لقاء صحفي : مع الدكتور أمير محمد صالح ـ الأستاذ الزائر في جامعه شيكاغو والحاصل علي البورد الأمريكي في ««العلاج الطبيعي»» وعضو الجمعية الأمريكية للطب البديل مجلة حياة الناس: 218 السنة 123-العدد 2001 مايو 26 2 من ربيع الأول 1422 هـ السبت.
لم نلتفت إلى الطب النبوي إلا عندما دخلنا الجامعات الأمريكية والأوروبية.. فمن يصدق أن العلاج بـ الحجامة يتم تدريسه في مناهج الطب في أمريكا. ومن يصدق أيضا آن هذا الأسلوب النبوي الذي هاجمه وأنكره أطباء عرب اصبح علاجا نافعا للعديد من الآلام الخطيرة في معظم عواصم العالم.
هذا ما يؤكده الدكتور أمير محمد صالح ـ الأستاذ الزائر في جامعه شيكاغو والحاصل علي البورد الأمريكي في ««العلاج الطبيعي»» وعضو الجمعية الأمريكية للطب البديل .
لقد كانت نقطه اكتشاف هذا الأسلوب العلاجي هي بداية قصه الدكتور أمير صالح مع الحجامة.. والمفارقة التي يؤكدها انه لم يكن يعرف عنها الكثير قبل سفره إلى أمريكا.. فهناك وجدهم يحتفون بها ويدرسونها لطلبة الطب في معظم الجامعات ، ويضيف أن الحجامة باب من أبواب الطب النبوي وقد ورد فيها اكثر من60 حديثا نبويا.. ومن خلال رحلته العلمية التي امتدت لعدة سنوات في أمريكا وبعض الدول الأوروبية وجدت انهم يعرفون هذا النوع من العلاج كفرع مهم في الجامعات ويسمي عندهم (Cupping Therapy) .
و كان لابد أن أبحر في أعماق هذا العلم.، واكتشفت أن الحجامة كانت معروفه لدي الفراعنة, وقد ذكر ذلك أبوقراط أبو الطب بقوله أن الفراعنة قسموا الطب إلى نوعين طب الصوم وطب الإخراج أو طب الحجامة عن طريق فتحات يحدثها الطبيب في الجلد.. ولما بعث النبي ـ له عليه وسلم ـ أمر بالحجامة واقرها, بل انه فعل هذا النوع من العلاج لنفسه ولزوجته , فاحتجم الرسول وهو صائم واحتجم وهو معتمر واحتجم لألم في رأسه وساقه .. واحتجم من السم الذي وضعته له اليهودية.
* ما هي الأمراض التي عالجتها باستخدام الحجامة؟.
فالحجامة تفيد في علاج بعض الأمراض وليس كلها.. فهي تودي إلى حدوث تحسن واضح في وظائف الكبد ومرض السكر إضافة إلى بعض أمراض الأنف والأذن والحنجرة , كما أنني حققت خطوات مهمة في علاج الأطفال الذين يعانون من شلل مخي والشلل النصفي حيث سجلت تحسنا ملحوظا في حالات عديدة , كذلك نجحت الحجامة في علاج البدانة والأمراض المتعلقة بضعف المناعة في الجسم وحب الشباب .
* تخصصك علاج طبيعي.. فما علاقة ذلك بالعلاج النبوي ؟.
ذكرت لك إن الحجامة تدرس ويعمل بها في العالم الغربي وهي جزئ من العلاج الطبيعي وقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : الدواء في ثلاث شربه عسل وشرطه محجم وكي بنار.. ثم نهي عن الكي بالنار ولم ينه عن الحجامة وفي حديث آخر يقول: خير ما تداويتم به الحجامة، والله تعالي يقول: ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَْمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (لأعراف:54) .
خلق الله الجسد وجعل له منهجا وأوامر ونواهي, فالأوامر إذا فعلناها صح الجسد وإذا ابتعدنا عن النواهي صح الجسد أيضا ، والرسول علمه من علم الله .
* البعض يعترض علي الأدوات المستخدمة في عمليات الحجامة؟.
