الحاسة السادسة والقدرات الخارقة
الكثير منا يشعر بالإرهاق والضغط النفسي في معظم الأوقات، ليس هذا فحسب ، لو عندك حاسة سادسة تشوف كل شيء!!
[COLOR=royalblue]زمان كان اسمها "فراسة" لكنهم يطلقون عليها الآن" الحاسة السادسة" ولأن الفراسة كانت علما من علوم العرب. حاولنا أن ننقب عن علم آخر يتعلق بالحواس الزائدة ولأننا لا نملك إلا خمس حواس ظاهرة، كان علينا أن نستخدم "الفراسة" للبحث عن الحواس التائهة.. إن وجدت.. تصفحنا الكتب المترجمة.. جلسنا إلى الدكتور مصطفى محمود، والدكتور الحسين أبو فرحة، ولا يزال البحث جاريا.
من قديم الزمان، تعارف الناس على أن مصادر المعرفة البشرية مستمدة من "الحواس الخمس" الشهيرة.
ومن المعارف التي تمدنا بها هذه الحواس تتشكل عمليات العقل البشري. ولكن: آية حاسة من هذه الحواس تستطيع أن تمدنا بمعرفة من نوع خاص مثل "قدوم شخص إلى منزلنا".. أو "شعور مفاجئ بالكآبة والانقباض في ذات اللحظة التي يصاب فيها شخص عزيز علينا على بعد آلاف الكيلو مترات".
مبدئيا.. لنقل: إنها" المصادفة الخارقة" أو "المصادفة النادرة".. فقط.. ولكن ما هو الاحتمال في وقوع هذه المصادفة إذا كان الأمر مقصودا.. كأن تسير في الطريق.. فترى شخصا على بعد عدة أمتار منك، وبدلا من أن تهتف باسمه ليلتفت خلفه ويراك، تركز ذهنك وحده، فيلتفت.. ويحدث ما قصدته من غير نداء مسموع! وتأكيدا لهذه الظواهر الإنسانية "غير العادية".. أجرى بعض العلماء مجموعة من التجارب المحكومة بالمراقبة الدقيقة الفاحصة لغرض التحقق من وجود مصدر "سادس" من مصادر المعرفة، غير تلك المستمدة من الحواس الخمس أو غيرها.. والتي أطلق عليها العلماء الدارسون لها "الحاسة السادسة".. أجمع العلماء المتخصصون في دراسة علم "الباراسيكولوجي" أو ما وراء النفس على أن الحاسة السادسة أو الإدراك فوق الحسي (ESP) هي اصطلاح رمزي لمجموعة من الحواس الخارقة، أو المواهب المتعالية عند الإنسان.
ومن أمثلة قدرات الإدراك فوق الحسي عند الإنسان عدة ظواهر منها : التخاطر: أو افتعال الأفكار والخواطر بدون واسطة. الجلاء البصري: وهي الرؤية بدون عين وعلى بعد قارات ومحيطات.
[ الجلاء السمعي ] وهو السمع بدون أذن وعلى بعد قارات ومحيطات. استشعار الخطر عن بعد وقبل أن يحدث.. أو التنبؤ عن طريق رؤيا صادقة. وهناك قدرات أخرى خارقة يتمتع بها بعض الأفراد مثل : - تحريك الأجسام عن بعد وبدون لمسها، أو إنزال الأذى عن بعد وبدون وسائل مادية بمجرد التركيز على صورته ويدخل ضمن هذا الباب الحسد بأنواعه.
والدارسون لظواهر الإدراك فوق الحسي يجدون صعوبة في دراسة هذه الظواهر لأنها - كما يرون - ذات طبيعة غريبة سريعة، كذلك فإن مسألة عدم ظهور الإدراك فوق الحسي بانتظام يخلق مسألة صعبة الفهم، ولكنها ربما تعتمد على مزاج الشخص.
كذلك لوحظ أن الإثارة القوية ربما تقوى قدرات الإدراك فوق الحسي بشكل مؤقت عند الشخص موضع التجربة، ولكن على المدى البعيد فإن النتائج المثلى نحصل عليها عندما يكون ذلك الشخص في حالة تامة من الراحة.
