هو ليس بسحر أو وهم ولا استعراض مسرحي مشوق . هو علم بدأ يأخذ حيزا واسعا في تطبيقاته حيث يعتبر من أهم طرق العلاج للكثير من الأمراض العضوية ذات المنشأ النفسي . كارتفاع ضغط الدم وحالات الاكتئاب ....
وللوصول إلى حالة التنويم المغناطيسي لا بد من إتباع المبادئ العلمية والعملية التي تراكمت عبر التاريخ على مر العصور الماضية.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
هو علم يحاكي النفس وأسرارها من خلال اللاوعي وبما أنه بعيد عن الطرق التقليدية لباقي العلوم الطبية بقي حيز العمل به حكرا على الدول المتقدمة دون غيرها حيث يعتبر ضربا من الخيال في الدول الأخرى .
فما هو التنويم المغناطيسي :
هو عملية الدخول إلى منطقة العقل الباطن اللاواعي عند الإنسان.
وقد سمي بالمغناطيسي لأن بعض المنَـوِمِين كانوا يستخدمون المغناطيس فيه لعلاج المرضى، هو ليس بموهبة خاصة هو علم يدرس وممارسه يحتاج لتحصيل علمي.
ولنجاح التنويم لابد أن يكون المريض مقتنع بفاعلية التنويم وفائدته ، ولا يستطيع الـمُنـَوِم السيطرة على المُـنَـوَّم إلا برغبته، وكذلك لا يقوم المنَـوَّم بأي عمل لا يرغب القيام به مهما كان تأثير الـمُنَوِّم عليه. كما لو طلب منه السرقة فإن كان يرفض القيام بها في حالة الوعي لن يستجيب لرغبة المشرف على التنويم وهو في حالة التنويم.
تاريخ التنويم المغناطيسي :نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
يعتبر التنويم المغناطيسي أو الإيحائي من أقدم طرق المعالجة النفسية عبر التاريخ
فأول من استخدم التنويم الإيحائي هم الهنود وما زالوا يملكون أفضل طرق التأمل والتنويم . جاء من بعدهم المصريون القدماء الذين أنشئوا ما يسمى بمعابد النوم , وهي معابد مأجورة حيث يستلقي فيها المريض الذي لم تسعفه طرق العلاج التقليدية فينام ويخرج متعافيا .
وفي أوربا ظهر فالانتاين وهو نفسه من ارتبط عيد الحب باسمه وشاع أن في يده بركة تشفي المرضى.
من بعده ظهر راهب يستعمل المغناطيس بتمريره على مكان الألم ليشفى المريض. لاحظ ذلك الطبيب فرانز مسمر في القرن الثامن عشر فبدأ باستعمال الطريقة نفسها وكان يجرح المريض ثم يمرر أمامه مغناطيسا قائلا له أن المغناطيس سيوقف الدم وبالفعل عند تمريره كان يتوقف الدم . ذات مرة ذهب لمريض في حالة طارئة لكنه نسي أن يحضر مغناطيسه فوقع في حيرة وإذ به يجد عيدانا خشبية فاستعملها وبالفعل بدأ الشخص بالتحسن وبعد أن كان معتقدا أن السر يكمن في المغناطيس تحول تفكيره إلى الخشب وقاده ذلك إلى تنوع استخدامات الوسائل معتبرا أن القوة تكمن لديه وليس بالوسائل. مستخدما فكرة نيوتن عن " الأثير " باعتبار أن طاقة مغناطيسية تخرج من المعالج إلى المريض عبر الأثير وتشفيه .
أما نظرية الأثير لنيوتن فتقول : ( العالم كله مليئ بسائل يتخلل الكون كله وأجسامنا ومخنا وأعصابنا وعن طريق هذا السائل يتصل المخ بالعضلات وأجزاء الجسم ببعضها بما يسمى ( المغناطيسية الحيوانية )). مفسرا بذلك حالات التواصل عن بعد بين الأشخاص كما في حالة تذكرك لشخص معين دون سابق مبرر وإذ بك تلتقيه فجأة بعد لحظات من ورود صورته على ذاكرتك.
كلمة التنويم المغناطيسي Hypnosis لم تظهر إلا بعد أن صاغها جيمس برايد وهو جراح اسكتلندي، قدم نظرية مفادها أن الاستمرار في التحديق في جسم متحرك أو ثابت لفترة من الزمن ستؤدي بدخول الشخص إلى حالة من اللاوعي وهذه الحالة لا تعتبر نوماً وإنما حالة تفصل بين الوعي واللاوعي وبعد ذلك الاكتشاف وصف جيمس برايد على أنه "رائد التنويم المغناطيسي".
وفي الهند ظهر ابزدايل الذي أجرى 500 عملية جراحية دون تخدير معتمدا على الإيحاء بواسطة المغناطيس لكن الغرب رفضه.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيجاء من بعده فرويد تعلم ومارس التنويم وما زالت طرقه تدرس حتى اليوم .
