل وقو الرأس لئلا يقبل البخار قال وينفع من أهرن قال علاج الصرع بعد إمالة المادة أو معالجة العضو الذي منه مبدؤه أن يعالج نفس الدماغ بما يقوى لئلا يقبل ما يصير إليه.
قال التشنج العارض من الصرع يشبه الإختلاج لإمتداد وينحل سريعاً ويكون مع ذهاب العقل والحس وذلك سرعة حدوث الصرع وانحلاله أنه ليس يكون من اليبس البتة لكن من رطوبات ردية تنصب ثم تسيل أو تتباعد سريعاً والصرع السوداوي يؤول إلى اختلاط العقل فإما البلغمي فبقدر عظم التشنج فيه عظم العلة.
وقد قال الطبري أن قلة الإضطراب دليل على عظم العلة وقال هذان بمقدار عظم التشنج عظم العلة والأول يدل على عظم العلة واستسلام الطبيعة فأما الثاني فيدل على شدة مجاهدة الطبيعة فإذا انحل بطيئاً مع ذلك فهي قوية قال والصرع تشنج الدماغ ويقتصر على الخلط المؤذي ليدفعه وإذا عرض تشنج شديد وزبد كثير فإن في الدماغ برودة شديدة غليظة يعسر حلها والعلة صعبة.
قال وإذا كان الصرع من سوء مزاج بلا مادة فلا يسهل ولا يستفرغ لكن اسخن الرأس بالدلك والأضمدة وأن سعط بنصف دانق فلونيا قد سحق وفتق في دهن الرازقي ولبن جارية نفع جداً والسكبينج ألف 43 وجميع مرار الطير والسعوطات الحارة ينفع منه. الكندي أكت مكت ينفع من الصرع إذا علق في العنق. بولس قال الصرع يكون من خلط بلغمي ويكون في الندرة من السوداء وربما كان في بطون الدماغ وربما كان في جرم الدماغ نفسه وقد يكون باشتراك المعدة أو بعض الأعضاء مثل الرجل واليد وربما كان عن الرحم وربما كان الحامل ما دامت حاملاً فإذا وضعت برئت ويعرض للصبيان أكثر خاصة في أصغر الصغار منهم وقد يكون بالمراهقين والشبان وقل ما يعرض للمشايخ والكهول ويتقدم هذا الداء تغير في النفس أو في البدن من النسيان أو اضطراب الأخلاط أو الصرع وثقل الرأس وضعف حركة اللسان فإذا كانت العلة بسبب المعدة عرض فيها الإختلاج في وقت الصوم والإبطاء عن الأكل وعرض لهم لذع في المعدة ونخس ووقت النوبة يسقطون ويصيحون ويزبدون والزبد خاص لها ولهؤلاء ومنهم من يخرج منه البول والبراز بلا إرادة وإذا اتصلت نوائبه وتراكبت وتداركت قتلت سريعاً وإذا عرض للصبيان وقت الإدراك والنساء وقت الطمث أو بعد ذلك دام بهم إلا أن يعالجوا علاجاً قوياً فإن عرض قبل ذلك فإنه يرجى إقلاعه هذا الوقت ويكشف الصرع ويظهره أن يدخن بالخمر أو بقرن الماعز فإن أكل كبد تيس أو شم رائحته صرع فإذا كان الداء بالأطفال فلا تعالجهم بشيء أكثر من إصلاح لبنهم فإنهم إذا فطموه أو أحسن غذاؤهم يبرؤن فإن التوت بعض أعضاء المصروع فادلكه بالدهن والماء والملينات وشد الغمز وهيج عليه القيء وقت النوبة بريشة قد لطخت بدهن السوسن ليخرج منهم البلغم الساتر في ذلك الوقت واشمهم الحلتيت والخمر والقطران والزفت ويمسح أفواههم وينظف فأما عند الراحة فافصد أولاً ثم ضمد الأطراف بالأدوية المحمرة وضع المحاجم على تحت الشرسيف ويصب في