من القمر للأرض كيف تعمل قدرات الإدراك الحسي؟ إن طبيعة قدرات الإدراك فوق الحسي أو ما نسميه بالحاسة السادسة قد حيرت جميع الباحثين، فلقد افترض سابقا بأنها تنشأ عن أثر مغناطيسي أو كهربائي، ولكن التجارب التي أجريت حديثا أكدت أن هذا ليس صحيحا تماما، لأن أي طاقة كهربية تضعف بازدياد المسافة، في حين أن بعض المرسلين قد تمكنوا من إجراء تخاطر مع مستقبلين في الطرف الآخر وهم على بعد مسافات تقدر بالآلاف الأميال، ويقال بأن رائد الفضاء إدميشيل تمكن من إجراء "تخاطر" إلى الأرض من مدار حول القمر!
والتجارب المختلفة التي أجراها العلماء على ظاهرة التخاطر أظهرت بعض النواحي في طبيعة الإدراك فوق الحسي لدى الإنسان، وكما أورد كولن ولسون، في كتابه الحاسة السادسة في بعض هذه التجارب عندما كان المرسل يرسل كلمة أو صورة كان المستقبل لا يستطيع أن يحدد هذه الصورة أو الكلمة تماما ، وإنما يحدد أقرب شيء إليهما، وعلى سبيل المثال عندما كان المرسل يرسل صورة لقارب مزود بشراع مثلثي الشكل، كان المستقبل يستقل شكلا قريبا من ذلك كصورة هرم أو ما شابه ذلك، وهكذا فان قدرات الإدراك فوق الحسي ESP تنشط الذاكرة الموجودة ضمن الدفاع ولكنها لا تجعلها تحدد الهدف تماما.
إشعاع إنساني وهنا يبرز سؤال هام: ما هي طبيعة المصدر المعرفي عند الشخص المتلقي؟ من الممكن أن يكون الجواب عبارة عن افتراضات، كافتراض بعض العلماء الذين قالوا بوجود ما يسمى بالإشعاع الإنساني أو انبعاث موجات ذهنية ذات أطوال خاصة بالإنسان غير أن غموض التفسير عند هذا الفريق من العلماء أو ذاك لا يعني مطلقا التشكيك بوجود ظاهرة التخاطر أو انتقال الأفكار ذاتها.
ظاهرة الاستشفاف في بعض الأحيان يبدو أن الإنسان يستطيع أن يستقبل حسا داخليا مسبقا ومفصلا، ومثال ذلك المؤلف قليل الشهرة مورجان روبرنستون الذي كتب في عام 1889 رواية بعنوان "تحطيم سفينة تيتان" تقول الرواية: إن هذه السفينة كانت من أكبر السفن في ذلك الوقت في العالم، وقد اصطدمت بجبل جليدي عائم مما أدى إلى غرقها، بالإضافة إلى موت 2500 شخص كانوا علي متنها، إن سبب موت العدد الهائل من الناس هو أن عدد القوارب النجاة لم تستطيع أن تحمل سوى نصف الركاب ، وبعد أربعة عشر عاما اصطدمت هذه السفينة فعلا بجبل جليدي عائم وغرقت.. ومات الكثيرون بسبب عدم وجود قوارب النجاة الكافية، وعرف فيما بعد أن أشخاصا عديدون ألغوا تسجيلهم في الرحلة بسبب إحساسهم السابق بالكارثة وبعض هؤلاء الذين ماتوا كانوا قد أخبروا أصدقاءهم أو معارفهم عن اعتقادهم بأن شيئا ما سيقع.
ويقول علماء الباراسيكولوجي "ماوراء النفس" إن هذه التحذيرات الداخلية أمر غير شائع، وقد أجرى أحد الباحثين بحثا حول ثمانية وعشرين حادث قطار وقد تبين له أن عد المسافرين بالقطارات الأخرى، كما أن المقصورات المصابة حول أيضا عددا أقل من المقصورات العادية. وفي عام 1555 م طبع الكاهن نوسترادامس كتابا تنبأ فيه بحدوث الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وبظهور هتلر وبالثورة الفرنسية. تحريك الأشياء يمتاز بعض الأشخاص بقدرتهم على تحريك الأشياء بواسطة قوة العقل، ويتم ذلك أحيانا بصورة غير متعمدة.