هناك تخوف من الأدعياء الذين يمارسون مهنة العلاج بالمواد والأساليب الطبيعية كأي مهنة مارسها بعض الأدعياء والدجالون ولكن ذلك بالطبع لا يجعلها عرضه للهجوم والإقلال من شأنها لكن لابد من وضع الضوابط التي تحكم هذا العمل وتجريم كل من يمارسه بغير علم بحيث تكون هناك منافذ معلومة لكل من أراد هذا النوع من العلاج , ولابد من التأكيد علي أننا لا نهاجم طرق العلاج الأخرى ولكنها خطوة مكمله علي الطريق الصحيح لإيجاد علاج بلا أعراض جانبيه ، أما بالنسبة للأدوات المستخدمة في هذا العلاج فان كثير من الشركات تصنع أجهزة حديثة لهذا الغرض وهي متوفرة في معظم بلدان العالم.
* هل عمليات التبرع بالدم تغني عن الحجامة التبرع بالدم ؟.
التبرع بالدم ينتمي إلى الفصد وليس الحجامة لان التبرع بالدم يودي إلى التخلص من بعض مكونات الدم بكميات معينه في وقت قصير ويتم ذلك من خلال وريد دموي وليس من خلال مسام الجلد. ولذلك لا نستفيد منه في تنبيه أماكن معينة في الجلد كما في الحجامة.
عندما يحدث أي خدش في الجسم يحدث استنفارا لجهاز المناعة , لان الجلد هو خط الدفاع الأول عن الجسد فيزداد إفراز كرات الدم البيضاء وتزداد المناعة ، وفي حاله حدوث أي ضغوط علي الجسم يزداد تنبيه جهاز المناعة وهناك ضغوط طبيعية حيث أننا نجد أن جهاز المناعة عند المرأة الحامل يكون نشطا جدا وكرات الدم البيضاء تتكون بكميات كبيره. وهناك ضغوط صناعية من خلال حدوث خدوش في أماكن معينه من الجلد تودي نفس النتيجة وهو ما يحدث في الحجامة.
* هل هناك علاقة بين العلاج بالحجامة والعلاج بالإبر الصينية؟.
تاريخ الحجامة يختلف كليه عن تاريخ العلاج بالإبر الصينية ولكن يمكن القول أن المعالج بالحجامة يمكن أن يستخدم نفس خريطة مراكز الإحساس في الجسم التي يستخدمها المعالج بالإبر الصينية لعلاج نفس الأمراض. لكن في الإبر الصينية يتم تنبيه مراكز الإحساس فقط أما في الحجامة فيتم تنبيه مراكز الإحساس بالإضافة إلى تحريك الدورة الدموية وتنبيه جهاز المناعة.
* علي أي أساس يتم تحديد مواضع الحجامة ؟.
يتم ذلك من خلال ثلاث طرق, أولها: إثارة وتنبيه مناطق الألم ، وثانيها: تنبيه المناطق العصبية التي لها اتصال بالجلد أو بمعني آخر الوصلات العصبية المشتركة مع الجلد في مراكز واحدة. كما في حالات القلب, حيث يتم التنبيه في مناطق معينه في الكتف ، والبروستاتا يتم التنبيه في اسفل الظهر حيث يكون الجلد مشتركا مع الأعضاء الداخلية في أماكن حسية عصبيه واحدة. والطريقة الثالثة عبارة عن استخدام ردود الفعل(Reflexology) حيث يتم التنبيه في أماكن معينه في الجلد فيحدث ذلك ردود فعل في الأعضاء الداخلية، مثل تنبيه الغدد وتنبيه إفرازات الجهاز الهضم.
* ما الحالات التي لا يجب فيها العلاج بالحجامة؟.
عندما يكون المريض مصابا بالبرد أو عند ارتفاع درجه حرارته ويحظر عمل الحجامة لمن بدا في الغسيل الكلوي أو للحامل في الشهور الثلاثة الأولى وكذلك لمن عنده سيوله في الدم.
* هل يحتاج الجسم إلى عمليه تجميل بعد هذه الخدوش التي تحدثها الحجامة؟.
هناك10 طرق للحجامة تسعة طرق منها تتم بدون تشريط وتعتمد علي قوه الشفط وواحدة فقط تعتمد على التشريط الذي تزول آثاره نهائيا بعد فتره وجيزة ولا يحتاج إلى عمليات تجميل .
* ماذا تقول للذين يهاجمون هذا النوع من العلاج ؟.
أقول لهم اقرءوا واطلعوا فلسنا متحيزين للسنة فقط بل مسألة علمية بحتة والغرب الآن يلهث ورائها ويعرف قيمتها.. فلماذا هذا التشكيك وأنا أدعو كل أطباء مصر لعلاج مرضاهم بالحجامة حتى لا يتركوها لمن ليسوا أهلا لها.