وفي العصر الحديث ظهر ملتون أركسون وهو الأهم في مجال التنويم فقد تمكن من الوصول إلى حالة التنويم بدون ولا كلمة . وقد اعتمد التنويم المغناطيس كعلاج طبي عام 1950.
جلسة التنويم والدخول في حالة الألفا " الغشي " :
التنويم المغناطيس هو حالة ما بين اليقظى والنوم حيث يقوم المعالج بالدخول لمنطقة اللاوعي عند المنوم ليتدخل في حل العديد من المشاكل النفسية عن طريق العقل الباطن و الذي يعمل بقدرة أعلى بكثير من قدرة العقل الواعي حيث يمكنه ارسال 2 بليون معلومة في اللحظة . ويمكن القول أنه ( قوة بلا حدود ) فهو يحتفظ بالماضي كله وبالحاضر ويمكنه الوصول إلى المستقبل بطريقة استنتاجية كما يتحكم بكل خلية في الجسم.
كيف يتم تنويم الأشخاص مغناطيسياً؟؟
يمكن القيام بجلسة التنويم بطريقة ذاتية أو غير ذاتية بإتباع (( أسلوب الإقناع )) يقوم المعالج بتحديث عقلك الباطن و يقول له بأسلوب مقنع جداً بأنه يستطيع تنويمك و يحاول حشد جميع الكلمات الممكنة فإن صدقته يتوقف العقل الخارجي عن العمل و (( تنام مغناطيسياً )) لكنه لن يستطيع تنويمك إذا لم تقتنع بكلامه .نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
على المنوم أن يكون في حالة استرخاء مركزا على نقطة مضيئة في أعلى الغرفة أو متبعا طريق الاجهاد العقلي بالعد العكسي أو عن طريق عدم الاتزان باستخدام الكرسي الهزاز . يُنصت المريض لصوت المنَـوِم بتركيز كامل إلى أن تغمض عيناه وتسترخي عضلاته ، منفذاً بذلك كل التعليمات والأوامر الموجهة إليه، فيصبح صوت المنَــوِم هو الصوت الوحيد المسيطر الذي يسمع ، ثم يخفض المنَـوِم صوته تدريجياً إلى أن يصبح همساً.
إن المنَــوَّم يستطيع استيعاب وإدراك كل ما يدور حوله ولكنه لا يجيب إلا على المنَــوِم ولا يمتثل إلا له ، وما يأمره به المنَــوِم يظل راسخا في باله فلا يستطيع أحدا التأثير عليه أو تغييره إلا بعد تنويمه مرة أخرى.
يمكن للشخص بنفسه أن ينهي جلسة التنويم . فجميع أنواع التنويم هي ذاتية أي أن الشخص هو من يفعل ذلك والمشرف على التنويم هو مجرد قائد للعملية .
من ناحية أخرى وجدت دراسات تفيد أن حوالي 10% من الناس لا يستجيبون إلى أية محاولة للتنويم المغناطيسي، ونسبة تتراوح بين 5 إلى 10% يدخلون في حالة عميقة من التنويم المغناطيسي.جلسات التنويم تساهم أيضاً في غرس ذكريات جديدة لم تكن موجودة أصلاً في عقل الشخص قبل تنويمه وهي ناتجة أصلاً عن إيحاءات من قام بالتنويم وبناء على ذلك لا يعتبر التنويم المغناطيسي وسيلة موثوق بها في المحاكم أو للوصول إلى الحقيقة الكاملة خشية من أن يكون قد تم زرع بعض الأفكار التي لا تنتمي للحقيقة لدى الشخص المنوم.
ماذا يحصل بالتنويم الإيحائي " المغناطيسي " :
تعتمد عملية التنويم على الانتقال بزبزبات المخ من حالة بيتا إلى حالة ألفا وتقاس عن طريق جهاز يربط بالمخ .
يرسل المخ موجات كهربائية تحدد درجة اليقظة أو النوم التى يكون عليها وهى أربع درجات:
أولا: البيتا وهى حالة اليقظة ويرسل المخ موجات حوالى 14 موجه / ثانية (40-13)
ثانيا: الألفا: وهى حالة ما قبل النوم أو نهاية النوم أو حالة أحلام اليقظة والتأمل ، ويكون الشخص واعيا تماما ولكن في حالة استرخاء شديدة. ويرسل المخ 8 موجات/ ثانية (18-7)
ثالثا: الثيتا والدلتا (t= 7-4, d= 3-1) : وهى حالات النوم الكامل وموضوعنا هنا يتركز فى الوصول إلى حالة ألفا. وتتميز حالة الألفا بأنها أعلى مرحلة يتواصل فيها العقل الباطن والواعى.
وفي التنويم يكون الدماغ في حالة استعداد لاستقبال الرسائل المقترحة كحل وغالبا تستمد من صاحب المشكلة نفسه وتطبيقها يكون تلقائيا.