والأشياء المتحركة قد تكون أشياء صغيرة كالسجائر والنقود. وقد تكون أشياء أخرى مختلفة كدخان السجائر مثلا، وفي بعض الحالات تبدو بعض جزيئات الجسم وكأنها تتحرك. وأورد لنا الكاتب (كولن ولش) في كتابه الحاسة السادسة مثالا على تلك الظاهرة الغريبة.. فحكي عن السيدة ميكهلوفا وهي ربة منزل من ليننجراد تستطيع أن تجعل الإبرة المغناطيسية تدور دون أن تلمسها، وقد تمكنت بصورة واضحة من تحريك أشياء صغيرة على سطح منضدة وفي إحدى المحاولات تمكنت من تحريك قطعة صغيرة من الخبز عبر الطاولة، وجعل القطعة أيضا تقفز إلى فمها! وهي تستطيع أن تجعل البخار الموجود في دورق معين ينقطع طبقات، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل تستطيع أن تفصل صفار البيض عن بياضه ثم تجمعهما معا.
ويقول العلماء عن هذه الظاهرة الغريبة: إنه ليست هناك أية فرضية مناسبة تشرح ظاهرة تحريك الأشياء بقوة العقل، فالأشياء المتحركة لم تقع تحت تأثير مغناطيسي ولهذا فإن الطريقة التي تتحرك بواسطتها ما تزال غامضة.
زرقاء اليمامة لا يمكن الحديث عن الحاسة السادسة بدون التوقف عند قصة زرقاء اليمامة الشهيرة التي تناولتها الدراسات وتناقلتها الأمثال عبر الأجيال المختلفة. واستنادا إلى بعض المصادر الرئيسية في التاريخ العربي قرر (خير الدين الزركلي) ما يسمى" الزرقاء من بني جديس" من أهل اليمامة مضرب المثل في حدة النظر وجودة البصر يقال لها: زرقاء اليمامة لزرقة عينيها.
وجاء أيضا أنها كانت تبصر الشيء من مسيرة ثلاثة أيام، وذكروا أن من أخبارها أن حسان بن تبع الحميري لما أقبلت جموعه تريد غزو جديس رأتهم الزرقاء.. وأنذرت جديس فلم يصدوقها فأجتاحهم حسان. والدارسون لظاهرة الحاسة السادسة يقفون حائرين أمام ظاهرة زرقاء اليمامة إذ أن هذه الحقيقة التاريخية تتعارض مع النتائج العلمية المعروفة والتي تقول بعدم جواز الرؤية المباشرة على مسافة ثلاثة أيام. الحكمة الإلهية يقول العلماء أن كل إنسان لديه نصيب من الحاسة السادسة، فما الحكمة الإلهية وراء امتلاك الإنسان لقدرات الإدراك فوق الحسي؟ وهل دراسة مثل هذه الأشياء والتعمق فيها يكسب صاحبها قدرات خاصة.
يجيبنا عن هذه التساؤلات الدكتور مصطفى محمود بقوله: [ إن جميع هذه المواهب لا علاقة لها بإيمان صاحبها ولا بديانته.. وإنما هي مواهب مثل حدة البصر، وقوة العضل، وقوة الذاكرة.. وإذا حدثت لمؤمن فإنه لا يذيعها ولا يتكسب بها، وإنما يكتمها ويرى فيها مبشرات تقويه على الطريق ولا يدخل في هذا المجال الحسد طبعا ولا إيذاء الناس ].
فهذه المواهب قد تحدث للكافر والوثني وحاكم مصر الوثني رأى رؤيا وردت في القرآن الكريم.. [ إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات ] وقد فسرها سيدنا يوسف عليه السلام بأن مصر ستمر بها سبع سنوات فيها يقل ماء النيل جدا، ولا يوجد من الزروع ما يحتاجه الناس، وقبل هذه السنوات العجاف تمر سبع سنوات فيها خصب، وقد أمرهم سيدنا يوسف أن يختزنوا من حبوب سنوات الخصب لسنوات العجاف، وقد حدث ذلك والرؤية التي رآها الملك كانت رؤية صادقة مع أنه كان كافر.. والفنجان والمندل وضرب الرمل هي مواهب من هذا النوع، وهي أمور قد يدخل فيها الشعوذة والدجل وقد لا تصدق في كثير من الأحيان.
وماهو نصيبك من الحاسة السادسة ؟!؛.
