التصلب اللويحي المتعدد.. اسم غريب لمرض خطير أسبابه غير معروفة ونتيجته الإعاقة غالبا
التصلب اللويحي المتعدد أو Multiple Sclerosis هو بحسب الدكتور كمال كلاب الاختصاصي في أمراض الجهاز العصبي "مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي أي الدماغ والدودة الفقرية وعصب النظر، وهو عبارة عن التهاب للمادة البيضاء في الجهاز العصبي يتكرر في نقاط مختلفة فيؤدي إلى خلل في وظيفة هذه المناطق من الجهاز، وقد يسبب مع مرور الزمن وتراكم الإصابات إعاقات جدية في النظر والحركة والتوازن".
ويشرح د. كلاب في لقاء مع صحيفة "السفير" اللبنانية أنه "يمكن للالتهاب أن يصيب أي منطقة من الدماغ، وبحسب وظيفة هذه المنطقة يظهر ذلك في العوارض التي تتراوح عادة بين انخفاض في النظر عند إصابة عصب النظر أو ارتخاء في اليد أو تنميل (خدر) في اليدين والقدمين أو مشاكل في التوازن وعملية البول. والفترة الزمنية التي تفصل بين النوبة والثانية مهمة جدا بالنسبة للأطباء وتشكل مؤشرا حول درجة الإعاقة التي يمكن أن تصيب المريض بعد 15 سنة. وكلما كانت الفترات متقاربة كان الخطر أكبر على المريض".
وأسباب هذا المرض ما زالت مجهولة وتتراوح بين ثلاث نظريات متداولة: فيروس مسبب أو خلل جيني أو عامل بيئي.
ويقول الدكتور كلاب "الدراسات حول المرض كثيرة ولكن لم تستطع أي منها أن تحدد سببا واحدا له. غير أن ما بدا واضحا هو زيادة هذه الإصابات في مناطق معينة من العالم لا سيما تلك التي تتميز بمناخ معتدل بارد. وحاولوا تفسير الأمر بوجود أنواع محددة من الحيوانات كالكلاب والحمام التي يمكن أن تكون ناقلة لفيروس المرض ولكن لم يثبت ذلك. لكننا نعرف أن هناك عاملا وراثيا خفيفا. وما يبدو مقبولا حتى الآن هو أن هناك عدة مسببات للمرض، منها العامل الوراثي وتعرض المريض لمسبب آخر في سن مبكرة يمكن أن يكون فيروسا، إضافة إلى تأثير العامل البيئي".
ويبدأ ظهور المرض في العقد الثالث من العمر عادة، والنساء معرضات أكثر من الرجال للإصابة به.
وما يحصل على مستوى الدماغ عند الإصابة بهذا المرض هو أن الجسم يبدأ بتصنيع مواد مضادة لبروتينات موجودة في المادة البيضاء في الدماغ وكأن الجسم يهاجم نفسه. وبدل أن تقوم الخلايا الليمفاوية بمهاجمة خلايا غريبة عن الجسم تهاجم بروتينات أساسية للمادة البيضاء، أي أنها لا تتعرف عليها على أنها من مكونات الجسم بل كمادة غريبة مما يدل على وجود خلل في جهاز المناعة. والتلف الذي تتعرض له المادة البيضاء يجعل وظيفة الأعصاب غير كاملة بحيث يصبح من الصعب عليها إيصال الأوامر من الدماغ إلى الأعضاء.
ويتابع د. كلاب للـ"السفير" بالقول: "إن المادة البيضاء تشبه الأسلاك حيث أن كل سلك مغلف بمواد دهنية وبروتينات، وعندما يتعرض هذا الغلاف للتلف عند الإصابة يفقد السلك غطاءه وبالتالي فعاليته"
المرض في لبنان
ويقول د. كلاب: "يعتبر لبنان من المناطق التي يفترض أن تكون نسبة الإصابة فيها بهذا المرض ضئيلة، إنما يتبين لنا من ممارستنا اليومية أن هذه النسبة لا بأس بها، لذلك كانت الحاجة إلى دراسات إحصائية وعلمية حوله. وقد أطلقت وزارة الصحة اللبنانية بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لأمراض الجهاز العصبي والجمعية اللبنانية للإحصائيات دراسة لمعرفة عدد المرضى في لبنان ونوع مرضهم وحالاتهم. وهي دراسة يفترض أن تمتد على سنوات عدة حتى نستطيع الحصول على المعلومات الكافية.
"أما في ما يتعلق بتطور المرض ونوع الإصابة فلم نجد فرقا بين ما يحصل في لبنان وما يحصل في الخارج. وبالنسبة للجغرافيا فقد تبين أن المناطق المعتدلة الباردة أي بالأخص المنحدرات الغربية للسلسلة الغربية في جبل لبنان والشمال تحتوي أكثر نسبة من الإصابات، لا سيما إذا كان المريض قد ولد وتربى في تلك المناطق".
نتائج التصلب اللويحي المتعدد قد تصل إلى حد الإقعاد والشلل لكن الأمر يختلف بين حالة وأخرى – (البوابة).
منقول