فمه حال الصرع حلتيت وجندبادستر مع خل وعسل وفي وقت الراحة إسهلهم وأحقنهم وأمنع جميع الأشربة إلا الماء زماناً طويلاً فإذا فصدوا أرحهم أسبوعاً ثم أسهلهم بالخربق الأسود والسقمونيا والحنظل وقثاء الحمار والأسطوخودوس وقيئهم بالأدوية ألف 43 القوية ثم أرحهم أياماً وادخلهم الحمام واحجمهم بعد الثالث تحت الشراسيف وفيما بين الكتفين ثم أرحهم أياماً واسقهم أيارج روفس ثم احجمهم أيضاً في الرأس في النقرة والفاس ثم احلق رأسه وضمده بالخل والخردل والسداب ثم أرحه أياماً وعاود الإسهال وخاصة بشحم الحنظل ثم يعطس بالجندبادستر وتغرغر بخل العنصل ويحقن أيضاً بالحقن الحادة ويضمد بضماد الخردل ويدار عليهم التدبير مرات من الإراحة فيما بين ذلك ويسقون كل يوم سكنجبين عنصلي ويدمنون بأكل الكبر والسمك المالح ويحذروا اللحوم والحبوب والشراب والباه والحمام ومن الخردل والبصل والثوم وجميع ما يسرع إلى الرأس وما يملأه كالشراب الصرف القوي خاصة ويستعملون الدلك والرياضة لما تحت الرأس وليكن ذلك والرأس منتصب ويدلك الرأس بعد ذلك وأما العارض من قبل المعدة فاعن بهضمه وليكن غذاؤه خفيفاً واسقه فيقرا مرات كل ستة والتاسع بالطبع لهذه العلة الحادثة وإن الفاوانيا والغاريقون والساساليوس وثمرة السعولوفيق وأصل الزراند المدحرج إذا شرب منه بالماء وحجامة الساق إذا أدمنت وإذا يصعد من بعض الأعضاء فينبغي حين يبدأ أن يربط ذلك العضو فوق الموضع الذي بدأ ربطاً شديداً فإنه يمنع النوبة فإما في وقت الراحة فأطل ذلك العضو بالأدوية المحمرة واجعل فيها ذراريح ليتنفط جميع هؤلاء المحامات الحارة للماء وليحذروا دائماً سوء الهضم والأغذية الغليظة وتأخر الطعام عنهم وقتاً طويلاً رديء لهم وغلبة المرار على أبدانهم يجلب عليهم النوبة وشرب الخمر وخاصة الصرف والأشياء الحريفة ولا يبطؤا في الحمام ولا يسخن رؤوسهم في الشمس فإن ذلك يجلب عليهم النوبة.
والكابوس يعرض للسكارى والذين يصيبهم فساد الهضم فإذا عرض له يحس بشيء ثقيل يقع عليه ولا يقدر أن يصيح وربما صاح فلا ينبغي أن يتغافل عنه فإنه إذا تواتر وتداوى إلى الصرح والفالج بل يبادر بالفصد والإسهال وأفضل ما يعالج به الخريق الأسود يؤخذ منه نصف ويخلط بنصف درهم سقمونيا وشيء من البذور الطبية ويعظم نفع أيارج فيقرأ وروفس لهم وليلطف تدبيرهم وينفع حب الفاوانيا فليسحق من حبه خمسة عشر حبة يسقون ويتناولونه تناولاً متصلاً.
الإسكندر في كناشه قال لم أر شيئاً أبلغ في الصرع من هذا الحب سقمونيا أربعة خربق نصف فربيون نصف مقل واحد نطرون نصف صبر واحد شحم الحنظل أربعة الشربة ثمانية عشر قيراطا للصبي ومثقالاً للبالغ.
قال وأما أنا فإنى بعد أن سقيته هذا الحب ونحوه مما يخرج البلغم والسوداء بقوة اجعل ذلك العضو عرقاً إبدأ دلكه وضع عليه الشيطرج فإنه يبرئه البتة وهذا دواء خفيف وعظيم النفع يؤخذ عاقرقرحا فينعم سحقه جداً ويسقى ملعقة بمثله عسل ويشرب منه أحد عشر حبة شربة وليكن بين كل شربتين أيام فإنه مجرب ولا يحقرن ذلك ويظهر للصرع أن يبخر تحت أنفه قرن ماعز ويجعل في أنفه منه فإنه يصرع مكانه ويقال العروق التي تحت ألسنتهم تكون خضراء.
