الرد علي ( الايمان بالله تحت المجهر) الجزء الثاني.

الرد علي موضوع ( الايمان بالله تحت المجهر )
الجزء الثاني .
الله اكبر
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نستكمل رحلتنا في الرد علي موضوع ( الايمان بالله تحت المجهر )
والذي سيجبرنا اجبارا علي ان نتخطي حدودنا ونخوض في بعض الاحكام القرءانية  بفكرنا ونغوص فيها بعقلنا
في محاولة منا للكشف عن بعض أسرارها وما يتيسر لنا من أحكامها وخاصة في جزئية الاحرف المقطعة في أوائل
 بعض سور القرءان الكريم . فلعل الله سبحانه وتعالي  يساعدنا  ويقف الي جانبنا ويحيطنا برعايته وفضله .
 وفي الحقيقة  أيها السادة الكرام فهو ليس طريقنا ولسنا به عالمين وغير مهيئين لهذا الغرض لا علميا ولا دينيا
 ولا حتي ثقافيا .ولسنا لكتاب الله حافظون ولا من أروقة الازهر خارجون .
ولا نملك وسيلة تمكننا من الخوض فيه أو البحث في معانيه سوي وسيلة ( العقل ) فقط وتوفيق الله سبحانه وتعالي .
  و سنغوص فيها مرغمون وعلي امل ان نصل الي بعض دررها وقليل من نفائسها وما دعانا الي الولوج في هذه
 الجزئية  بقليل من الاطمئنان والقاء نظرة فاحصة علي تلك الحروف بأمان هو فقط اعتقادنا بأن الحقيقة قد تكون
 أمامنا ولكننا عنها غافلون . وقد يكون مفتاح اسرارها أمام أعيننا ونحن له منكرون . ولا ننسي أيضا :
القانون : ( ما كان الله ليرسل للانسان علما لا يفهمه ولا بيانا لا يعقله .)
والآن لنستكمل ماأسلفنا . فقد استطرد صاحبنا يقول في موضوعه .
(( 5 ))
 ان الايمان باي شيء يعتبر علميا انه مصدر قوة .. وما دمنا قد اصبحنا نؤمن بالله وبرسوله وبالقران الكريم
 فنحن اذا بهذا الاتجاه اقوياء بايماننا .. وعلينا ان نحافظ على قوتنا هذه ونديمها .. ولنرى كيف :-
 لقد ورد ت في القران الكريم بعض الرموز او العبارات الغامضة التي منها على سبيل المثال لا الحصر
 (( ك ه ي ع ص )) .
نعم ان هذه الحروف قد وردت في القران الكريم وعند جمعها تشكل لنا كلمة (( كهيعص )) .
. وهي كلمة لا نعرف لها معنى في لغتنا العربية القديمة والحالية اطلاقا .. واظن ايضا انها
لا معنى لها باي لغة اخرى .. فكيف ينظر غير المسلم لهذه الكلمة المطلسمة .. وكيف ننظر لها نحن المسلمون .
غير المسلم ياسادتي سيسخر من هذه الكلمة ولا يصدق انها من كلام الله وينتهي به الحال الى هذا القرار .
اما نحن المسلمون فننظر لهذه الكلمة المطلسمة طبقا لايماننا انها من كلام الله وانها لها غايات ومعاني عظيمة
 ومهمة ولكننا لا نفهمها حاليا لان الخلل فينا نحن بسبب جهلنا لمقصد الله سبحانه في هذه الكلمة المطلسمة
 ذات المعاني العظيمة والمهمة .. ونحن في هذا مستندين الى قوله تعالى الموحى لنا به ايضا والذي هو ..
(( وما اؤتيتم من العلم الا قليلا ))
نجد هنا اننا لا نملك دليلا او تفسيرا منطقيا لهذه الكلمة المطلسمة .. ولكننا كمسلمين نؤمن انها
 من كلام الله ولذلك فاننا حتما سنجد لها مبررا حتى وان افتقر للمنطق السليم الا ان تبريرنا
 هذا يحافظ على استمرارية ما اوحي لنا ان نؤمن به والذي اصبح الان مصدر قوتنا .
