صورة :
2 / 2
موزة العطيوي سيدة متعلمة تدرك أن الأمور التي يقبلها العقل لابد أن تكون خاضعة لمقاييسه، لذا حين اقتنعت بقدراتها على العلاج باللمس حاولت أن تتعرف على حقيقة تلك القدرات وتدعمها بالدراسة العلمية وهي تروي قصتها مع هذا النوع من العلاج التي امتدت سنوات قائلة:
بدأت قصتي عام 2003 حين تعرض ابني لحادث فانكسر إصبع قدمه، وقد كنت أضع يدي على الإصبع بلهفة الأم وشعرت أن الإصبع يعود لمكانه وأن يدي تؤلمني بشدة، فخفت كثيرا، وخاف زوجي من أن أكون قد تعرضت لمس من الجن، لكنني امرأة مؤمنة وقارئة للقرآن وبعيدة كل البعد عن موضوع الجن، وقد رويت لجارتي ما حصل معي فقالت لي: انك تمتلكين طاقة علاجية بيدك وقد حدثتني عن هذا العلاج بالطاقة فهي تتعالج عند أحد المختصين في هذا المجال، وقد بدأت القراءة عنه والتعرف على هذا العالم ووجدت دراسات كثيرة عنه وعن أنواعه المختلفة ومنها العلاج باللمس.
هل درست هذا النوع من العلاج؟
نعم درست البرمجة العصبية في دورتين تضمنت المستوى الأول والثاني وحصلت على شهادة ممارس أول معتمد في البرمجة اللغوية العصبية بتقدير امتياز، وكذلك حصلت على دورتين في الطاقة الذاتية النفس ـ بيولوجية ودورة في الريفوسكولجي وهو علم يعنى بتحديد انعكاس أعصاب الجسم في اليدين والقدمين، وكذلك حصلت على دورة في الكويت عن جهاز يستخدم في العلاج بالطاقة لكني لم استطع شراء الجهاز بسبب ارتفاع ثمنه.
كثير من الأطباء يرفضون هذا النوع من العلاج ويصفونه بأنه غير حقيقي، فماذا تقولين؟
لكل إنسان وجهة نظر وللأسف الأطباء يحاربون هذه القدرات وهم يرفضونها دون أن يعرفوا عنها شيئاً لأنهم يذكرون أنهم يعتمدون على الحقائق العلمية المسلم بها.
بينما يتسع العلم لكثير من الأمور التي قد لا تتوفر لها الإثباتات لكن هذا لا يعني انها غير موجودة.
هل هذا يعني أن نعتمد على العلاج باللمس أو بالطاقة من دون أن تكون له تفسيرات علمية؟
يعتمد هذا النوع من العلاج على التقبل النفسي له عند الإنسان الأمر الذي يجعل جهاز المناعة عنده يعمل بشكل ايجابي فيكون قويا لمواجهة المرض، حيث تقع نسبة 10% من النجاح على المعالج و90% على المريض، لكن العلاج بالطاقة لا يغني عن الطبيب، ولا يعني أن نترك الوسائل المتاحة في الطب السريري ونعتمد عليه فقط، فكثير من الناس يأتون إلي وأنصحهم بالذهاب إلى الطبيب للعلاج.
نتائج العلاجهل قمت بمعالجة أشخاص معينين، وما هي نتائج العلاج؟
قبل كل شيء، أنا لم أضع إعلانا في الصحف أو دعاية في مكان ما، والناس تأتيني حين يسمعون من آخرين تعالجوا عندي. وقد بدأت بعائلتي وجيراني أولا، وصار الخبر يتناقل بين الناس، فجاءتني العديد من السيدات اللائي تعالجن من علل مختلفة ومنهن من جلبن أطفالهن للعلاج.
وهل حققت أرباحا مادية من هذا العمل؟
لم يكن هدفي الربح المادي فقد كنت أحلم دائما ان أصبح طبيبة ولكنني أكملت الثانوية العامة ولم أستطع دخول الجامعة وصرت أدعو الله في كل صلاة أن يرزقني شيئا أفيد به الناس، لذا فإن أرباحي هي مساعدة الناس في تجاوز معاناتهم مع المرض.