يحتاج التنويم من خمس دقائق إلى نصف ساعة. ويقول فرويد : ( أن من يستطيع الدخول لحالة التنويم بسهولة يكون ذو صحة نفسية سليمة )بالمقابل هذا لا يعني أن كل من لا يستطيع الدخول بالتنويم هو مريض بل قد يعود ذلك إلى أمور تتعلق بطبيعة الشخصية, فالشخصية التحليلية يتبع معها طرق خاصة كالعمل على جعلها تركز على عدة أهداف في آن واحد ليتم العمل على تنويمها.
يمكن أن يتم التنويم والعينان مفتوحتان , كما من الممكن أن يبكي الشخص النائم
صفات اللاوعي " العقل الباطن ":
يعمل العقل الباطن 24ساعة باليوم. والعقل الباطن يمثل بنك المعلومات والذكريات والرغبات والعادات..
العقل الباطن قادر على تسجيل 50 لقطة فى الوقت الواحد وعلى سبيل المثال فإنك عندما تتحدث إلى آخر فإنك تركز" العقل الواعى " فى كلامك أو كلامه وقد تكون اللقطة الثانية رؤيتك لعيناه. أما العقل الباطن فيسجل إضاءة الغرقة ودرجة حرارتها ولون ملابسه، ويتلقى المشاعر الكامنة التي يستمدها من نبرة صوت المتكلم أو حركة عيناه. ومشكلة العقل الباطن هو ترتيب الأشياء دون منطق .
يعمل العقل الباطن كطفل صغير عشوائي كما لو أنك في حالة فرح يحدث وان تعيد لك ذاكرتك صورة محزنة من ماضيك تنقلك من قمة الفرح إلى الحزن دون أن تعرف سببا لذلك . العقل الباطن هنا هو من قام بنقل هذه الصورة من الذاكرة إلى ساحة الوعي. هو شعر بأنك سعيد وكالطفل الذي يرى والده في حالة سعادة فيقوم بتكرار طلباته القديمة المرفوضة سابقا ظنا منه أن حالة سعادة الوالد ستكون سببا كافيا للاستجابة لطلبه. فالصورة الحزينة التي ظهرت عبارة عن محاولة من العقل الباطن لحل مشكلاتك العالقة والتي تشكل لك حزنا حتى لا تبقى مترسبة لديك فيخرجها لك في حالة فرحك علك تتصالح معها فلا تعود سببا لحزنك.
التنويم المغناطيسي كعلاج:
يستخدم بعض الأطباء النفسيين التنويم المغناطيسي لعلاج مشاكل الأعصاب والأرق والصداع وإدمان الكحول أو المخدرات و التدخين والكحولية والتثبيط الجنسي والخوف والشعور بالدونية ومن بعض الآلام النفسية والجسدية وكذلك لمعرفة أسباب حدوث الاكتئاب في حالاته المستعصية والتي يرفض فيها المريض الإفصاح عما يعاني منه. وتقوم هذه الطريقة على خلق صورة عن الذات تندمج تدريجياً مع الشخصية بحيث يصبح الإنسان ما يريد أو ما يفكر فيه. و يهتم بعض الأطباء الأميركيين بالتنويم المغناطيسي الذاتي وهي تقنية مشتقة من الإيحاء الذاتي تساعد بشكل جاد على صقل الشخصية والتحرُّر من بعض العادات السيئة واكتساب أخرى أكثر ملائمة.
تحذير : يمكن للتنويم المغناطيسي أن يكون خطراً خصوصاً إن جرت ممارسته من قبل شخص لا تتوفر فيه الخبرة الكافية ، لذلك لا تقوم بإجرائه على نفسك أو أشخاص آخرين دون أن تتعلم المزيد عنه وعلى يد خبير.
نشرت دراسة في مجلة الصحة الأمريكية وهي عبارة عن إحصائية لتقدير نسبة الشفاء لعدة طرق علاجية نفسية . تقول الإحصائية:
العلاج النفسي الكلامي بطريقة فرويد نسبة الشفاء فيه 38% بعد 600 جلسة .
العلاج السلوكي نسبة نجاحه 72% بعد 22 جلسة علاجية
أما التنويم الإيحائي " المغناطيسي " فنسبة الشفاء فيه بلغت 93% بعد 6 جلسات فقط.
حقائق:
لا يستخدم التنويم كعلاج جسدي إلا تحت إشراف طبيب.
يمكن للشخص الاستفادة عن طريق التنويم من كل إمكاناته الكامنة .
العقل الباطن يتحكم بكل خلية في الجسد
يساعد التنويم في تحسين القدرة على اتخاذ القرار كما يساعد في إتقان اللغات في ثلاثة أسابيع
التحكم بضغط الدم
التخلص من الاكتئاب والعصبية والتدخين فضلا عن الشعور بالسلام الداخلي .
منق...............ول