* وهل الأطباء في أمريكا يعرفون الطب النبوي مما دفعهم إلى أجرائك التجارب علي الحجامة في الولايات المتحدة الأمريكية ؟.
في دول الغرب يقومون بتدريس تاريخ الطب وكما قلت في الحجامة كانت موجودة أيام الفراعنة وكذلك كانت موجودة عند أهل الصين وفي الحضارة اليونانية والإغريقية. فلما اجروا الأبحاث والدراسات علي الحجامة وعرفوا أهميتها علت الأصوات هناك لعودة الحجامة إلى الطب الطبيعي أو الطب البديل أو ما نسميه نحن الطب النبوي.
شهادات المرضى بعد سنوات من الألم:
الحجامة عالجت فيروس(C) ، أعادت النطق لطفل
التحدث مع المرضي فيما يخص آلامهم وأوجاعهم أمر صعب للغاية فهم لا يريدون أن يتذكروا لحظات الألم ولا يريدون أن ينبش أحد في جذور أمراضهم. وبعد محاولات عديدة قال لنا :
محمد احمد عبدالقادر42 سنه من المطرية انه كان يعاني مرض النقرس منذ اكثر من عشره أعوام وذهب إلى كثير من الأطباء ولم يشفي من مرضه لكنه بعد أن اجري عمليه الحجامة شفي تماما وكل التحاليل التي عملها بعد ذلك تؤكد هذا.
ياسر عزب إبراهيم مريض آخر يسكن بشارع جعفر والي ويبلغ من العمر28 عاما تحدث بمنتهى البساطة وقال: كنت أعاني من مرض الثعلبة وسقوط الشعر ولم أذهب إلى أي طبيب وبعد أن سمعت عن الحجامة ذهبت إلى الطبيب واحتجمت والحمد لله تم شفائي تماما وعاد شعري إلى حاله الطبيعية.
أما رضا محمود بدر52 سنه ويعمل مديرا بالجمارك, فكان يعاني كسل الكبد والتهابا في القولون ويقول: قبل عمليه الحجامة ذهبت إلى اكثر من طبيب في الأمراض الباطنية، ولم يحدث أي تحسن فاضطررت إلى عمل الحجامة بعد أن يئست من العلاج, والآن اذهب إلى عمل الحجامة كل شهر ولا اشعر بالراحة إلا بعد إجرائها.. والمهم أنني لست شيخا ولا درويشا ولكني جربت بنفسي, والتحاليل تثبت أن وظائف الكبد قد تحسنت ولم اعد اشعر بأي آلام في المعدة أو القولون وأنا بحكم عملي بنظام الورديات كنت أبيت في العمل وليالي الشتاء الباردة جدا كنت أصاب بنزلات البرد باستمرار أما الآن فأنني اشعر بان المناعة عندي قد ازدادت وبالفعل لم اصب بنزلة برد واحده منذ أن قمت بإجراء عمليت الحجامة.
طلعت حسن57 سنه يعمل محاسبا بإحدى شركات القطاع الخاص بمصر الجديدة يقول: كنت أعاني فيروسC وبعض آلام الروماتيزم ولا اكذب عليك فقد رشح لي كبار الأطباء عمليه الحجامة بعد أن فشل العلاج العادي وبالفعل كانت النتائج مذهلة حيث ضبطت الأنزيمات في الكبد و وظائف الكبد لكن الفيروس لم يختف تماما ولم اعد اشعر بالآم الروماتيزم وأنا اخضع للحجامة كل شهر منذ سنتين.
وتحدث والد الطفل إبراهيم محمد إبراهيم من شبرا وقال إن ابنه ـ5 أعوام ـ تعرض لصدمه وهو في السنة الثانية من عمره أفقدته النطق واصبح لا يرد علي أحد ولا يتكلم مع أحد وذهبت به إلى معهد السمع والكلام وبدؤوا معه في دروس التخاطب إلا أن ذلك لم يأت بنتيجة , وبعدها قمنا بإجراء الحجامة الجافة له ولمدت ثلاث أسابيع عاد إلى حالته الطبيعية.
