خميس, حزيران (يونيو) 20, 2013
مريم النعيمي كاتبة إماراتية
تكاد الحياة الزوجية لا تخلو من خلافات تهب رياحها على الأسر، وهي من الملامح التي تطرأ ولابد أن يستوعبها الزوجان من خلال تفهم المواقف والتعامل مع الخلافات حسب درجتها وأهميتها.
المشكلة أن بعض الأزواج والزوجات لا يهتمون بحلها بشكل حاسم، فتتراكم وتسبب المزيد من المشاكل الأكثر تعقيداً، وبعض الأزواج والزوجات يبالغ في ردود الفعل تجاه هذه الخلافات ويعتبرها نهاية العلاقة، ويقوم بتصعيد الموقف من خلال توجيه الكلمات الحادة والإشارة لعيوب ونقائص الآخر، ما يسبب صدمة وردة فعل قوية على المشاعر العاطفية وخصوصاً بين حديثي الزواج.
على ضوء ذلك أكد أحد الخبراء الإماراتيين في العلاقات الأسرية أن كثرة الخلاف بين الأزواج تضعف وتدمر نوعاً من الخلايا الموجودة بالجسم تدعى «تي» والمعنية بمحاربة العدوى المرضية، والأزواج يكونون أكثر عرضة للأمراض إذ يكون انتقال العدوى لهم أكثر وأسهل وأسرع، حيث أوضح أن حدة التوترات الزوجية تتسبب بصداع حاد. وانشغال فكر كل طرف بالخلاف، وكونه على حق، يعطل توجه تفكيره إلى مقاومة أي عدوى قد تنتقل إليه، ويطالب الخبير الأزواج بالحرص على تفهم طبيعة أي خلاف يحدث، والإسراع في حله بالتفاهم والتراضي، حتى يحافظا على سلامة وصحة الحياة الأسرية، فلا تنتقل عدواهما للأبناء.
وجدير بالذكر أن أقسام التوجيه والإصلاح الأسري في المحاكم تبذل جهدها في حل الخلافات الأسرية قبل أن تتفاقم بحيث يتم فضها ودياً خصوصاً أن معظمها مشاكل ليست جذرية حيث اتضح أن غالبية الأسباب التي تؤدي للخلافات وطلب الخلع أو الطلاق تتمثل في «انشغال الزوج بالهاتف المحمول، مقارنة الزوجة حياتها ووضعها المادي بصديقاتها، منع الزوج زوجته من زيارة أهلها، تدخل أفراد من خارج الأسرة في المشاكل، ما يؤدي إلى تطور الخلافات».
ننصح كل زوج وزوجة باللجوء دائماً للحوار وفتح مجال الحديث حول المشكلة أو الخلاف، مع التأكيد أن الخلاف ليس معركة يثبت كل طرف فيها أنه الأقوى بل الهدف الأساسي هو حل المشكلة.
ومما لا شك فيه أن المرونة مطلوبة في التعامل مع من حولنا لتكون حياتنا سعيدة، وصاحب مبادرة الحل وعلاج الخلاف ليس الطرف الخاسر بل هو صاحب الفضل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام».
«الحياة حلوة بس نفهمها» ألم تسألوا أنفسكم هذا السؤال : كيف لنا أن نعيش حياة سعيدة آمنة؟ الجواب بيدكم، أنتم من تقررون كيف ستعيشون حياتكم فالحياة حلوة، ولكي نجعلها كذلك فعلينا أن نتعامل معها بحكمة وصبر وبنظرة متفائله ثاقبة للأمور، فنملأ قلبنا بحب كل من حولنا لنجعل الإخلاص والوفاء رفقاء دربنا ونعامل الناس كما نحب أن يعاملونا. فالكلمة الحلوة والابتسامة مفتاح القلوب.
منقوول