يجيب الدكتور مصطفى محمود .. [ كثيرا ما أفكر في شخص وبعدها بدقائق يتصل بي عن طريق التليفون. أو يأتي لزيارتي وفي مناسبات معينة رأيت من غير عين وأنا نائم وسمعت من غير أذن ، وقد سبق ورأيت حلما لأثنين من أصدقائي يحملون كتابا ويتناقشون فيه، واستطعت أن أعرف وأحدد ما كانا يتحدثان فيه سويا بعد ذلك، وتأكدت أن ذلك حدث بينهما بالفعل، ولكنني لم أستطع تكرار أو تنمية هذه المواهب عندي وذلك على الرغم من قيامي ببعض التمرينات في التركيز الذهني، وعموما فلا يوجد إنسان عاطل عن حدوث مثل هذه الظواهر عنده. ويستطرد الدكتور مصطفي محمود [ ولي صديق كان يعمل سكرتيرا للحزب الشيوعي، وكان أيضا ملحدا، ولا يؤمن بأي شيء، هذا الصديق رأى رؤية صادقة أخبرني بها، وفيها تنبأ بموت الزعيم جمال عبدالناصر وحدد يوم موته بالضبط. وصدقت نبوءته على الرغم من أنه كافر. ولا علاقة لما سبق بحالات الشفافية التي تحدث للعابدين المستغرقين في العبادة والتسبيح وأهل الخلوات، والعابد الحقيقي يستحي أن يروي ما يحدث له في خلوته ويرى فيه خصوصية لا يذيعها، والعابد الذي يفتن بهذه المواهب يخرج عن الطريق ويصيبه الخذلان.
فلا يجوز للعابد النقي أن ينشغل بغير الله. والإسلام - والكلام لا يزال للدكتور مصطفى محمود ضد الانشغال بهذه المسائل، ويفضل عليها انشغال المسلم بالبناء والعمل وعمارة الدنيا وخدمة الناس، فالدنيا في الإسلام مزرعة للآخرة، وليست دكاناً لفتح البخت.
وهناك كراسي في الجامعات الأجنبية لدراسة هذه الظواهر على مستوى تجريبي ويسمونها Parapsychalagy وفي القديم كانوا يسمون هذه العلوم Occult Sciences، ويدخل فيها السحر واستخدام الجن والطلاسم والحروف، وهي علوم انفرد بها اليهود ونبغوا فيها وكتموها واعتبروها علوماً محظورة وهم يسمونها علوم" الكابالا" .. وهي بعض ما دخل فيها الكثير من الشعوذات والأمور الشيطانية.
والإنسان باعتباره روحاً وجسداً وباعتبار روحه نفحة من الله فهو مستودع قوي ومواهب وأسرار لا تنتهي والإنسان لم يفتح بعد هذا الكنز الروحي يقول الله سبحانه وتعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}.. وهو وعد من الله بآيات في المستقبل سيكشف عنها الله في نفس الإنسان ليزداد إيماناً. ويقول العارفون بالله: إن الله عندما يفتح هذه الفتوحات على المؤمن.. فإنما يطمئنه أو يبتليه، وإذا فتح بها على الكافر فإنه يقيم عليه الحجة.
وفي جميع الحالات لا يصح أن نقول عن صاحب هذه المواهب أنه مبروك أو ولي أو من أهل الكرامات، بل هو دائماً بشر عادي عن عباد الله، وربما كان شريراً بكل المقاييس. ولقد قرأنا عن "راسبوتين" الذي كان مجرماً وكان يضع يده على رأس المحموم فيشفى وتنخفض حرارته لفورها، واستطاع أن يتسلط على زوجة قيصر وعلى روسيا كلها ويفسد فيها ما شاء له الفساد ولم يفلحوا في قتله بسم الزرنيخ، فأطلقوا عليه الرصاص وطعنوه حتى الموت .. وهي مواهب يمكن أن يستعملها صاحبها في الخير، ويمكن أن يستعملها في الشر.