لماذا رفضت اللقاء الصحافي في البداية؟
صرت أتجنب الصحافة كثيرا لأنها ببساطة يمكن أن تتهم الناس بالشعوذة وقد اتصلت بي إحدى الصحافيات في مجلة محلية لتدعي أنها على خلاف مع زوجها فهل يمكن أن أعيده إليها فأجبتها أني لا أمتلك تلك القدرة ولا علاقة لي بالجن أو السحر والشعوذة، فعادت مرة أخرى لتتصل من هاتف آخر وتقول أنا صحافية وأريد أن أجري معك لقاء لمجلتي فعرفت صوتها ورفضت الحديث معها.
تجارب مع العلاجأم خالد هي إحدى السيدات اللائي قصدن موزة العطيوي للعلاج حيث قالت في مكالمة هاتفية: لم أكن أعرف تلك السيدة لكني سمعت عنها من صديقة لي كانت تتعالج عندها، فقصدتها لعلاج ابني سالم، وهو طفل عمره ثماني سنوات أصيب بالربو وهو في عمر أربعة شهور.
وقد طرقت كل أبواب العلاج في المستشفيات والعيادات الخاصة ولم تجد نفعا، وقد سمعت عن العلاج بالطاقة فقصدت السيدة. وقالت ان طفلي يحتاج عدة جلسات وكنت أراقب ما تفعل وقد وجدتها تقوم بمسح صدر الطفل وقراءة القرآن وبعد ثلاث جلسات بدأ الطفل بالتحسن واستغنينا عن جهاز التنفس الذي كان ملازما له، ومنذ اربعة شهور وحالته مستقرة ولم تعاوده الأزمة.
الطب يرفض الأسلوبيرفض الطب أنواع العلاج التي لا تخضع لدراسات حقيقية ولا توجد أدلة علمية تثبتها حيث يقول الدكتور عادل المنصوري استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة: من الصعب قبول مثل هذا النوع من الممارسات التي لا تستند إلى دليل علمي، إذ ان هناك أنواعاً من العلاج يمكن قبولها.
وقد أثبتت نجاحها بالتجربة مثل الإبر الصينية حيث شاهدت بنفسي عملية تخدير بالإبر الصينية لأن هناك خريطة لأعضاء الجسم في الجلد يمكن العمل عليها بتحفيز الأعصاب والتأثير بأعضاء الجسم وينطبق الأمر على الحجامة كذلك، لكن هذا الأمر لا يتجاوز الطب التكميلي.
أما موضوع العلاج باللمس أو بالطاقة ففي الغالب يعتمد على الإيحاء النفسي الذي قد يؤدي إلى تحسن وقتي بسيط لكنه لا يشفي الأمراض ولا يمكن الاعتماد عليه إذ لا توجد أدلة علميه له، ومن الصعب أن أقتنع بمثل هذا النوع من العلاج. ويرى الدكتور محمد صالح اللحام اختصاصي طب الأسنان قد تكون بعض الممارسات الطبية القديمة أثبت جدواها مثل الحجامة التي عرفها المسلمون لقرون طويلة ودخلت حيز الدراسة العلمية.
لكن العلاج باللمس بعيد عن الحقيقة العلمية ولا يمكن تأكيده أو الوثوق به لأن هذا النوع من العلاج لا يتجاوز الإدعاء فالطب الحقيقي يخضع لدراسات علمية دقيقة، وحتى الأدوية لا يمكن أن تصرف إلا بعد تجارب طويلة تثبت نجاحها.
وموضوع الطاقة موضوع شائك ولا يزال غير محسوم لذا لا يمكن التسليم به ولا التسليم بشفاء كسر أو مرض بمجرد لمسه، فان يصدر الإنسان طاقة يعالج بها الآخرين يشكل موضع شك خاصة أن كثيرا من الأشخاص صاروا يدعون مثل تلك القدرات ويقبل عليهم الناس بشكل غريب، فهل نضع كل الدراسات الطبية التي استمرت لقرون طويلة جانبا ونسير وراء وهم مثل تلك العلاجات؟.
دلال جويدمنقووول