قال وإذا صرع الإنسان فليحفظ جوارحه كلها على استوائها ويكمد رأسه بأسخن ما يمكن من الكماد فإنه يفتق وشم السداب البري يفيق المصروع ويبرئه في حال الراحة إذا أضمن شمه وقد جربته وجملة تدبير المصروع ألا يفسد الهضم بل يعني بجودته ويدع الشراب وخاصة الصرف والقوي منه واللبن والجبن وكلما كان من اللبن وجميع الأرايح المنتنة والطيبة جداً ولا يقعدوا في مكان فيه ريح ولا يشرفوا من موضع عال ولا يديموا تدبير رأسه حتى يبرأ ولا يجلس في الشمس ولا يقرب ناراً ولا يطيل في الحمام ولا يصب على رأسه ما يسخن ولا يقرب الحمام إلا وقد تم هضمه ولا يأكل الحلوة ولا يشرب أشربة حلوة التي تولد بلغماً فإن المتعاهد لهذا التدبير لا يحتاج إلى علاج.
شمعون قال إذا كان مع الصرع ارتعاش واضطراب فإنه بلغم لأنه لا يمكن في البلغم أن يمنع مجاري الروح في العصب وإما من صرع فاستسقطت أعضاؤه كلها فإنه من السوداء وهو شر من الأول لأنه يخاف منه أن يسد جميع مسال الروح فيقتل العليل سريعاً ولا شيء أبلغ من الإستفراغ بالفصد والإسهال والغرور والعطوس من أن يشرب كل يوم مقدار نيقة من الثبادريطوس ومثل ذلك بالليل ويديم ذلك فإنه برأ عليه خلق كثير وعلاج الصرع البلغمي أن أحلق رأسه وضمده بالخردل والتفسيا واسهله بشحم الحنظل وافصده من ساعده ثم مرفقه ثم مره بالعطاس والزمه الثبادريطوس في كل يوم غدوة وعشية قليلاً قليلاً.
وينفع الكابوس أن يسقي الفاوانيا بالماء. الإختصارات قال أم الصبيان هو تشنج من يبس قال وفي الصرع ألف 44 يجب أن يجتنب الحمام ويعالج بالقيء. ابن ماسويه للصرع يؤخذ جندباستر وكندس فينفخ في أنف المصروع فإنه إفاقة جيدة.
من اختصارات حنين يؤخذ الأفتيمون فيدق ويعجن مع دقيق شعير وخل خمر ويعمل منه نفاخات ويدمن شمها في كل حين فإن فيه نفعاً عظيماً وينفع أكل لحم الماعز وإدمانه من بين سائر اللحوم فإنه يخفف العلة أو يؤخذ مخ ساق الجمل فيذاب مع دهن ورد ويمرخ به الأصداغ وفقار الرقبة والصدر والظهر والمعدة فإن فيه نفعاً عظيماً وهو مجرب ويسقى المريض غدوة وعشية من زبد البحر ويسقى من الجعدة فإنها تفعل بخاصية فعلاً عجيباً أو يؤخذ جلد من جبهة حمار ويعمل منه سيراً ويلبس سنة تامة على الجبهة ويبدل كل سنة فإنه مجرب نافع من النوبة ويطعم العليل لحم حمار أهلي كل شهر مرة في أوله ويسقى من الأقحوان الأبيض فإن فيه خاصية عجيبة سريقة. أريباسوس قال في حال النوبة قوم أعضائهم المتشنجة وأمرخها إما بالدهن وأدخل ريشة من حلوقهم وقيئهم وعطسهم فإن لم يفيقوا بهذه فإن العلة صعبة رديئة وفي وقت الراحة افصدهم فإن لم يكن فصدهم فضع ضماد الخردل على أطرافهم وعلى الأعضاء التي يصعد منها.
وإذا عسرت الإفاقة فاسعطه بجند بادستر وخل وحلتيت وفي وقت النوبة أحقنه بقنطوريون وحنظل واسهله كل أسبوع مرة بشحم الحنظل والخربق ويعظم نفع حجامة الساق إذا أدمنت وتعليق الفاوانيا ومما يعظم نفعه الغاريقون والساساليوس والزراوند المدحرج وحب الفاوانيا إذا شرب بالماء.
الساهرن قال إجود ما يكون الفاوانيا الذي يشم ويعلق إذا كان رطباً بعد وينفع من الصرع الغاريقون والساساليوس والحسى والزراوند المدحرج فأما الكبار فعالجهم بالقيء والإسهال والأدوية المبدلة للمزاج ويتخذ للصبيان نفاخة من هذه يدمنوا شمها ويعلق منها مخنقة عظيمة في رقابهم ويبخروا بها أيضاً.
روفس قال إذا عرض الكابوس فبادر بالقيء والإسهال وتلطيف التدبير ونفض الرأس بالعطوس والغرور ثم أطله بالجندبادستر ونحوه لئلا يصير إلى الصرع قال وذلك في كتابه إلى العامة.