ويضيف .. وبعض الحيوانات تتنبأ بالزلزال قبل وقوعه فتفر هاربة من المكان مثل الخيول والكلاب والأسماك والحشرات.. فلا نقول عنها إنها صاحبة كرامات.. وإنما نقول إنها موهوبة بهذه الحاسة.. الحاسة السادسة. من الكتاب والسنة وأخيرا يحدثنا الدكتور الحسيني أبو فرحة من علماء الأزهر الشريف عن الحاسة السادسة من واقع الإسلام فيقول: في إسلام حدثنا المولى عن عز وجل في الحديث القدسي الذي رواه الإمام البخاري في صحيح: "إن المسلم النقي الذي يحافظ على أداء الفرائض، ويبتعد عن جميع المعاصي، ويكثر من نوافل العبادات يمنحه الله عز وجل سمعا ربانيا وبصراً ربانياً ويدا ربانية ورجلا ربانية فيسمع ما لا يسمعه غيره، ويرى ما لا يراه غيره، مع بعد المسافات، ويقطع المسافات الشاسعة في دقائق معدودات.
قال الله تعالى في الحديث القدسي مشيراً إلى ذلك .. [ من عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها ]
وهذا يتكرر كثيراً والكلام لا يزال لفضيلة الدكتور الحسيني أبو فرحة مع أولياء الله في الأزمة الإسلامية في جميع الأزمنة والأمكنة، والله أعلم. وما يسميه الناس بالحاسة السادسة يسميه المسلمون السمع الرباني والبصر الربانيي، وكلاهما منحة يمنحها الله عز وجل للأولياء في الأمة، وعلى الجانب الآخر فهناك أناس يستخدمون الجن لينقلوا إليهم الأخبار ويحدثونهم عن المشاهدات العجيبة، بل وينقلونهم أحياناً لأماكن بعيدة ويعودون بهم في لحظات خاطفة، وهذا ليس من الولاية في شيء.
وبعد فالإنسان أكثر إعجازا في تكوينه من كل المخلوقات وهو لم يكتشف بعد إلا واحد في الألف من إمكانه، وهو في شره يتفوق على جميع الأبالسة وفي خيره يتفوق على الملائكة.. وفي داخله كنوز ومعارف ومواهب وأسرار وقوى لم تكتشف. الحاسة السادسة وأنواعها عند الناس العقل الباطن يرى الأشياء قبل أن تراها حواسنا هل يؤمن العلم بوجود الحاسة السادسة فعلاً لدى الإنسان، أم أنه يعتبر ذلك ضرباً من الخيال؟ إذاً كيف يفسر لنا العلم تلك الظواهر الخارقة التي يتمتع بها بعض البشر. هذا السؤال يجيب عليه الدكتور بهاء سري الدين المتخصص في علوم النفس وقد تشعب الكلام في بعض جوانبه ليشمل عالم الجن وربطه بعالم الإنس ومعالجة الأمراض من خلاله.
- هل هناك حاسة سادسة لدى المشعوذين الذين يكتشفون أسرار الناس؟ نعم، هناك حاسة سادسة، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنها موجودة لدى المشعوذين والسحرة، إنما هي موجودة ومعترف بها، إلا أن المستند العلمي لها لا يتجاوز سوى حالات فردية عن بعض المرضى المعالجين أو بعض الذين يقومون أحياناً بالإعلان عن أحداث ستحصل وهذه الحاسة موجودة عادة لدى نوعين من الناس:
-[ النوع الأول ]- وهو |. التخاطريين .| الذين يقرأون أفكار بعضهم بعضاً فهؤلاء يمكنهم أن يشعروا ببعض الأحداث التي ستحصل من خلال تخاطرهم مع بعض الناس وقد تحدث العديد من المعالجين النفسيين عند هذا الموضوع وربطوه بعوارض ترتبط بحالات نفسية معينة يحصل فيها تكرر الصوت بحيث يشعر هؤلاء أن أحداثاً حصلت معهم من قبل أو حصلت أمامهم ما هي إلا موجودة في عقلهم وتتكرر.
-[ النوع الثاني ]- هم البشر الميالون إلى التشاؤم بطبيعتهم فهؤلاء يبشرون بالعادة بأحداث قاسية ستحصل وإذا ما حادثك أحدهم يقول لك أنه كان يعلم أنه سيتعرض لحادث سيارة في منطقة كذا، وفي الساعة كذا، وبالفعل يحصل الحادث الذي توقعه ضمنيا ويرجع هنا أن الحاسة السادسة لدى هذا النوع من البشر المتشائمين المتخوفين هي المسؤولة
منقـــــــــــــول