. فنقول مبررين هذه الكلمة المطلسمة ان الاجيال بعد قرون طويلة قد تتبين معناها
 من ما سيجده الله سبحانه لهم في دنياهم من جديد الامور والوسائل .
............
الله اكبر
بسم الله الرحمن الرحيم.
نعم نعم أيها الكذوب فقد صدقت :" وبدون علميا " ان الايمان باي شيء يعتبر مصدر قوة .وهل هناك مصدر
 للقوة علي وجه الارض تعادل مصدر القوة التي يكتسبها الانسان عن طريق الايمان بالله .وهل لابد ان تزج
 بالعلمية في كل شيء لتثبت المصداقية ؟ لعن الله هذا العلم الشيطاني الزائف الذي جعلكم ترتدون وتنقلبون
علي أعقابكم خاسرين ...ولنري معك ماهية هذه الاحرف المقطعة في اوائل بعض سور القرءان الكريم
السيدات والسادة الكرام.
 وقبل أن نغوص معا في قلب هذه الاحرف المقطعة في القرءان الكريم في محاولة جريئة منا لمعرفة حكمتها .
يجب ان لا نمرعلي هذه الاية الكريمة ( وما اؤتيتم من العلم الا قليلا ) مرور الكرام ولا نلقي الضوء عليها
لمعرفة المعني المقصود من ورائها  ولاظهار هذا الخطأ في الفهم لذلك المغرور كاتب هذا المقال ولامثاله .
فهو يلقي باسباب جهله وفشله وغبائه علي ارادة  الله سبحانه وتعالي .
وهذاالاسلوب ( خلط الحابل بالنابل )  في الحقيقة ليس بغريب علي الكثيرين وقد تعودنا عليه منذ زمن بعيد . 
وهو يرجع الي ضيق أفق المفكرأو الباحث وعدم المامه بأطراف موضوعه وعدم امتلاكه لجميع الخيوط التي
تمكنه من حياكة وصياغة موضوع فكري أو علمي جيد ومثمر ومكتمل الاركان . فاذا ما فهم الباحث أو المفكر
المعني لاحدي الآيات فهما خاطئا  ثم تناول هذا المضمون في موضوع كهذا فلابد أن يسقط في هاوية الخطأ .
فمثلا هنا قد استعان الكاتب واستشهد بآية قرآنية لاثبات نظريته الفاشلة معتقدا نتيجة لفهمه الخطأ لمعني الآية
أنها خير سند وخير معين ودليل علي صدق حديثه وما يروج له  من فكر .
طيب . فما موقفه الآن عندما يعلم الحقيقة لمضمون هذه الآية  ؟ ويعلم انها لا تعني ابدا ما يعنيه وما يروج له .

يقول كاتبنا المغوار بعد ان شرب قهوته ولملم الأفكار  :
" اما نحن المسلمون فننظر لهذه الكلمة المطلسمة طبقا لايماننا انها من كلام الله وانها لها غايات ومعاني عظيمة
 ومهمة ولكننا لا نفهمها حاليا لان الخلل فينا نحن بسبب جهلنا لمقصد الله سبحانه في هذه الكلمة المطلسمة
 ذات المعاني العظيمة والمهمة .. ونحن في هذا مستندين الى قوله تعالى الموحى لنا به ايضا والذي هو ..
(( وما اؤتيتم من العلم الا قليلا ))
...............
الله اكبر
. صحيح شر البلية ما يضحك .