وفي إتصال بالدكتور سعيد شكري ـ أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بمعهد السمع والكلام وزميل كليه الطب بجامعه اوهايو الأمريكية الذي أكد لنا أن الذي يهاجم وهو جاهل به فان هذا هو الجهل بعينه , وما أثير أخيرا بشان الهجوم علي العلاج بالحجامة ما هو إلا زوبعة في فنجان, سرعان ما ستنتهي عندما يدرك الجاهلون أهميته ويضيف أننا نشأنا علي الطب الغربي ونعاني الآن ويلات المضاعفات الناتجة عن الأدوية الكيميائية , والغرب أدرك هذه الحقيقة وراح يجري الأبحاث والدراسات علي الطب البديل أو ما نسميه نحن الطب النبوي وفاقت النتائج كل التوقعات, بينما نحن مازلنا ندفن رؤوسنا في الرمال.
إن الغرب انشأ مستشفيات كاملة للعلاج بعسل النحل وعدد الصيدليات التي تستخلص الأدوية من الأعشاب كثيرة جدا هناك وإذا أردنا أن نتحدث عن الحجامة كفرع من فروع الطب النبوي فلابد أن تكون هناك أمانة ومسئولية لإجراء مقارنه منصفه بين الطب الحالي والطب البديل, وأنا لا أود أن أرد علي من يهاجمون هذا النوع من العلاج لأنهم يفهمون كلام النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ وينكرون احدث النتائج التي لن تخرج من عندنا و إنما من حائط الغرب.
وبالنسبة لي فان اكبر دليل علي صدق فاعليه هذا العلاج هو تحسن حاله المرضى الذين أعالجهم, أود التأكيد علي أن هذا التحسن ليس مجرد زوال الأعراض والمرض مازال موجودا بل أن المريض يشفي تماما ، وأنا دكتور أستطيع أن اعرف ذلك جيدا كما أن معظم أدوية رفع كفاءة جهاز المناعة الموجودة في الصيدليات الآن هي عبارة عن أعشاب طبيعية , ومن المؤكد أن الأبحاث والدراسات قد أجريت علي هذه الأعشاب ، وفي النهاية أؤكد أن الغرب ينظر إلى الطب البديل باحترام شديد, وان عمليات الحجامة موجودة في أمريكا وبعض الدول الأوروبية. ولا أحد يجهل هذه الحقيقة .
أما الدكتور احمد عبد السميع ـ رئيس قسم الكبد بمستشفي مصر للطيران ـ فيقول: إن الحديد يوجد في جسم الإنسان علي هيئات مختلفة, منها هيئه الجزئيات الحرة وهي تسبب أكسده للخلايا فتقلل من مناعتها ضد الفيروس لذلك وجد أن المرضي الذين يوجد لديهم نسبه عالية من الحديد في الدم تكون استجاباتهم للعلاج اقل من غيرهم. وبعد ذلك أثبتت الأبحاث أن إزالة كميات من الدم من هؤلاء المرضي بصفة متكررة يساعد في تحسن نسب الاستجابة للعلاج والحجامة هي نوع من أنواع إخراج الدم أو التخلص منه, وهي معروفه منذ القدم وجاء النبي عليه الصلاة والسلام واقرها, لكن يجب أن تجري بطريقه طبيه آمنة وتكون نظيفة ومعقمه والمطلوب من علمائنا الأفاضل بدلا من الهجوم علي الحجامة, عمل دراسة طبيه بالمعايير السليمة لإثبات كفاءة هذه الطريقة من عدمها.
وبالنسبة للمرضى الذين عالجتهم بالحجامة أقول إن عددهم بسيط ولا يقاس عليه لكن النتائج كانت مذهلة فمرضي الكبد الذين يعانون من فيروسC ولديهم نسبه عالية من الحديد وارتفاع في الإنزيمات.. والذين أجريت لهم عمليه الحجامة بطريقه طبيه سليمة بصفة متكررة ازدادت استجابتهم للعلاج بعقار الانتر فيرون والريبافيرين بعد أن كانت نسبه الاستجابة لديهم تكاد تكون معدومة, ومن هنا نري أن الحجامة يمكن بالفعل أن تساعد في العلاج جنبا إلى جنب من المستحضرات الطبية, بل إنها في حد ذاتها علاج طبيعي ليست له أي أضرار جانبيه وأنا حين كنت في ألمانيا علمت انهم يستخدمونها كأحد وسائل الطب البديل.
سعد آل دواس
منقــــــــــــــول