في الحقيقة أيها السادة أنا لا أعلم كيف يفكر هؤلاء ؟ وللاسف الشديد يطلقون علي أنفسهم لقب " مفكرون "
" وعلماء" فعندما يجهل الانسان المعني أو المقصد من آية من الآيات سواء في تلك الحروف المفرقة أو في
غيرها فالمفروض ان لا يستند الي هذه الآية ( وما اؤتيتم من العلم الا قليلا ) بل يجب أن يستند الي جهله
وغباؤه وخيبة أمله فقط .لان المعني المقصود من هذه الاية بعيد تماما عن وصف البشر بالجهل وعدم العلم
و المعرفة .وهي في الاصل لاتوحي ولا تشير الي اننا سنجهل بعض معاني ومقاصد للقرءان الكريم او بعض
 آياته نهائيا .وفي جهلنا حتي الأن لمعاني بعض الآيات القرءانية أقوي دليل علي الجهل المدقع الذي يتغلغل
 في عقولنا . فهناك أيها السادة الكرام فرق واضح وجلي وصريح بين كلمة " قليل " وكلمة " جهل " فالحي
 القيوم يقول :" وما أوتيتم من العلم الا " قليلا" فهل قال :  وما أوتيتم من العلم الا جهلا.؟؟؟
فالقليل كالكثير يمكن ادراكه والاحاطة مجملا به علما ويمكن الادراك والعلم  بجزء منه فقط  بالنسبة للبشر
فالحي القيوم آتانا علم قليل من علمه وحضرتنا كبشر علمنا جزءا من هذا العلم القليل وجهلنا الباقي الذي ارسل
الينا أصلا لنعلموه ونتعلموه ونعملوا به ونستفيدوا منه الخير الوفير .فهل يصح أن نلقي بأسباب جهلنا لتلك
الجزئيات علي الله وعلي ارادته ؟؟؟
واذا كان الحي القيوم يعلم اننا سنجهل هذه المعاني وتلك المقاصد من آباته وبالتالي لن نعمل بها
ولن نستفيد من ورائها  فلماذا اذن أنزلها واخبرنا بها  ؟ فالحي القيوم يقول : ( وما أوتيتم من العلم الا قليلا )
اذن فنحن البشر قد استقبلنا قليلا من العلم  من الله . طيب .س - وماهو هذا العلم الذي آتي البشرية من الله ؟
ج-  ينقسم العلم الذي آتاه الله سبحانه وتعالي لعباده او للانسانية عموما الي نوعان . النوع الاول من العلم :
علم ماقبل الخلق وهو العلم الغير مباشر: . وهو جميع العلوم الثانوية ومادياتها وادواتها وأسبابها الموضوعة
 في الارض وفي جو السماء كمخزون علمي ليستخرج منه البشر مايريدون وقت ما يشاءون بداية من (علم الذرة )
 والفضاء وأعماق الارض والجيلوجيا وعلوم البحار الي علوم أعتي الصناعات وأدق التقنيات .
بسم الله الرحمن الرحيم.
(هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات)
صدق الله العظيم .
والنوع الثاني :من العلم هو العلم المباشر: ويتمثل في جميع الكتب والبلاغات السماوية قبل ظهورالاسلام وآخرها
 هو القرءان الكريم  في ظهور الاسلام فهي تحمل للانسان أفضل العلوم الاساسية التي تتقوم وتستقيم بها حياته
 وتنظم له شؤونه وترشده وتوجهه الي معرفة ربه وعبادته وان يفعل صالحا وأن يبتعد عن المحرمات .
وتبعا للقانون الذي يقول : ما كان الله ليرسل للانسان علما لا يفهمه ولا بيانا لا يعقله . فاننا بالتالي نري ومنذ
زمن بعيد ان الانسان كل يوم يكتشف الجديد من تلك المعلومات الثانوية المخزونة له في الارض بعد أن يفكر
 فيها ويتأملها ويعقلها لانها داخل اطار استيعاب العقل البشري .وسيظل يكتشف من تلك العلوم الثانوية الي أن
تقوم الساعة باذن ربها .
س - ولماذا أطلق الله سبحانه وتعالي علي هذه المعلومات والعلوم التي ارسلها الي عباده اسم ( العلم )؟
ج -  لانها جزء من علمه الشامل والكامل ولانه علي البشر أن يعلموها ويستوعبوا معانيها واحكامها ليعملوا
 بالتالي بمقتضي ما فرض عليهم منها. واما مالم يفرض عليهم من علم  فوضع للانسان في الارض كمخزون
 علمي ليبحث فيه الانسان ويتأمله وليأخذ منه بقدر حاجته ما يشاء ومتي شاء في اي زمان وفي اي مكان .
 س - وما العلم الذي حجبه سبحانه وتعالي عن عباده  ولم يخبرهم  به ؟.
  ج -  واجابة هذا السؤال في الحقيقة تحتاج منا الي موضوع منفصل .ولكن لابأس الان من نبذة بسيطة حولها
 فالعلم الذي حجبه الله سبحانه وتعالي عن عباده هي مجموعة علوم لا يمكننا بحال احصاؤها فهي الخاصة
 باسرار الملكوت التي يعلمها الله سبحانه  وقادرعليها واحتفظ بها لنفسه في علم الغيب عنده .
منها علي سبيل المثال لا الحصر : العلوم الخاصة بالآخرة وعلوم الخلود والابدية . والعلوم الخاصة بالجنة .
والعلوم الخاصة بالنار. والعلوم الخاصة بالملائكة . والعلوم الخاصة بعالم الجن والعلوم الخاصة بالسموات
والعلوم الخاصة بالكواكب والنجوم وقوانينها  .والعلوم الخاصة بالروح لجميع انواع المخلوقات هذا بالاضافة
الي العلوم الخاصة بالحياة الدنيا وما تشمله وماتحويه من مظاهر الحياة للمخلوقات المختلفة  وهكذا .
  س - ما المعني المقصود من الآية ؟ عندما قال سبحانه ( وما اوتيتم من العلم الا قليلا . ) ؟
 لا يقصد بها سبحانه مجموع تلك العلوم الشاملة والمحيطة التي يعلمها سبحانه ولكنه يقصد علمه الشامل
 والكامل الخاص بجزئية الحياة الدنيا للانسان علي كوكب الارض والكون الذي يضمه ويحيطه فقط
 وما يخص منه البشرية ويخدمهم فقط ولم يرسل للانسانية منه الا قليلا من العلم الذي يستطيع العقل البشري
استيعابه ومعرفته وتعلمه والعمل به كما ذكرنا اما عن طربق مباشر وهوالكتب والرسل في العلوم الاساسية
أوعن طريق غير مباشر قد وضع لهم  في الارض وفي السماء أساسا قبل خلق البشر كمخزون مادي وعلمي
 ينفعهم وقت احتياجهم اليه حتي تقوم الساعة . وليس مطلوب منهم للحصول عليه سوي التفكر والتدبر والتأمل
كما أمرهم الله . ومن يفكر ومن يتأمل ومن يتدبر في المواد والعلوم الموجودة في السموات والارض حتي
لو كان كافرا بالله وبنعمه وبأديانه جميعا فسيصل الي مبتغاه ويتحقق له ما يتمناه وذلك لانه ترجم أمر من
أوامر الله الي عمل قام بتنفيذه دون أن يدري وهو الامر :  استخدام العقل والتدبر والتفكر والتأمل  .
بسم الله الرحمن الرحيم  :”وهو الذي مدَّ الأرض وجعل فيها رواسي وانهارا ومن كلِّ الثمرات جعل فيها
 زوجين اثنين يغشي الليل النّهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”الرعد3
وأيضا "الله الذي سخَّر لكم البحر لتجري الفلك فيه بامره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون , وسخَّر لكم ما في
السّماوات وما في الأرض جميعا منه إنَّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون ” 12 ,13 الجاثية
هذا هو أيها السادة الكرام المعني الحقيقي العام الذي يجب أن نعلمه ونتعلمه ونفهمه
 من هذه الآية الكريمة . ( وما اوتيتم من العلم  الا قليلا .)
السيدات والسادة الكرام .
والي لقاء في الحزء الثالث من الموضوع
مع شكري وتفديري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد راعني ما قدمتم وأذهلني ما أبدعتم فرفع الله من شأنكم وبارك فيكم
وزادكم علما .